تحالف الضرورة وتعاون المصلحة..

تقرير: "داعش والقاعدة" اندماج المغلوبين رغم العداء

داعش المهزوم يندمج في القاعدة المتراجع

وكالات

دفع تراجع تنظيمي «القاعدة وداعش»، في منطقة الشرق الأوسط، إلي لجوء التنظيمين الإرهابين إلى تعاون الضرورة في منطقة غرب أفريقيا، رغم الاختلاف الفكري بينهما.

 تحالف الأزمة وتعاون الهزيمة

سلط تقرير أعدته صحيفة واشنطن بوست الأمريكية، الضوء على إمكانية تحالف تنظيمي «القاعدة وداعش» في منطقة غرب أفريقيا، محذرًا من ذلك التحالف، ومنذرًا بأزمة حقيقة تهدد الأمن الإقليمي لتلك المنطقة .

وبحسب تصريحات مسؤولين أمريكيين وفرنسيين، إلي واشنطن بوست، أن تنظيمي «القاعدة وداعش» استخدما تكتيكات متطورة في عملياتهم الإرهابية ضد المدنيين والعسكرين، وتحديدًا في مالي والنيجر وبوركينا فاسو؛ ما أدى إلي سيطرتهما بصورة كاملة على عدد كبير من القرى والمدن.

ورجح التقرير، أن التراجع قد يكون تكتيكيًّا؛ بسبب الخوف من توجه الأنظار إليهما في الفترة الحالية، مشيرًا إلى أن «القاعدة وداعش» يحتاجان إلى مزيد من الوقت الكافي؛ لتدريب مسلحيهم وجمع المزيد من العناصر، والتخطيط لشن هجمات يمكن أن تبلغ بها في النهاية أهدافًا عالمية.

 

عداء في الشام وتعاون في أفريقيا

وأوضح التقرير، أنه رغم العداء الشديد بين تنظيمي «القاعدة وداعش» في كل من سوريا واليمن، لكن التحالف بينهما في غرب أفريقيا واضح؛ بفضل الروابط القبلية والاهتمامات العملية، وذلك عن طريق الإرهابيين الذي يتم تجنيدهم من التنظيمين المسلحين.

وأبرز الإرهابين، هو أبو الوليد الصحراوي، والذي نال مباركة من زعيم تنظيم داعش المقتول في أكتوبر 2019، أبو بكر البغدادي، بقيادة مجموعة التنظيم في منطقة الساحل والصحراء، وإعلان إقامة ولاية غرب أفريقيا.

وفي 2015، أعلن أبو الوليد الصحراوي، وهو إرهابي جزائري، يسمى -لحبيب عبدي سيدي- بيعة مجموعته الإرهابية المعروفة بـ«المرابطون» لزعيم تنظيم داعش، أبو بكر البغدادي، على الرغم من أعلنه في 2013، برفقة مختار بلمختار المكنى بـ«أبي العباس» تأسيس تنظيم «المرابطون»، مبايعته لتنظيم القاعدة في منطقة الساحل والصحراء وليبيا، ولكن بعد انفصاله عن القاعدة، كان لمختار بلمختار رأي آخر، وهو بقاء عناصر ليست بالكبيرة في جماعة «المرابطون»، ومبايعتهم لتنظيم القاعدة .

وفي يوليو 2019، أفاد محمد صالح أناديف قائد بعثة الأمم المتحدة في مالي، أن هناك أدلة متزايدة، تؤكد أن كلًا من تنظيم القاعدة والجماعات المرتبطة بتنظيم داعش في غرب أفريقيا، تتعاون في الوقت الراهن على المستوى العملياتي والاستخباراتي.

ووفقًا لتقرير الصحيفة الأمريكية، نقلًا عن مسؤول في مكافحة الإرهاب، أن الوكالة الأمريكية رصدت نهاية 2019 قيام التنظيمين معًا بعملية منسقة لعزل مدينة وجادوجو، عاصمة بوركينا فاسو؛ حيث قاموا بالسيطرة على الطرق السريعة وفجروا جسورًا وشنوا هجمات ضد المواكب العسكرية، ونجحت في وقف حركة الطرق حتى وصلت القوات الحكومية لإعادة فتحها.

اندماج المغلوبين

وفي السياق ذاته، قال هشام النجار، الباحث في شؤون الجماعات الإسلامية: إن هناك تراجعًا عامًا للتنظيمين، خاصة في الشرق الأوسط، فبعد هزائم داعش في سوريا والعراق جاء الدور على القاعدة أيضًا بتراجع ليس فقط في سوريا، إنما في اليمن أيضًا، الشاهدة على الحضور القوي للتنظيم.

وأكد النجار، في تصريح خاص لـ«المرجع»، أن على الرغم من أن التحديات المشتركة قد تلجئهما لما يعرف بتوازن الضعف أي اندماج ضعيفان تكتيكيًّا، حتى يمرا معا من هذه المرحلة ويكتسبا القوة اللازمة لكليهما، بحيث تخوله العمل منفردًا مجددًا، إلا أن من يراقب عن كثب المناورات والسجلات التي تجري بين التنظيمين، يكتشف أن المنافسة بينهما قائمة وستسمر ولن تتوقف حتى لو حدث بين بعض أفرعهما تحالفات تكتيكية أملتها الضرورة.

وأضاف، أن هذا عائد لتمرن التنظيمين ومعايشتهما لهذا النوع من تحالف المصلحة التكتيكي؛ لطول اقترابهما من ممارسات بهذا الشكل بين مختلف القوى المتداخلة بصراعات المنطقة، كالعلاقة مثلا بين تركيا وروسيا وبين تركيا وايران

وأشار إلى أن هناك تناميًا لخطط مكافحة الإرهاب، وتوحد العديد من الدول المعنية لمواجهته علي التنسيق الأمني والتعاون الاستخباراتي والمعلوماتي يدفع التنظيمات المسلحة لتعاون وتنسيق مضاد، لكن يظل التعاون بين الدول أقوى وأقرب لتحقيق نتائج ايجابية، ما توفرت إرادة سياسية وموارد دعم وتعاون من المجتمع المحلي.