المنزل الذكي والاتصالات السريعة وخدمات التدفق عبر الإنترنت..

تقنيات تحتاج لها حياتنا في 2020

أرشيفية

نيويورك

أثبتت لنا السنوات العشر المنصرمة حقيقة واضحة لا لبس فيها، ألا وهي أنّ التقنية تلازم جميع نواحي حياتنا.

تعيش التقنية في منازلنا في السخّانات التي تدفئنا، وفي السيّارة في ميزات السلامة التي تحذّرنا من السيّارات الأخرى على الطرقات، وفي إعدادات التلفزيون التي تسمح لنا بالاستمتاع بخدمات التدفّق التي تعرض لنا البرامج والأفلام عبر التطبيقات الإلكترونية. وفي بعض الأحيان، يصل الأمر بنا إلى ارتداء التقنية على شكل ساعات معصم تراقب صحتنا باستمرار.

- اتجاهات التقنية

في عام 2020 والسنوات العشر المقبلة، ستكتسب هذه الاتجاهات التقنية زخم أكبر. هذه التقنيات المرتقبة التي عرضت الأسبوع الماضي في معرض الإلكترونيات الاستهلاكية (CES)، وهو عرض تجاري هائل للتقنيات الاستهلاكية يُنظّم في لاس فيغاس ويشكّل نافذة على أهمّ التطوّرات التقنية التي سيشهدها العام.

التركيز الكبير والاستثنائي هو على الجيل التالي من الشبكات الخلوية أي الجيل الخامس أو 5G، والتي تزوّدنا بالبيانات بسرعات هائلة وغير مسبوقة.

كما أنّنا قد نكون على موعد مع ثورة المنازل الذكية وأجهزتها المتصلة بالإنترنت كالثلّاجات والتلفازات والمكانس الكهربائية التي تعمل مع بعضها دون عوائق وبأقلّ تدخّل بشري ممكن.

رأت كارولينا ميلانيزي، محلّلة مختصّة بالتقنية في شركة «كرييتف ستراتيجيز» أنّ «الأساس يكمن في اتصال كلّ شيء، حيث إن أي شيء في المنزل سيكون مزوّدًا بالمزيد من الكاميرات والميكروفونات وأجهزة الاستشعار».

في حال شعرتم أنّ هذا التوصيف يشبه ما رأيتموه العام الماضي، نعم إنه كذلك، ولكن فقط لأنّ التقنيات الجديدة تحتاج غالبًا إلى الوقت لتنضج.

- منازل ذكية

فيما يلي، ستتعرفون إلى الأشياء التي يجب أن تبقوا عينكم عليها هذا العام:

> المنزل الأذكى: أتمتة حقيقية. في السنوات القليلة الماضية، خاضت أمازون وآبل وغوغل معارك ضارية للسيطرة على منازلنا.

يستجيب المساعدون الافتراضيون التابعون لهذه الشركات، أي أليكسا ومساعد غوغل وسيري، للأوامر الصوتية لتشغيل الموسيقى عبر مكبّرات الصوت، والتحكّم بالمصابيح الضوئية وتشغيل روبوتات الكنس. تعمل منتجات المنزل الذكي بشكل جيّد، ولكنّها معقّدة الإعداد، لهذا السبب يستخدمها معظم الناس لأداء مهام أساسية فقط كضبط مؤقّت المطبخ والتحقّق من حالة الطقس.

ولكنّ الشركات الثلاثة توصّلت في ديسمبر (كانون الأول) الفائت لما يشبه الهدنة، معلنة أنّها كانت تعمل مجتمعة على تطوير معيار يساهم في تسهيل توافق منتجات المنزل الذكي مع بعضها البعض.

بمعنى آخر، عندما تشترون مصباحاً متصلاً بالإنترنت من مجموعة تتوافق مع مساعد أليكسا، يجب أن يتوافق مع سيري ومساعد غوغل أيضاً. هذا الأمر من شأنه أن يخفّف من حيرة الناس عند شراء المنتجات المنزلية ويزيد سهولة عمل الأجهزة الذكية مع بعضها البعض.

ولفتت ميلانيزي إلى أنّ التخلّص من التعقيد كان خطوة ضرورية ليحقّق عمالقة التقنية هدفهم الأساسي: أتمتة منزلية دون مشاكل ودون الحاجة إلى أشخاص يملون على المساعدين ما يجب أن يقوموا به.

- شبكات جديدة

> الجيل الخامس للاتصالات - تصاعد بطيء وثابت. شهد عام 2019 بداية تحوّل الصناعة اللاسلكية نحو الجيل الخامس، وهي تقنية قادرة على تأمين البيانات بسرعات فائقة غير مسبوقة ستتيح للناس تحميل أفلام كاملة في ثوانٍ معدودة.

ولكنّ طرح شبكات الجيل الخامس كان ناقصاً وغير متساوٍ. فقد نشر مزوّدو الخدمات اللاسلكية في الولايات المتحدة شبكات الجيل الخامس في مدن قليلة، فضلاً عن أنّ الهواتف الذكية التي صدرت العام الماضي مزوّدة بتقنية الجيل الخامس كانت قليلة جدّاً.

