كائنات لطيفة..

علماء: الروبوتات تكسب اهتمام البشر

الخوف من الروبوت هو خوف من المجهول

الرياض

تطور اعتماد الإنسان على الروبوتات باعتبار الإمكانيات اللامحدودة لهذه الكائنات المذهلة على أداء الكثير من الوظائف والمهام في الحياة اليومية للبشر وهو ما ضاعف المخاوف من مخاطر الذكاء الاصناعي على البشر ما جعل الثقة في الروبوتات محل شك دائم.

هل يمكن أن تثق بروبوت يجلس إلى جانبك في وسائل النقل، أو يقدم لك الطعام، أو يعالج أسنانك؟

معظمنا لا يثق بخدمة الروبوتات، لأننا كما يؤكد خبراء علم النفس، مصابون بشكل أو آخر برهاب التكنولوجيا.

على مر سنين طويلة أمطرتنا السينما ووسائل الإعلام والأعمال الأدبية، الروايات العلمية منها خاصة، بفيض من الأعمال التي تعرض للروبوتات بوصفها كائنات خارقة شريرة، ستستغل كل فرصة سانحة لإعلان العصيان والثورة على البشر والانتقام منهم.

إذن أنت معذور، إن كنت لا تثق بهذه الكائنات التي غزت حياتك اليومية، وأصبحت جزءا من الواقع بعد أن كانت مجرد خيال علمي.

الأمر ليس مجرد مزحة، والعلماء بذلوا كل جهودهم للتغلب على تلك المعضلة، والوصول إلى حل يمكن للروبوتات من خلاله أن تكسب ثقة البشر.

جهود علماء التكنولوجيا تنصب على تعليم الروبوتات كيفية أداء المهمات المختلفة بالشكل الصحيح مؤكدين أن قيام الروبوت بشرح العمل الذي يقوم به يساهم في الحد من مخاوف الإنسان وقلقه حيال هذه الكائنات الذكية التي تنافسه في مجالات كثيرة ومختلفة

يعتقد باحثون من جامعة كاليفورنيا ومعهد كاليفورنيا للتكنولوجيا في الولايات المتحدة، أنهم توصلوا إلى الحل، عبر مجموعة من تجارب أكدت أن ثقة البشر في الروبوتات تتزايد، إن هي استطاعت أن توضح لهم الخطوات التي تقوم بها، قبل الإقدام على تنفيذها.

لشرح أهمية هذا الاكتشاف دعونا نتخيل إنسانا من العصور الوسطى، على سبيل المثال، لم ير في حياته آلة ميكانيكية أو إلكترونية، يواجه بسيارة أو جهاز تلفزيون.. لنا أن نتخيل حجم الذعر والرعب الذي سينتابه لرؤيتهما. ألم يخترع الإنسان في الحضارات القديمة آلهة تمثل قوى الطبيعة، عندما عجز عن تفسير تلك الظواهر؟

الخوف من الروبوت هو خوف من المجهول، تزول أسبابه بزوال الغموض الذي يغلفه.

الباحثون خطوا خطوة أبعد لتحقيق ذلك الهدف، لم يقوموا بأنفسهم بعملية الشرح والتوضيح، لإزالة الغموض والتعريف بمهمة الروبوت، بل اعتمدوا على الروبوتات نفسها للقيام بهذا الغرض.


وقام الفريق في إطار التجربة، التي أوردتها دورية “ساينس أدفانسز” العلمية ببرمجة الروبوتات بحيث تقوم، عبر أكثر من طريقة، بتوضيح الخطوات التي تقوم بها مسبقا للمتطوعين في التجربة.

وتنصب جهود العلماء على تعليم الروبوتات كيفية أداء المهمات بالشكل الصحيح، مؤكدين أن قيام الروبوت بشرح العمل الذي يقوم به، يساهم في الحد من مخاوف وقلق الإنسان حيال هذه الكائنات، التي نجحت في فرض وجودها على حياته، بل زاحمته أيضا في أداء مهامه اليومية، ودخلت حجرة نومه ومطبخه.

لم يعد الأمر محض خيال علمي، هناك اليوم روبوتات حلت محل الحيوانات المنزلية الأليفة، وأخرى الهدف منها أن تحل محل شريك الحياة.

هل يمكن أن يأتي اليوم الذي نثق فيه بمثل هذه الكائنات وندخلها إلى حياتنا لتخترق أسرارها وتتدخل بأدق تفاصيلها؟

هذا ما يأمله العلماء، الذين لقنوا الروبوتات كيفية التعريف بأنفسهم وبالمهام التي يقومون بها عبر طريقتين مختلفتين.


في إطار التجربة، قامت الروبوتات بشرح الإجراء الذي ستشرع في تنفيذه، أولا باستخدام طريقة رمزية، تعتمد على شرح الخطوات التي تقوم بها من خلال شاشة عرض أو مقطع فيديو. أما الطريقة الثانية، والتي أطلقوا عليها الطريقة الوظيفية، فيقوم الروبوت من خلالها بأداء تمثيلي لكل خطوة من الخطوات التي يعتزم القيام بها بشكل مسبق.

وفي واحدة من التجارب طلب فريق الدراسة من المتطوعين مراقبة الروبوت أثناء فتح زجاجة دواء مع متابعة الرسائل التوضيحية المصاحبة لهذه العملية. وانتهى الباحثون إلى أن المتطوعين أعطوا تقييما أعلى لدرجات الثقة في الروبوت عندما حصلوا على شرح مسبق، سواء بالطريقة الرمزية أو الوظيفية.

ويعتقد الباحثون أن البشر يشعرون بثقة أكبر تجاه الروبوت إن هم حصلوا على معلومات وافية بشأن الخطوات التي يقوم بها هذا الروبوت. مؤكدين أن الخطوة التالية ستكون تعليم الروبوت شرح أسباب القيام بالخطوات التي يقوم بها، في سيناريو يشابه إلى حد كبير ما يقوم به الطبيب قبل إجراء جراحة على المريض ليزيل مخاوفه أو يقلل على الأقل منها.