تحدثت لـ"اليوم الثامن" عدن وارثها العريق..

ولاء عمران: "اتفاق الرياض" انتصار للجميع وهذا ما وجدته في الضالع

الصحافية المصرية ولاء عمران - ارشيف

حنين فضل
مدير تحرير صحيفة اليوم الثامن

قالت الصحافية المصرية ولاء عمران إن تنفيذ بنود اتفاق الرياض الذي رعته السعودية، يعد انتصارا للجميع، مؤكدة على عدالة القضية الجنوبية التي قالت انها جاءت نتيجة الانقلاب على مشروع الوحدة السلمي بالحرب والاحتلال العسكري للجنوب.

وتحدثت عمران في مقابلة مع صحيفة اليوم الثامن عن الانتهاكات في الجنوب وخاصة في محافظة الضالع، خلال زيارتها إلى هناك.. مشيرة إلى انها عثرت على ملابس اطفال دون العاشرة قضوا في قصف صاروخي اطلقه الحوثيون.

وعن عدن، قالت ولاء عمران " انه على الرغم من الدمار والتخريب الذي طالها منذ حرب صيف العام 1994م، لكنها تظل صامدة بصمود رجالها الذين كانت لهم بصمة كبيرة في الحفاظ على عدن وارثها الثقافي والفني والسياسي والرياضي".

 

نص المقابلة

  • مرحبا استاذة ولاء عمران في "اليوم الثامن"، نود في البداية ان نطلع القارئ عن انطباعك في زيارتك الثانية للعاصمة عدن؟

    - اشكركم في البدء على الاستضافة في صحيفة "اليوم الثامن"، بالنسبة عن انطباعي، فأنا سعيدة جداً اني ازور الجنوب مرة أخرى، وتحديدا العاصمة عدن والضالع، عكس الزيارة الأولى التي وصلت فيها إلى محافظة حضرموت شرقاً، طبعا عدن مدينة جميلة وأهلها ناس محبون وكرماء، واسعدني اني تعرفت على اصدقاء جدد، الجميع كان محتفيا بي ليس لأني مواطنة مصرية تزور عدن، ولكن هناك محبون كثر لمصر وقد ابدوا محبتهم لمصر وتحدثوا عن العلاقة التاريخية العميقة التي تربط عدن بقاهرة المعزة وارتباطهما خاصة في المجال الفني والثقافي.

  • كيف شاهدتِ عدن وهل ترى ان هناك متغيرات حدثت بين الزيارتين؟

  • عدن على الرغم من الدمار والتخريب الذي طالها منذ حرب صيف العام 1994م، لكنها تظل صامدة بصمود رجالها الذين كانت لهم بصمة كبيرة في الحفاظ على عدن وارثها الثقافي والفني والسياسي والرياضي، عدن مدينة غنية بكل شيء، وبكل تأكيد الزيارة هذه أتت في الوقت الذي اقدر اقول ان عدن قد وضعت اقدامها في الطريق الصحيح نحو المضي في استعادة امجادها السابقة، بعد توقيع اتفاق الرياض بين المجلس الانتقالي الجنوبي والحكومة اليمنية، انا متفائلة جداً، بأن عدن سوف تستعيد دورها الريادي خاصة في المجال الفني والادبي والذي هو قريب إلى قلبي جدا، هناك العديد من المشاريع الفنية المستقبلية التي تنتظر عدن، ولا اخفيكم سرا فقد التقيت بالمخرجين الرائعين جداً عمرو جمال، ومروان مفرق، وهما من خيرة شباب عدن، وقدموا الكثير من الاعمال الفنية ولعل اخرها فيلم عشرة ايام قبل الزفة والذي حقق نجاحا كبيراً، وبكل تأكيد شعرت بفتائلهم بأن المستقبل القريب سيشهد نقلة نوعية لعدن على كافة الاصعدة.
  • ماذا تعرف ولاء عمران عن عدن؟

 

