صواريخ كاتيوشا تصيب مجمع السفارة الأميركية في بغداد..

الخارجية الأميركية: 14 هجومًا من إيران ضد موظفين أميركيّين

الاضطراب يتشعب في العراق

بغداد

قالت مصادر أمنية إن ما لا يقل عن صاروخ واحد من بين خمسة صواريخ كاتيوشا أطلقت على المنطقة الخضراء الحصينة في بغداد أصاب السفارة الأميركية مما أدى إلى جرح ثلاثة أشخاص في استهداف مباشر نادر للمجمع. 
في الاثناء، قالت الشرطة ومسعفون إن قوات الأمن العراقية أطلقت النار الأحد على محتجين معارضين للحكومة في بغداد مما أدى إلى مقتل شخص على الأقل كما قام مجهولون بإضرام النار في خيام اعتصام في مدينة بجنوب العراق.
وتفجرت الاحتجاجات المناهضة للحكومة في بغداد في أول أكتوبر/تشرين الأول وسرعان ما تحولت إلى عنف. ولقي ما لا يقل عن 500 شخص تقريبا حتفهم في الاحتجاجات. ويطالب المحتجون برحيل الطبقة الحاكمة التي يعتبرون أنها فاسدة وبإنهاء التدخل الأجنبي في السياسة الداخلية خاصة من إيران التي تهيمن على مؤسسات الدولة.
وفي بغداد قالت مصادر الشرطة ومسعفون إن محتجا قُتل كما أصيب أكثر من 100 آخرين عبر العراق بعد محاولة قوات الأمن إزالة مخيمات الاحتجاج.
وسقط على الأقل 75 شخصا من هؤلاء الجرحى في مدينة الناصرية بجنوب العراق حيث قال شاهد، بحسب وكالة رويترز للانباء إن محتجين أضرموا النيران في مركبتين أمنيتين في وسط المدينة بينما سيطر مئات منهم على الجسور الرئيسية فيها.
وقام مجهولون في وقت لاحق بإضرام النار في خيام تشكل جزءا من اعتصام بدأ قبل شهور في وسط المدينة.

وتجدد الاضطراب الأسبوع الماضي بعد فترة من الهدوء النسبي استمرت عدة أسابيع بعد الضربات الجوية الأميركية التي قتلت القائد العسكري الإيراني البارز قاسم سليماني وقيادي في الحشد الشعبي العراقي في بغداد هذا الشهر.
وتسبب مقتل سليماني في إذكاء التوتر على الساحة السياسية الداخلية في العراق وتأجيل تشكيل حكومة جديدة. وردت إيران على مقتل سليماني بهجمات بصواريخ باليستية على قاعدتين عسكريتين في العراق توجد بهما قوات أميركية.
وقالت مصادر إن المحتجين في العاصمة يسعلون ويحاولون غسل وجوههم وأعينهم للتخلص من آثار الغاز المسيل للدموع بينما قدم مسعفون إسعافات أولية إذ لا يمكن لسيارات الإسعاف الوصول للموقع.
واستعان متطوعون بمركبات توك توك لإجلاء المحتجين المصابين وسط سحب من الغاز والدخان الأسود المتصاعد من حرق إطارات سيارات.
وتجمع مئات من طلبة الجامعات في وقت سابق الأحد في ساحة التحرير التي تضم مخيم الاعتصام الرئيسي وهم يهتفون بشعارات مناهضة للولايات المتحدة وإيران.

نحتج لأن لدينا قضية. لا أعتقد أن مقتدى الصدر أو أي سياسي آخر سيغير رأينا

وذكر شاهد آخر أن أكثر من ألفي طالب من جامعات مختلفة تدفقوا على مخيم الاعتصام في مدينة البصرة جنوب البلاد.
وقالت مصادر في الشرطة إن الاحتجاجات استمرت أيضا في كربلاء والنجف والديوانية في تحد لمحاولات قوات الأمن فض اعتصامات قائمة منذ أشهر.
من جهة ثانية وردا على مهاجمة مجمع السفارة الاميركية، قال متحدّث باسم وزارة الخارجيّة الأميركيّة في بيان "ندعو حكومة العراق إلى الوفاء بالتزاماتها لحماية منشآتنا الدبلوماسيّة".
وأضاف "منذ أيلول/سبتمبر وقع أكثر من 14 هجومًا من جانب إيران والميليشيات المدعومة إيرانيًّا ضدّ موظّفين أميركيّين في العراق".
وتابع المتحدّث "لا يزال الوضع الأمنيّ متوتّراً، وما زالت الجماعات المسلّحة المدعومة من إيران تُشكّل تهديدًا. لذلك، نبقى يقظين".
وندد رئيس الوزراء العراقي عادل عبد المهدي بالهجوم على السفارة الاميركية في بيان صدر عن مكتبه جاء فيه إن استمرار مثل هذه التصرفات "قد يجر العراق ليكون ساحة حرب".
ونظم عشرات الألوف احتجاجات ضد الوجود العسكري الأميركي في العراق في مسيرة جرت يوم الجمعة.
وأعلن مكتب الزعيم الشيعي مقتدى الصدر أنه ألغى يوم الأحد مظاهرات مناهضة لسفارة الولايات المتحدة في العراق لتجنب "فتنة داخلية". وكان الصدر قد دعا في وقت سابق للمظاهرات ضد السفارة الأميركية في العاصمة بغداد وفي مدن أخرى.
وقال الصدر، الذي له أنصار بالملايين في بغداد والمدن الجنوبية، أنه سيتوقف عن المشاركة في المظاهرات المناهضة للحكومة.
وقال أحد المحتجين في بغداد طلب عدم ذكر اسمه "نحتج لأن لدينا قضية. لا أعتقد أن مقتدى الصدر أو أي سياسي آخر سيغير رأينا".
ودعم مؤيدو الصدر الاحتجاجات المناهضة للحكومة العراقية وفي بعض الأحيان وفروا الحماية للمعتصمين من هجمات قوات الأمن ومسلحين مجهولين لكنهم بدأوا في مغادرة مخيمات الاعتصام في وقت مبكر من صباح السبت بعد إعلان الصدر.
وشرعت قوات الأمن بعدها في إزالة حواجز خرسانية قرب ساحة التحرير، حيث يعتصم المحتجون منذ شهور، وعلى جسر رئيسي واحد على الأقل على نهر دجلة.
وقال حسين علي وهو طالب يشارك في الاحتجاج "لا أذهب عادة للمظاهرات لكنني جئت اليوم بسبب ما فعلوه أمس. أريد أن أعبر عن تضامني مع أخوتي في التحرير".
ودعت المفوضية العليا لحقوق الإنسان في العراق كل الأطراف إلى ضبط النفس والحفاظ على سلمية المظاهرات.