تزامنًا مع يومهن..

انتهاكات "زينبيات" الحوثي للمرأة وتجنيد النساء بـداعش والقاعدة

قوات أمنية خاصة بصنعاء يطلق عليها اسم الزينبيات

مصطفى كامل

تخضع المرأة داخل التنظيمات الإرهابية للعديد من الأمور التي تخدم مصالح ذلك التنظيم أو الميليشيات الإرهابية؛ سواء ميليشيات الحوثي التابعة للحرس الثوري الإيراني في اليمن، أو تنظيمي «القاعدة وداعش» الإرهابيين.


تزامنًا مع يومهن
فمع حلول يوم المرأة العالمي، ال 8 من مارس كان للحوثيين رأي أخر في الاحتفال به، إذ تنامت قوات أمنية خاصة بصنعاء يطلق عليها اسم «الزينبيات» من الأجهزة الأمنية التابعة لقيادات الحوثي قوامها نساء مدربات على برامج العنف والتعذيب يعملن على اقتحام المنازل وتعذيب النساء بشكل ممنهج، عقب اختطافهن واقتيادهن إلى السجون السرية التابعة للحوثي، الأمر الذي يفتح الباب أمام تعامل التنظيمات الإرهابية مع المرأة واستغلالها، خاصة تنظيم داعش الإرهابي، الذي دأب نساؤه على تشكيل محاكم سرية ومحاكمة بعض النساء الأخريات بتهمة ابتعادهن عن فكر التنظيم المتطرف.

«زينبيات الحوثي» وحشية ممنهجة

كشف مركز المعلومات والتأهيل لحقوق الإنسان في اليمن -منظمة إقليمية حاصلة على الصفة الاستشارية لدى المجلس الاقتصادي والاجتماعي في الأمم المتحدة-، عن تنامي قوات أمنية خاصة بصنعاء يطلق عليها اسم «الزينبيات» من الأجهزة الأمنية التابعة لقيادات الحوثي قوامها نساء مدربات على برامج العنف والتعذيب يعملن على اقتحام المنازل وتعذيب النساء بشكل ممنهج، مؤكدًا أن قوة «الزينبيات» الحوثية تخضع بكونهن جزءًا من القوى الأمنية الحوثية لبرامج تدريب عنيفة واستخدام أنظمة تعذيب مختلفة وبرامج توعية تعلي من خطاب الكراهية ضد المجتمع وتعمل على إيجاد تمييز مخيف في أوساط اليمنيين.

وأكد مركز المعلومات والتأهيل لحقوق الإنسان في بيان له في اليوم العالمي للمرأة، تنامي ظاهرة انتهاك حقوق المرأة في اليمن، وأن الأجهزة الأمنية الحوثية تلقى محاضرات مكثفة تحث منتسبيها على ازدراء الأديان والمذاهب والنظر لأبناء الشعب على أساس من العنصرية والتفريق القائم على انتماء مذهبي وجهوي ضيق.

وقال مركز المعلومات والتأهيل لحقوق الإنسان، إنه منذ انقلاب قوات الحوثي في سبتمبر 2014 تنامت ظاهرة اختطاف عشرات النساء وإخفائهن بسجون سرية، لافتًا إلى أن النساء هن الأكثر عرضة للانتهاكات جراء الحرب في اليمن وأن هذه الحرب أفرزت قيمًا مغايرة لحقوق الإنسان، حيث رصد فريق الرصد والتوثيق قيام حركة الحوثي باختطاف عشرات النساء، إذ تقبع ما يقارب 300 امرأة خلف القضبان بينهن 100 امرأة ناشطة سياسية وحقوقية وإعلاميات وأن هناك ما يقارب 45 امرأة هن فعلًا في حالة إخفاء قسري.

ومنحت ميليشيات الحوثي، في 23 سبتمبر 2019؛ تصاريح خاصة لفرقة «الزينبيات» في المحافظات الواقعة تحت سيطرتهم تسمح لهن بالدخول إلى أي موقع ومكان مهما كانت خصوصيته وسريته وبأي وقت دون إذن أو موافقة بما في ذلك البيوت والفنادق والغرف والقصور والأماكن الخاصة والعامة دون أي ترتيب مسبق أو موعد محدد، من بينها اعتقال أعضاء من حزب المؤتمر الشعبي العام والأحزاب المعارضة الأخرى، واقتحام المنازل، ومراقبة الهواتف النقالة وسحبها وتفتيشها، ورصد المواقع الإلكترونية ومتابعتها، وتتبع تحركات الناشطين والناشطات وإيقاف المسيرات الاحتجاجية، واحتجاز أمهات المعتقلين وتعذيبهن، إضافة إلى استقطاب الطالبات للقتال، والإيقاع بالمعارضين لجلب المعلومات أو الابتزاز الجنسي والمالي، فضلاً عن استخدامهن للترغيب والترهيب بأفكارها وبرامجها وتستخدمهن كعصا غليظة ضد أي مقاومة نسائية.

