اقتراح ترامب سيشجع إسرائيل على اتخاذ خطوات آحادية..

خطة السلام المتوقع إعلانها لتسوية النزاع الفلسطيني-الإسرائيلي

الخطر الأساسي

وكالات

كتب الصحافي إيلي لايك في موقع "بلومبرغ" عن خطة السلام المتوقع أن يعلنها الرئيس الأمريكي دونالد ترامب لتسوية النزاع الفلسطيني-الإسرائيلي، قائلاً إن أموراً قليلة يمكن أن تجمع رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو وزعيم حزب أزرق أبيض المعارض بني غانتس، وتعتبر خطة ترامب للسلام التي طال انتظارها هي واحدة من هذه الأمور.

اقتراح ترامب سيشجع إسرائيل على اتخاذ خطوات آحادية

 وقال إن نتانياهو وغانتس اللذين سيتواجه حزباهما للمرة الثالثة في غضون عام في مارس (آذار) المقبل، سيصلان إلى واشنطن الأسبوع المقبل، حيث من المتوقع أن يطلعهما الرئيس ترامب على ما يصفه بـ"الصفقة النهائية".

وتاريخياً، كان القادة الإسرائيليون يشعرون بالغضب حيال خطط الولايات المتحدة لفرض شروط السلام، ويفضلون أن يعمد الأمريكيون إلى الاضطلاع بدور الوسيط في مفاوضات السلام. لكن خطة ترامب مختلفة. وفي إسرائيل للإسرائيليين سبق أن وصفوها بـ"صفقة القرن".

خطاب فريدمان
وفي الوقت الذي لم يدلٍ البيت الأبيض بأي تفاصيل، نسب لايك إلى مسؤولين في إدارة ترامب أن معالم الخطة يمكن أن يُعثر عليها في خطاب ألقاه السفير الأمريكي لدى إسرائيل ديفيد فريدمان في مارس (آذار) 2019.

وفي ذلك الخطاب، يجادل فريدمان بأن إرجاء الإعلان عن الخطة ينطوي على مخاطر تركها بين أيدي إدارة مستقبلية- إدارة قد لا تكون على وئام مع إسرائيل مثلما هو الحال مع ترامب. وتساءل: " هل يمكن أن نترك هذا لإدارة قد لا تتفهم حاجة إسرائيل إلى الاحتفاظ بالسيطرة الأمنية على يهودا والسامرة ومواقع دفاعية دائمة في وادي الأردن؟"، مستخدماً الأسماء العبرية لأراضي الضفة الغربية.

وأشار لايك إلى أن نتايناهو وغانتس قالا إنهما سيبدآن بضم مناطق أساسية من وادي نهر الأردن، علماً بأن زعيم حزب أزرق أبيض قال إنه سيفعل ذلك بالاشتراك مع الأسرة الدولية. ولا حاجة للقول إن هذا الموضوع بمثابة خط أحمر لدى السلطة الفلسطينية.
وأثار فريدمان في خطابه قضية القدس (وهذا ليس مفاجئاً كونه ساعد في تنظيم نقل السفارة الأمريكية من تل أبيب إلى القدس). وقال: "أعتقد أنه قبل ثلاثة آلاف سنة، أدرك الملك داود أن أعداء إسرائيل سيسعون إلى تقويض مركزية القدس بالنسبة إلى دولة إسرائيل وإساءة فهم الدولة اليهودية".

القدس
وهنا يقول مسؤولون في إدارة ترامب إن فريدمان يفرض عنصراً آخر من خطة السلام: القدس الشرقية والغربية ستبقى تحت السيادة الإسرائيلية. وفي المفاوضات السابقة كان يتم تعليق مفاوضات السلام حول الوضع النهائي للقدس. ويطالب الفلسطينيون بأن تكون القدس الشرقية عاصمة لدولتهم العتيدة. وفي الأيام الأخيرة من إدارة الرئيس الأمريكي السابق باراك أوباما، امتنعت الولايات المتحدة عن التصويت على مشروع قرار يعتبر الوجود الإسرائيلي في القدس الشرقية احتلالاً.

دولة يهودية
وقال الكاتب إن مسؤولين ـمريكيين آخرين أبلغوه أنه بمقتضى الخطة، يتعين على الفلسطينيين الاعتراف بإسرائيل دولة يهودية شرطاً للقبول باقتطاع أراضٍ من الضفة الغربية وقطاع غزة لتكون دولتهم المستقبلية. وكان هذا شرطاً أساسياً طرحه نتانياهو على إدارة أوباما. لكن بخلاف ترامب، لم يؤيد أوباما هذا الموقف خلال المفاوضات.

ولفت لايك إلى أن من المؤكد أن رؤية ترامب لحل الدولتين ستواجه رفضاً فلسطينياً. وقبل عشرة أعوام، كان يمكن لمثل هذا الرفض العلني أن يؤدي إلى كارثة ديبلوماسية بالنسبة للولايات المتحدة. وحتى مرحلة قريبة، كانت الدول العربية تشترط للتعاون ضد إيران وفي مكافحة الإرهاب، وجود عملية سلام قابلة للحياة بين الفلسطينيين وإسرائيل. ولو كان ترامب قدم خطته عام 2010، لكان هدد مثل هذا التعاون. أما في الوقت الحاضر فإن العالم بات مكاناً مختلفاً.

الخطر الأساسي

واعتبر لايك أن الخطر الأساسي في خطة ترامب يمكن في أنها يمكن أن تشجع إسرائيل على اتخاذ خطوات تجعل أكثر صعوبة التوصل إلى اتفاق سلام مع الفلسطينيين. وبهذا المعنى فإن اقتراح ترامب سيشجع إسرائيل على اتخاذ خطوات آحادية. وقال الزميل الباحث في معهد واشنطن للشرق الأدنى ديفيد ماكوفسكي إنه في حال رفض الفلسطينيون الخطة، كما هو متوقع، "فإن ذلك سيصبح أداة تسهل المباركة الأمريكية لإجراءات الضم الإسرائيلية".

وقال إن هذا امر خطير. لكن ثمة فرصة في أن تدفع سياسة ترامب المختلفة عن سياسات أسلافه حول عملية السلام، الفلسطينيين إلى الدخول في مساومات جديدة. لكن هذا لن يحدث بين ليلة وضحاها. وإذا ما تمت إعادة انتخاب ترامب في نوفمبر، فلربما تعيد القيادة الفلسطينية النظر في خياراتها.