عرض الصحف العربية..

هل تسعى أوروبا لاستعادة ملف ليبيا من تركيا وروسيا؟

أرشيفية

BBC العربية

أولت الصحف العربية الورقية والإلكترونية اهتماما ملحوظا بالمؤتمر الدولي الذي سيعقد في برلين حول الأزمة الليبية.

وكان كل من المشير خليفة حفتر، قائد الجيش الوطني الليبي، وفايز السراج، رئيس حكومة الوفاق المعترف بها دوليا في ليبيا، قد أكدا حضورهما المؤتمر المزمع عقده يوم الأحد 19 يناير/ كانون الثاني.

وغادر حفتر موسكو منذ أيام دون أن يوقع على اتفاق وقف إطلاق النار، رغم توقيع السراج عليه، مما آثار العديد من التكهنات حول مستقبل الصراع في ليبيا.

" طريق الحل لا تزال طويلة وصعبة"

وتحت عنوان "مؤتمر برلين: فرصة أوروبا لاستعادة الملف الليبي من روسيا وتركيا"، يقول محمد أبو الفضل، في العرب اللندنية "تراهن الدول الأوروبية، التي تراجع دورها بشكل ملحوظ خلال الأشهر الماضية في ليبيا مقابل هيمنة تركيا وروسيا، على استعادة زمام الأمور لاسيما بعد فشل محادثات ليبية رعتها الدولتان في موسكو".

ويضيف أبو الفضل "تحولت المعركة بين روسيا وبعض الدول الغربية بشأن ليبيا من الخفاء إلى العلن، عقب الفشل في توقيع وثيقة لتثبيت وقف إطلاق النار. وترددت معلومات أن المشير خليفة حفتر، تسبب في إحراج للرئيس الروسي فلاديمير بوتين، عندما غادر موسكو فجأة ودون التوقيع على الوثيقة، في حين وقّع غريمه فايز السراج، عليها بسهولة".

وفي هذا الصدد يرى بشير البكر، في العربي الجديد اللندنية، أن رفض حفتر التوقيع على وقف إطلاق النار في موسكو "دليل على أن طريق الحل لا تزال طويلة وصعبة، وسيكون مؤتمر برلين ميدان الامتحان لمساعي موسكو وأنقرة".

ويضيف البكر، "سبق لحفتر أن تراجع عن اتفاقات سابقة في باريس وباليرمو وأبوظبي، وهذه ليست المناورة الأولى التي يقوم بها من أجل تغيير مسار حل الأزمة التي بلغت مستوى خطيرا جدا يهدّد وحدة التراب الليبي، وهو في كل محاولات التعطيل يأتي من موقفٍ مدروسٍ للأطراف التي تدعمه، وهذه ممثلة بالثلاثي، الإمارات والسعودية ومصر".

أما عدنان قاقون، فيقول في السياسة الكويتية،"الواضح أن أساس مؤتمر برلين لابد أن يقوم على وقف إطلاق النار، ثم لجان واجتماعات تنتقل من عاصمة إلى أخرى، ومعها عناوين عريضة للنقاش تبدأ بمحطات المرحلة الانتقالية، ثم الاتفاق على حكومة وحدة وطنية، وصولا إلى الدعوة لانتخابات جديدة".

ويتساءل قاقون "هل يكتفي أمراء الحرب بما جنوه من خيرات، وضحايا طيلة سنوات، وتنجح الوساطة الدولية في إعادة الأمن والسلام إلى ليبيا، أم أن المسرحية ذاتها تتكرر فصولا وتمتد محطات التفاوض لسنوات ومعها يتجذر نفوذ أمراء حرب الوفاق- والوطني؟"

"ليبيا مستبعدة عند كافة الأطراف"

وفي بوابة الوسط الليبية، يقول أحمد الفيتوري "المسألة تخص ليبيا، لكن ليبيا مستبعدة عند كافة أطراف المسألة الليبية، بل وعند كثير من الليبيين. فالهدنة الحربية في ليبيا مسألة تركية - روسية، وتعويض الشركات التركية والإيطالية، التي كانت تعمل في ليبيا ولها مستحقات مسألة تفاوضية سياسية تخص أحد أطراف الصراع على السلطة، وحتى مؤتمر برلين الثاني، المزعم عقده حول ليبيا، الأطراف الليبية غير مدعوة له، كما تسرب عن اللحظات الأولى للإعداد له".

ويشدد الفيتوري أن "الأطراف الدولية والإقليمية تهتم فقط بمصالحها ونفوذها وكأن ليبيا أرض لا شعب فيها. فيما الأطراف المحلية يهمها نصيبها في الكعكة. ولأجل ذلك تبدو ليبيا (كما بئر نفط) يتعارك حولها كل صاحب قدرة".

وتشن ابتسام آل سعد، هجوما حادا على حفتر في الشرق القطرية، حيث تقول "وفي الوقت الذي فشلت إلى حد ما اتفاقية الهدوء النسبي بين الجانبين المتعاركين في ليبيا والتي كانت برعاية روسية تركية في موسكو، فإن مباحثات أخرى ستعقد في برلين وستتكرر المطالبات لحفتر بأن يوقع ثانية الاتفاقية التي فر منها في موسكو، لكن هذه المرة لا يبدو فعلا أن هذا المنشق سوف يحضر فعلا إلى تلك المباحثات بعد أن ذكر مقربون له أنه أبدى امتعاضه الشديد من تصريحات الرئيس التركي ضده".

وحول عدم دعوة تونس لحضور المؤتمر، تقول آمال موسى في الشرق الأوسط اللندنية "يستأثر موضوع عدم دعوة المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل تونس للمشاركة في مؤتمر برلين حول ليبيا، باهتمام العديد من التونسيين، وذلك لما خلَّفه من نقاط استفهام وتعجب وأيضاً ما يعنيه ذلك من إحراج لتونس ووزنها خارجياً، خصوصاً في مسألة تعد فيها تونس من أكثر المعنيين والمتضررين، أي أن الشأن الليبي قضية حيوية بالنسبة إلى تونس".

وتضيف الكاتبة "وفي الحقيقة فإن تغييب تونس عن هذا المؤتمر يطرح فعلاً تساؤلات عدة، ويظل غير مفهوم إذا اعتبرنا الجغرافيا والتاريخ والاقتصاد وعمق الترابط بين البلدين، بشكل يجعل كل شيء جيداً أو سيئاً يؤثر على البلدين معاً. كما أن الدول المدعوة في مؤتمر برلين ليست معنية أكثر من تونس، وهو ما يعمق الحيرة في فهم الموقف الألماني".