  • من حسن حظي ان لدي اصدقاء كثر في عدن وفي مصر، تعرفت عن مدينة خرافية في كل شيء، عدن مدينة جميلة جدا، وكما قلت لك انا متفائلة جدا بأن عاصمة الجنوب سوف تنهض مجدداً، وسوف تستعيد أرثها الثقافي والفني، لم أكن اعرف عن عدن انها بهذا الجمال، لذلك أعو زملائي الصحافيين العرب إلى زيارتها وسوف يكتشفون اشياء كثيرة، وعدن حين تستعيد دورها ومكانتها ستكون كما عرفت محطة جذب لكل الناس من مختلف اصقاع العالم، فهي مدينة التعايش والسلام وهي المدينة العريقة التي عرفت التلفزيون والاذاعة قبل الكثير من العواصم العربية المحيطة بها.

اما على الصعيد الفني والثقافي، فعدن هي صاحبة الأسبقية قبل أكثر من قرن من الزمان، اما على الصعيد الرياضي، فنادي التلال الرياضي في عدن يعد من اقدم الاندية في شبة الجزيرة العربية من حيث التأسيس، وهذه العراقة هي من جعلت عدن جميلة وأقولها بكل فخر ان ما لمسته وشعرت به في عدن، يجعلني أكثر ثقة بالله بان شباب العاصمة الجنوبية قادرون على النهوض بالمدينة.

  • كصحافية عربية ومصرية، ما هي القضية الجنوبية؟

  • القضية الجنوبية هي قضية عادلة، قضية وطن سلب من أهله، بالخديعة والحرب، يمكن وصفها على أنها قضية جاءت نتيجة الانقلاب على مشروع الوحدة السلمي الذي كان يؤسس لنواة وحدة عربية، ضمن احلام العرب في الوحدة العربية التي تزعمها الرئيس الخالد جمال عبدالناصر، الحروب التي تعرض لها الجنوب، ألحقت تدميرا كبيرا بكل شيء، فقد كثيرون وظائفهم هناك أكثر من مائة ألف موظف تم فصلهم من وظائفهم بعد السيطرة الشمالية على عدن، كان الوضع مأسوي، لم يتقبله الجنوبيون على الرغم من القبضة العسكرية التي كانت مفروضة على بلاده، وقاوموا ذلك الاحتلال العسكري سليما إلى ان جاءت الحرب الثانية في العام 2015م، فحمل الجنوبيون كلهم السلاح للدفاع عن بلادهم، وانتصروا، ولكن لا تزال بلادهم يتهددها خطر الحرب التي يشنها هذه المرة تحالف الإخوان والحوثيين.

التدمير الذي طال الجنوب "أرضا وانساناً" كبير للغاية، زرت الضالع وشاهدت حجم الاضرار والدمار، زرت ملعب نادي الصمود الرياض الذي شهد قصفا صاروخيا شنه الحوثيون قبل اسابيع، عثرت في المكان على ملابس اطفال دون العاشرة، قتلوا في القصف الذي اوقع ضحايا اغلبهم مدنيون.

زرت الجبهات واطلعت على حجم التضحيات التي تقدم هناك، الجميع يقاتل دفاعا عن الجنوب وعن الضالع، يرون انها معركة مصيرية، علمت لاحقا ان التحالف العربي يقدم الدعم، لكن لا اعتقد انها كافي لدعم جبهة مشتعلة على مدار الساعة، اخبرني قادة عسكريون التقيت بهم عن انهم يقاتلون الحوثي في ظروف صعبة للغاية، ودون غطاء جوي.

