نتيجة توتّر شديد..

هل أعادت مسقط فتح قنوات التواصل بين طهران وواشنطن؟

رسائل مزيج بين إنذارات أميركية لطهران

طهران

وضعت كل من إيران وسلطنة عمان الزيارة التي قام بها وزير الخارجية العماني يوسف بن علوي الأحد إلى طهران، تحت عنوان عريض؛ “بحث العلاقات الثنائية والأوضاع في المنطقة، وعلى وجه الخصوص أمن الملاحة في مضيق هرمز”.

غير أنّ أغلب المتابعين لشؤون الشرق الأوسط، رأوا الزيارة جزءا من عمل أعمق وأبعد مدى تقوم به مسقط بشكل كثيف على ملفّ الخلافات الأميركية الإيرانية التي تحوّلت خلال الفترة الأخيرة إلى توتّر شديد بلغ أوْجَهُ إثر إقدام الولايات المتحدة على قتل قائد فيلق القدس الإيراني قاسم سليماني في ضربة جوية قرب مطار بغداد الدولي، الأمر الذي أثار مخاوف جدّية من اندلاع صدام مسلّح في المنطقة.

ويستند هؤلاء إلى أنّ زيارة بن علوي الأخيرة إلى طهران هي الثانية له في ظرف أسبوع والثالثة في أقلّ من شهر “ما يعني أنّ الأمر يتعلّق بعملية نقل رسائل عاجلة إلى القيادة الإيرانية ونقل إجاباتها عن تلك الرسائل إلى طرف أو أطراف غربية، في مواصلة للدور الذي قامت به سلطنة عمان دائما في سياق وساطاتها بين طهران وخصومها الدوليين في ملفات شائكة وقضايا معقّدة”، على حدّ تعبير مصدر خليجي طلب عدم الكشف عن هويته.

وجاءت زيارة وزير الخارجية العماني إلى إيران ولقائه نظيرَه الإيراني محمّد جواد ظريف، عشية استقبال مسقط لوزير الخارجية الأميركية لشؤون الشرق الأدنى ديفيد شينكر، الاثنين، ضمن جولة تشمل إسرائيل وسلطنة عمان.

زيارة ابن علوي إلى إيران جاءت عشية استقبال مسقط لمساعد وزير الخارجية الأميركية لشؤون الشرق الأدنى

وقالت الخارجية الأميركية إنّ شينكر سيلتقي في المحطّة العمانية من الجولة التي تستمر من السابع والعشرين إلى الثلاثين من يناير الجاري، مسؤولين عمانيين “لتقديم التعازي بوفاة السلطان قابوس بن سعيد وإعادة التأكيد على التزام الولايات المتحدة بالعلاقات الثنائية بين البلدين ومناقشة القضايا الأمنية الإقليمية، بما في ذلك أنشطة النظام الإيراني المزعزعة للاستقرار”.

ولا يستبعد مراقبون أن يكون فحوى الرسائل المنقولة إلى إيران عن طريق القناة العمانية هو عبارة عن مزيج بين إنذارات أميركية لطهران ودعوات لها إلى الحوار دون قيد أو شرط مسبقة من قبلها ودون سقوف تمنع مناقشة البرنامج الصاروخي الإيراني وبحث إبرام اتفاق نووي جديد بديل عن الاتفاق السابق الذي انسحبت منه إدارة الرئيس دونالد ترامب.

وعقد بن علوي، الأحد في طهران محادثات مع نظيره الإيراني جواد ظريف قالت الخارجية الإيرانية إن مسألة التعاون في مضيق هرمز تصدّرت موضوعاتها، مشيرة إلى أن الجانبين “أعربا عن إرادة حكومتي البلدين في استمرار التعاون والحوار بغية ضمان حرية الملاحة البحرية وتأمين إمدادات الطاقة للجميع، وحثا كافة الأطراف على الاضطلاع بدور إيجابي في هذه العملية”.

ومن جهتها أعلنت وزارة الخارجية العمانية بشكل مسبق عن زيارة بن علوي لطهران وأشارت في حسابها على تويتر، أن الزيارة جاءت في طريق عودة الوزير إلى السلطنة بعد مشاركته في أعمال المنتدى الاقتصادي العالمي بدافوس. وذكرت أنّ موضوع الزيارة هو بحث “العلاقات الثنائية والأوضاع في المنطقة، وعلى وجه الخصوص أمن الملاحة في مضيق هرمز”.

ولقاء ظريف بن علوي هو الخامس خلال أقل من شهر، حيث زار وزير الخارجية العماني طهران ثلاث مرّات، فيما زار ظريف مسقط مرّتين.

ويُستبعد أنّ تكون المسألة الأمنية التقنية في هرمز قد أخذت كلّ ذلك الحيّز من المشاورات الإيرانية العمانية الكثيفة. وما يؤهّل سلطنة عمان لحمل الرسائل السرية بين إيران والولايات المتّحدة، أنّها موضع ثقة الطرفين المتضادّين معا حيث تحتفظ بعلاقات جيدة مع كليهما.