أمّا في 2020. فمن المتوقّع أن يكتسب الجيل الخامس زخماً إضافياً، حيث توقّعت شركة «فرايزون» انتشارها على امتداد الولايات المتحدة، في حين صرّحت «آي.تي. أند تي». والتي تقدّم نوعين من الجيل الخامس («5G إيفولوشن» الذي لا يختلف كثيراً عن الجيل الرابع كثيراً لناحية السرعة؛ و«5G بلاس»، النسخة الفائقة السرعة) إنّها تتوقّع وصول خدمة «5G بلاس» إلى مناطق في 30 مدينة مع بداية 2020.

ومن المؤشرات الأخرى على تقدّم تقنية الجيل الخامس، زيادة عدد الأجهزة التي تدعم المعيار اللاسلكي الجديد.

مثلاً، بدأت سامسونغ تضمين خدمة الجيل الخامس في بعض من أحدث أجهزة غالاكسي، في حين أنّ آبل، والتي رفضت التعليق على الموضوع، تتوقّع بدورها إطلاق أوّل هواتفها التي تتوافق والجيل الخامس هذا العام.

تنطوي هذه التقنية على مكاسب كثيرة أهمّها القدرة على تقليص بطء الاتصال، أو الوقت الذي تتطلّبه الأجهزة عادة لتتصل مع بعضها البعض. يتمتّع هذا الأمر بأهمية كبرى لناحية توافق الجيل المقبل من الأجهزة كالروبوتات والسيّارات الذاتية القيادة وطائرات الدرون.

ففي حال كانت سيّارتكم مزوّدة بتقنية الجيل الخامس وسيّارة أخرى تملك التقنية نفسها، تستطيع السيّارتان التواصل مع بعضهما وإرسال الإشارات لبعضهما عند الفرملة أو تغيير المسارات.

إنّ تحوّل هذه السيّارات إلى القيادة الذاتية الكاملة يتطلّب القضاء على التأخير الذي يصيب هذا النوع من التواصل اليوم.

- تقنيات ملبوسة

> سوق الأجهزة القابلة للارتداء إلى المزيد من النشاط. لقد حان وقت استعار المنافسة في مجال الكومبيوترات القابلة للارتداء لأنّها ستقود إلى مزيد من الابتكار والإبداع.

سيطرت شركة آبل لزمن طويل على هذه السوق. فقد أطلقت عام 2015 ساعة آبل الذكية التي تركّز على المتابعة الصحية، واستتبعتها عام 2016 بإصدار أول سماعاتها اللاسلكية «إيربودز» التي يمكن التحكّم بها عبر سيري.

ومنذ ذلك الحين، دخلت شركات عديدة في هذا المسار كـ تشاومي وسامسونغ وهواوي وغوغل، التي استحوذت أخيراً على «فيتبيت»، الشركة المتخصصة بصناعة أجهزة الرشاقة بصفقة قيمتها 2.1 مليار دولار على أمل أن تستطيع اللحاق بآبل.

بدورها، تشقّ رقائق الكومبيوتر طريقها في عالم المنتجات الإلكترونية كالسماعات، ما يعني أنّ الشركات ستقدّم على الأرجح ابتكارات جديدة في عالم الإكسسوارات القابلة للارتداء، بحسب ما أفاد فرانك جيليت، محلل التقنية في شركة «فورّيستر». وهنا يمكننا الحديث عن فرضيتين: سماعات تراقب الصحّة من خلال متابعة النبض من الأذنين، أو سمّاعات رخيصة لمساعدة الأشخاص الذين يعانون اضطرابات في السمع.

ورأى جيليت أنّ «هذا المجال الذي يشمل تحسن سمعنا وطريقة سماع الآخرين مثير للاهتمام».

- البث الإنترنتي

> ثورة التدفّق. لقد سار العالم بسرعة باتجاه عصر التدفّق وسيستمرّ على هذه الوتيرة.

تصدّرت منصة نتفليكس لائحة خدمات الفيديو الأكثر مشاهدة في الولايات المتحدة في 2019. مع إمضاء الناس معدّل 23 دقيقة يومياً في مشاهدة تدفّق محتواها، بحسب بيانات شركة «إي ماركتر» البحثية. وبشكل عام، شكّل الفيديو الرقمي نحو ربع الوقت اليومي الذي يمضيه الناس على الأجهزة العام الماضي، والذي يشمل أيضاً استخدام التطبيقات ومحرّكات التصفّح الإلكترونية.

ورجّحت «إي ماركتر» أن تشهد حصّة حصّة نتفليكس من الوقت الإجمالي الذي نمضيه في مشاهدة الفيديوهات على الأجهزة تراجعاً في 2020، بسبب إطلاق خدمات تدفّق جديدة منافسة كـ ديزني بلاس، وإتش.بي.أو. ماكس، وآبل تي.في. بلاس.