مساعٍ لسيطرة مطلقة على المطار..

تقرير: السعودية تؤسس قوات بديلة.. هل تريد تفكيك "الحزام الأمني"؟

مقاتلون من القوات الجنوبية خلال تحرير مطار عدن الدولي من قبضة الحوثيين 2015م - ارشيف

سلمان صالح
مراسل ومحرر متعاون مع صحيفة اليوم الثامن

قال مسؤول أمني ومجندون إن قوة محلية تلقت مؤخرا تدريبات في مدينة الطائف السعودية، عادت إلى عدن، لتبدأ مرحلة جديدة، تكون فيها القوة بديلة لقوات الحزام الأمني التابعة للمجلس الانتقالي الجنوبي، فيما تسعى القوات السعودية في عدن إلى السيطرة على المطلقة على المطار الدولي الذي تؤمنه قوات محلية من شرطة عدن.

وقال مجندون لـ(اليوم الثامن) "إن قوة محلية تم تدريبها في مدينة الطائف السعودية، عادت مؤخرا إلى عدن، وتم تجميعها مرة أخرى في معسكر 20 يونيو بكريتر، بحضور ضباط سعوديين".. مشيرين إلى ان ضابطا سعودياً سأل منتسبي القوات عن رواتب قوات الحزام الأمني في عدن، فأكدوا له انه يتم صرف راتب شهري لكل جندي "قدره الف ريال سعودي، نحو 170 ألف ريال يمني".. مشيرين إلى أن الضابط السعودي عبر عن سخطه حيال ذلك، ووعد بأنه سوف يصرف للقوة الجديدة، ضعف ما يصرف لقوات الحزام الأمني".

وبينت مصادر عديدة أن قياديا أمنيا محليا مواليا للسعودية، يشرف على معسكر 20 يونيو، دعا جنود القوة الجديدة، إلى عدم الاحتكاك مع قوات الحزام الأمني إلى حين ما اسماه بـ"انتهاء الأزمة بسيطرة قوات مأرب على عدن، وعودة السلطات اليمنية التي يتزعمها الرئيس المؤقت عبدربه هادي".

وقال مصدر ملاحي في مطار عدن الدولي لـ(اليوم الثامن) "إن قوة سعودية وصلت مطار عدن الدولي قبل أيام على متن طائرة عسكرية سعودية لكن القوة رفضت الخضوع للفحص الطبي في المطار وواصلت سيرها صوب قاعدة قوات التحالف العربي في البريقة.

مصادر أمنية تحدثت عن مساعي سعودية لإخراج قوات أمنية تابعة لشرطة عدن من المطار، ليتسنى لها السيطرة المطلقة على المطار الدولي.. مؤكدة ان القوات السعودية تسعى لتسليم المطار لقوات دربتها مؤخرا في مدينة الطائف، وازاحة القوات المحسوبة على المجلس الانتقالي الجنوبي.

وقال شهود عيان ومصادر أمنية إن انتشارا أمنيا كثيفا في محيط المطار، عقب محاولة قوات سعودية تسليم المطار لقائد أمني ينتمي إلى أحد المحافظات اليمنية الشمالية.

وجاء هذا التحرك، وسط أنباء تقول إن ضباطاً سعوديين يسعون نحو تفكيك قوات الحزام الأمني الموالية للمجلس الانتقالي الجنوبي، من خلال شراء ذمم قيادات أمنية، ودعم تجنيد قوات محلية في صف مليشيات مأرب الإخوانية الممولة قطريا ومن بعض الأطراف الإقليمية الأخرى.

وقدمت السعودية أسلحة ومركبات عسكرية لقوات عسكرية تابعة لمأرب تحتل شبوة وأجزاء من أبين، وسط حملة تجنيد واسعة لشباب محافظة أبين".

وقال ناشط حقوقي وثيق الصلة لـ(اليوم الثامن) "إن قوات الإخوان في شقرة جندت أطفالا دون الـ15 من العمر، في انتهاك صارخ لكل المواثيق الدولية التي تجرم تجنيد الأطفال والزج بهم في القتال.

وأكد الناشط "أن مأرب تستعد لمعركة في عدن، وعملية التجنيد تسير بوتيرة عالية، وسط صمت مستغرب من السعودية التي ترعى اتفاقا قضى بسحب المليشيات القادمة من مأرب، من مدن الجنوب، وعودتها إلى هناك وهو ما يرفضه حلفاء الدوحة.

وعينت الرياض لجنة عسكرية من مأرب لصرف رواتب قوات الحزام الجنوبية، بعد إيقاف رواتب منتسبيها لأكثر من أربعة أشهر، قبل ان يتم الافراج عن الرواتب بعد ضغط شعبي وحقوقي وسياسي.

وحذرت مصادر سياسية وصحافيون من مغبة الاستمرار في استفزاز الجنوبيين في بلادهم، الأمر الذي قد يدفع الأمور نحو جولة جديدة من الصراع، وهو ما لا يخدم الرياض التي تقود تحالفا لمحاربة ذراع إيران في اليمن.

وقال الصحافي محمد الحنشي "إن الاوضاع غير مستقرة في خور مكسر منذ عصر الجمعة".. موضحا "أن القوات السعودية حاولت استلام مطار عدن الدولي وتسليمه لقوات محلية وصلت الى العاصمة مؤخرا بعد تلقيها تدريبات في المملكة لكن قوات الامن رفضت تسليم المطار".

وأضاف "تأزم الوضع لساعات في المطار وكل المحاولات لتسليمه فشلت لتنسحب لاحقا القوة المحلية الى جانب قيادات من التحالف السعودي الى معسكر التحالف".

وأكد الحنشي "أن عقب الانسحاب دفعت قوات الامن بقوة ضخمة وانتشرت بمحيط المطار وداخل مديرية خور مكسر واستحدثت عشرات النقاط الامنية الجديدة".

وفسر الصحافي الجنوبي "أن انتشارا كبيرا لأطقم الامن والمدرعات تؤكد ان الوضع لم يعد جيدا مع التحالف العربي وان الامور قد تسير نحو الصدام".