  • أين تقف ولاء عمران من القضية الجنوبية؟

  • من المهم ان تسأل هذا السؤال، انا كمواطنة أو صحفية مصرية أقف الى جانب أي قضية عادلة ومن المهم ان نقف الى جانب القضية الجنوبية فهي القضية العادلة مثلها مثل قضية فلسطين، أقف على مسافة واحدة من جميع الاطراف والقوى السياسية الجنوبية وتربطني بقيادات الجنوب علاقة قوية وانا على تواصل دائم بالجميع، ولدي معرفة كاملة بالتفاصيل التي حالت دون توحد كل الجهود الجنوبية، الجميع متفقون على هدفة استعادة دولة الجنوب السابقة، لكن يختلفون في الرؤي حول الكيفية، ومن المهم ان يجري نقاش في هذا الشأن، من الجميع ان يتحاور الجنوبيون في كل التفاصيل لان هذه بلادهم ومن الضروري ان يتشارك الجميع في بناء الوطن، المجلس الانتقالي الجنوبي الذي جاء في العام 2015 ، استطاع ان يوجد قيادة جنوبية موحدة حولها التفاف شعبي كبير، وانا اتمنى ان تتحد بقية القوى وان تزيل أي خلافات او عوائق بينها، وعلى المجلس الانتقالي الجنوبي تقع مسؤولية الحوار مع مختلف القوى والشخصيات السياسية الأخرى، من المفيد للقضية الجنوبية ان يتفق الجميع على نصرتها، واعتقد ان اتفاق الرياض الذي حققه المجلس الانتقالي الجنوبي، يعد مكسبا عظيما للقضية الجنوبية، ولم يتبق الا القليل واعتقد ان على الجميع توحيد الجهود لتحقيق كل ذلك.

كما أود التأكيد على مسألة مهمة جداً، انا ضد التصنيف ولست محسوبة علي اي جهة او فصيل ، أنا داعمة ومناصرة للجنوب فقط، لكني اري من وجهة نظري المتواضعة في عالم السياسة أن المجلس الانتقالي هو رجل المرحلة وأنه كان احد الأسباب التي تم الاعتراف بالجنوب كشريك أساسي في اتفاقية الرياض.

  • ماذا عن اتفاق الرياض، إلى اين تعتقدِ يصل؟

  • اتفاق الرياض رعته المملكة العربية السعودية، وهي تمتلك ارادة في ان يتم تنفيذ هذا الاتفاق، هناك عراقيل او تسويف ومماطلة من قبل حزب الاخوان في الحكومة اليمنية و الذي يريد ان يجر البلد الى مستنقع الحرب لتحقيق مطامع دول معادية للتحالف العربي، لكن نحن على ثقة في ان ينفذ هذا الاتفاق، الجميع يريد السلام وتحقيق السلام لن يتم في ظل وجود اطراف من مصلحتها ادخال البلد في مستنقع حرب مفتوحة، لذا علينا ان نكون اكثر تفاؤلا بالاتفاق وان ندعمه لأنه مشروع معهم يؤسس لمرحلة مهمة يتنصر فيها الجميع.
  • كصحافية ومهمة، ما رأيك بالمحتوى الذي تقدمه صحيفة اليوم الثامن في موقعها الالكتروني.

  • "اليوم الثامن" هي من أهم الصحف والمواقع الجنوبية ، وتكاد تكون هي الوحيدة التي أتابعها في المواقع الجنوبية لمحتواها الجيد ، أصبحت ملمة بأدق التفاصيل عن ما يحدث في اليمن بشكل عامل وما يحدث علي صعيد القضية الجنوبية بوجه خاص.

  • هل لك من كلمة أخيرة؟

  • اتوجه بالشكر لرئيس المجلس الانتقالي الجنوبي عيدروس الزبيدي، ورئيس الجمعية الوطنية اللواء أحمد سعيد بن بريك على دعوتي لحضور اعمال الدورة الثانية في فبراير من العام الماضي والدورة التي انتهت مؤخراً، كما اشكر الاستاذة القديرة نيران حسن عضو هيئة الرئاسة ونائب رئيس الجمعية الوطنية الجنوبية، والشكر موصول لك صديق وصديقة هنا في عدن والضالع وكل الجنوب، وكذلك لك من كتبوا عن زيارتي، واتمنى ان نلتقي عما قريب وقد تحقق لعدن والجنوب كل ما يصبو إليه، كما اشكركم في صحيفة اليوم الثامن على الاستضافة واتمنى لكم التوفيق ومزيدا من التألق في صاحبة الجلالة.