التيارات الدينية..

تقرير: منظمات المجتمع المدني.. بين الدور المفقود وضعف الرقابة

تجربة ظهور منظمات المجتمع المدني من القرن الماضي

هشام الحاج

تعتبر منظمات المجتمع منظمات غير حكومية غالبية عملها تطوعي هي حديثة المنشأ لعقود من الزمن جاء انشاءها بغرض خدمة المجتمع والأسهام في تطويره وتأتي أهميتها في المجتمعات دول العام الثالث وتلعب دور كبير في توعية  تلك المجتمعات.  

في  الحقيقة أن دوره يكتسب أهمية يوماً عن يوم في  تلك المجتمعات ولاتستطيع أن  نعدل أن غالبية المجتمعات تؤدي دورها الرقابي والناقد والواعي ولاتزال  مجتمعاتنا العربية لاتعرف أهميتها من خلال عدم ممارسة مهامها المناطة بالشكل المطلوب حتى افقدها دورها الرائد والذي من خلاله يؤدي دور في اليمن يكاد أن يكون مفقود من الناحية الرقابية والقانونية لعدم وجود الاستقرار الأمني في غالبية الدول العربية فيجعل قيادة المنظمات لاتسطيع أن تمارس عملها بالشكل المطلوب مما يؤدي الى ضعف دوره ولاتزال متأرجحة بين التقليدية والحداثة التي تعتبر هي  شرط الارتقاء بها الى درجة الفعل التاريخي المؤثر، ولكي تؤدي منظمات المجتمع المدني الدور المناط به ولا بد من توفير المناخ الذي يضمن لها ممارسة انشطتها  بكل استقلالية، مناخ  قائم على نشر ثقافة مدنية ديمقراطية وتشجيع العمل التطوعي  وتنظيم العلاقة مع  حكومات الدول النامية مع تفعيل مشاركتها في تحديث المجتمع وتنميته.

أما  في وطننا العربي فينحصر دورها في تقديم المعونات البر والإحسان بل ينبغي أن توعي الجمعيات بدورها ونوعيتها من خلال فهم حقوقهم والقضايا التي تمس  حياتهم من خلال تأهيلهم  ليكونوا ناقدي لأوضاع المجتمع وتطويره.

 المتابع الجيد للتاريخ السياسي للمجتمعات العربية في العقود الماضية يكتشف دون عناء أن ظاهرة ماسمي بالمجتمع المدني قد برزت كموجه في نهاية الثمانينات من القرن الماضي بنفس الغطاء التنظيمي والقانوني وبنفس الخطاب السياسي والفكري   المروج لنظريات منادية بتعليق دور الدولة والحث على مشاركة المواطنين المنظمين الى جميعات بالأقتراح والمبادرة ، وخاصة عندما يتعلق الأمر بالقضايا الإجتماعية بمفهومها الواسع كلتلك القضايا المترتبة على التهميش الإجتماعي على غرار الفقر والأعانة وعلى مواضيع نوعية اكثر لحقوق وسلب ونهب الممتلكات للإنسان ومشاركة المرأة التي تبنتها هذه التنظيمات بكثافة كثيرة، وهناك بلدان قد عرفت هذه التجربة من خلال الجمعيات والأندية قبل هذا التاريخ لكن ليس بالإطار الفكري.

الأن الذي يميز تجربة ظهور منظمات المجتمع المدني من القرن الماضي.

هناك كثير من التيارات الدينية في بداية الثمانينيات رفضت فكرة منظمات المجتمع المدني في البداية، ثم تبدلت الآراء لديهم وكيفته لصالح مشاريعها، فنقول كثير من الجمعيات تعيد انتاج عيوبها الموجودة لدى القيادات السياسية المهيمنة.

فنقول هل هناك امل في أن تساهم الجمعيات ونشطاء المجتمع المدني في إصلاح النظام  السياسي العربي..؟ والذي تصفه غالبية الدراسات والتقارير الدولية  بالإنفلات والتعسف وعدم مجاراة روح العصر في علاقته مع المواطن.

 

وأخيراً أقول أن جاءت التجربة أحادية والتي روجت لها كثير من الدوائر السياسية والمالية الغربية في اطار صراع دولي ارتبط  بتغيير الأوضاع في دول المعسكر  الشرقي سابقا في المقام الأول، ودول العالم الثالث تعكس تجربة  الاورو الامريكي التي عاشت بقوة  تجربة الحزب والنقابة وتريد تطوير ما سمي بمؤسسات المجتمع  المدني لإشراك المواطن في تسيير الشأن العام بعد أن ظهرت الكثير من بوادر التحفظ والابتعاد عن  الحزب والنقابة وكل أشكال المشاركة السياسية التقليدية الأخرى كالانتخابات التي عاشتها اوروبا وامريكا لمدة اكثر من قرن .

كلمة  لابد منها  :

*ما يصير الان في عدن من نهب وسلب لممتلكات المواطنين والهامات الوطنية، لابد من التحرك بقوة ضد كل الممارسات السيئة في المجتمع والا سوف يصير المجتمع  المدني في قانون الغاب وبدون قانون ، فلابد من تفعيل مؤسسات المجتمع المدني امام هذه التصرفات.

*مشكلات المجتمع أكبر بكثير من مجرد تأسيس الجمعيات.

*أقولها بصدق أن افضل منظمة تعمل بعدن وتؤدي واجبها القانوني والانساني هي منظمة "منظمة تجديد للتنمية والديمقراطية، وبهذه المناسبة أود ان اشير الى ان منظمة اُختيرت كأفضل منظمة مدنية في عدن للعام 2019م في الجانب القانوني وتفعيل ورش العمل ذات الجدوى المنفعية للمجتمع من خلال استقصاء أجرتها بعض المواقع الالكترونية.

 

 # المرجع:

د/ احمد شكري الصبيحي     

استاذ/ سمير  توفيق