الإسلام في خطر..

تقرير: ماهي لعبة «الإخوان» الجديدة بأمريكا بعد تصفية «سليماني»؟

ملف الأقلية الإيرانية

القاهرة

بينما تتصاعد وتيرة الأحداث بين واشنطن وطهران على أثر استهداف الأولى لقائد فيلق القدس، قاسم سليماني، ينشط التنظيم الدولي لجماعة الإخوان فرع الولايات المتحدة وممثله «مجلس العلاقات الإسلامية الأمريكية» أو«كير» لتوظيف الأحداث لخدمة أجندته السياسية ودعم حلفائه في الداخل والخارج.

ففي أعقاب حادث الاستهداف الأمريكي لقائد الميليشيات في الشرق الأوسط قاسم سليماني بدأت «كير» في نشر بيانات عن ضرورة احترام حقوق الإنسان ومعايير المواطنة الأمريكية حين التعامل مع المواطنين ذوي الأصول الإيرانية والمهاجرين، إلى جانب تحويل الصراع السياسي المحض لمعترك ديني يهدد المسلمين.

ملف الأقلية الإيرانية

كما نشرت على الصفحة الرسمية لها بموقع التواصل الاجتماعي «فيس بوك» بيانًا بعنوان «اعرف حقوقك» أصدره المجلس الاستشاري لكير، وذلك من أجل الإيرانيين المتأثرين بالأزمة الحالية، مدعية أن مصدرًا خاصًا بها رفض ذكر اسمه، ويعمل بهيئة الجمارك أخبر المجلس بتلقيهم تعليمات من وزارة الداخلية باحتجاز أي إيراني يدخل البلاد.

وشمل البيان قول المدير التنفيذي لفرع المجلس بواشنطن، «فولادي»: إن كير تجتهد للتحقق من التقارير الواردة عن احتجاز المواطنين الأمريكيين الإيرانيين في موانئ الدخول، إلى جانب ذلك ذكر مدير التقاضي في فرع كير بنيويورك، أحمد محمد أنهم تلقوا أيضًا معلومات عن احتجاز ذوي الأصول الإيرانية في جمارك وموانئ نيويورك أيضًا، مشيرًا إلى أن المواطن الذي يصل إلى نيويورك هو أمريكي عائد من إيران وعلى السلطات احترام حقوق الإنسان.

وأضاف أحمد محمد أن لديه معلومات من مصادر خاصة أيضًا عن احتجاز 60 مسافرًا من أصول إيرانية واستجوابهم بأسئلة غير لائقة عن آرائهم السياسية ورؤيتهم حول السلطة الإيرانية الحالية وما تمارسه إزاء المجتمع الأمريكي والدولي.

مناورات سياسية

ودخلت مؤسسة «كير» على خط الأزمة الإيرانية الأمريكية بشكل مختلف فهي لم تكتف بتأليب الأقلية الإيرانية في الولايات المتحدة، وخلق وضع متأزم والترويج لاتساعه، بل استغلت المعركة السياسية الدائرة بشكل ديني لشحذ التعاطف ضد ترامب.

إذ أبرزت مؤسسة كير تغريدات ترامب بشأن رئيسة مجلس النواب الأمريكي نانسي بيلوسي، وزعيم الديمقراطيين بالكونجرس تشاك شومر الخاصة بإعادة نشره لصورة تظهر بيلوسي وشومر بغطاء للرأس (حجاب) وخلفهما علم إيران للدلالة على أن مواقفهم في البرلمان تخدم طهران وليس واشنطن، وذلك فيما يخص الحملة التي قادها الديمقراطيون ضد ترامب لتقويض استخدام القوة ضد إيران فضلا عن محاكمته بشأن قضايا داخلية.

ثم حولت «كير» التغريدة من مجرد صراع سياسي داخلي إلى أزمة دينية لإنقاص شعبية ترامب والترويج لضرورة سحب الثقة منه، إذ نشر مجلس العلاقات الإسلامية الأمريكية بيان في 13 يناير 2020 أعرب من خلاله عن استيائه من إظهار بيلوسي محجبة لما يحمل ذلك من دلالة سيئة تجاه لباس المسلمين ويزيد من الإسلاموفوبيا في البلاد.

وفي معرض البيان، قال المدير التنفيذي لكير نهاد عوض: إن تغريدة ترامب تعبر عن انعدام المهنية والهجوم الشنيع ومعاداة الإسلام والمسلمين، ما يزيد من خطر استهدافهم من قبل المتعصبين في البلاد، متهمًا ترامب بتعمد إهانة المسلمين عبر سياسة التعصب الديني التي ينتهجها والمحتمل أن تنتشر في الدول.

وطالب نهاد جميع الأمريكيين من جميع الأديان بمعارضة ما يروج له ترامب من كراهية دينية؛ مضيفًا أن هذه الأفعال تزيد التعصب، كما أشار إلى أن المجلس رصد ارتفاعًا غير مسبوق في التعصب ضد المسلمين في البلاد خلال الآونة الأخيرة، وتحديدًا منذ انتخاب ترامب رئيسًا للولايات المتحدة، على حد تعبيره.

فيما زعم نهاد بأن فرع المجلس في لوس أنجلوس تلقى تهديدًا بوجود قنبلة في مقره خلال المأدبة السنوية التي حضرتها نائبة الحزب الديمقراطي، إلهان عمر مرجعًا السبب إلى اتهام دونالد لإلهان بالتعاطف مع جماعات الإسلام السياسي وتحديدًا القاعدة المسؤولة عن هجمات 11 سبتمبر.

إلى جانب ذلك، نشر  المجلس على مواقع التواصل الاجتماعي في 13 يناير أن ممثلي المجلس سيوجدون في المقر الرئيسي بواشنطن للرد على الاستفسارات الإعلامية ومقابلة الصحفيين حيال هذا الأمر ومناقشة إساءات ترامب للمسلمين.

وفي ضوء ما سبق، يبدو أن جماعة الإخوان في واشنطن قررت بدء الحملة الدعائية المضادة لترشح ترامب لولاية ثانية كما انحازت لصفوف الديمقراطيين في الحرب ضده لما ينتهجه من سياسة معارضة لجماعات الإسلام السياسي بشكل عام، وهو ما برز في التوافق بين توظيفات المجلس وتغريدة إلهان عمر حول دور ترامب في تعزيز الإسلاموفوبيا عقب تغريدته عن بيلوسي وإيران.