شبكة استخبارات

فيما كشف تقرير الخبراء الأمميين النهائي السنوي بشأن اليمن في تقريره الدوري، فبراير 2020، عن الجانب المظلم من مهام «زينبيات» الحوثي، حيث لفت إلى أن هذا الفريق يشارك في قمع النساء اللواتي يعارضن الحوثيين بوسائل مختلفة، منها العنف الجنسي، مؤكدًا أنها أصبحت جهاز استخبارات خاصا بالمهمات القذرة لدى الحوثيين، وموجه نحو النساء وتشمل مسؤولياتهن أيضًا تفتيش النساء والمنازل، وتلقين النساء أفكار الجماعة، وحفظ النظام في سجون النساء، بالإضافة إلى تورطه في مهمات أخرى تتعلق بالاعتداء على النساء واقتحام المنازل.


التنظيمات تستخدمها ورقة للتجنيد والإرهاب

وعلى الجانب الأخر من تعامل التنظيمات الإرهابية مع المرأة، فقد حافظت المرأة بتنظيم القاعدة على دورها التقليدي، كمساندة وداعمة للتنظيم في أي مكان حول العالم، حيث اقتصر دورها في بادئ الأمر على التمريض والطب والتعليم، إلا أن «أبومصعب الزرقاوي» صاحب فكرة «داعش» الأولى في العراق، دعا في خطاباته إلى ضرورة مشاركة المرأة في العمليات القتالية، حيث سار على دربه لاحقًا «أبوعمر البغدادي»، الذي تولى زعامة تنظيم القاعدة في العراق عقب مقتل «الزرقاوي» في 2006، وتم الإعلان عن أول «كتيبة استشهادية نسائية» في العراق عُرفت باسم كتيبة «الخنساء» وضمت عشرات الانتحاريات خلال الفترة من 2007 وحتى 2009، كما تشكلت كتيبة أخرى للانتحاريات في منتصف 2008 على يد «أم سلمة» زوجة «أبوعبيدة الراوي» زعيم تنظيم القاعدة في شمال العراق، ونفذت كتيبتها عمليات في ديالى وبغداد، وتم تطوير مهامها تزامنًا مع التقدم التكنولوجي، وأصبحت المرأة عاملًا مهمًّا لدى التنظيمات الإرهابية للترويج لنفسها وجذب الانتباه، فاتبعت استراتيجية النساء الانتحاريات وتصوير فيديوهات لهن قبل التفجير وترويجها في وسائل الإعلام بشكل أوسع، ما يجذب أكبر قدر ممكن من التعاطف مع التنظيم، على حد ظنهن.

وتطور الأمر مع تنظيم داعش الإرهابي، فمع السماح لهن بالعمل في الخدمات الطبية وعاملات رعاية صحية، وفق قيود محددة، لجأ التنظيم إلى استخدامهن في أعمال التجنيد عبر مواقع التواصل الاجتماعي، حيث ذكر مرصد الفتاوى التكفيرية والآراء المتشددة التابع لدار الإفتاء المصرية في تقرير له فبراير 2019، أن دور النساء في تنظيم داعش الإرهابي كان يتلخص في إعادة إحياء عمليات التجنيد لديه، إثر الهزائم التي تعرّض لها في سوريا والعراق، مؤكدًا أن التنظيم الإرهابي يعد من أكثر التنظيمات التي نجحت في اجتذاب العنصر النسائي بين عناصره واعتمد عليهن في عمليات استقطاب وتجنيد مقاتلين جدد عبر تقديم خطاب ومادة إعلامية تدعو إلى نصرة الإسلام والمسلمين من خلال منصات التواصل الاجتماعي.

ولفت المرصد، خلال تقريره، إلى أن تنظيم داعش عمل على استخدام استراتيجية تنظيم «القاعدة» الإرهابي في استغلال المرأة لنشر أيديولوجيته الفكرية المتطرفة بين العناصر النسائية الأخرى، إضافة إلى استخدامهن في الترويج الدعائي لأفكاره الخاصة بفكره الإرهابي، مؤكدًا أن عودة التنظيم للاعتماد على المرأة في التجنيد يرجع إلى عدة أسباب، أهما قدرتها على الحركة دون قيود أمنية تعوق قيامها بعمليات إرهابية، خاصة أن اعتماد التنظيمات الإرهابية على النساء في العمليات الإرهابية لم يكن معروفًا منذ زمن بعيد، هذا بالإضافة إلى أنها قادرة على نشر الأيديولوجيا المتطرفة بشكل أكبر، كما أن اعتماد التنظيم على المرأة يعني إعادة مفهوم «الإرهاب العائلي»، وبالتالي توسع التنظيم في تجنيد مزيد من الأشخاص