حكومة اليمن توقف وزير النقل ومصادر تكشف لـ(اليوم الثامن) السبب..

تقرير: هل تعود السعودية لتحريك ملفي اتفاق الرياض والوجود التركي؟

لم تمارس السعودية اي ضغوط على حكومة هادي لتنفيذ اتفاق الرياض - ارشيف

نصر محسن
كاتب صحافي متعاون مع صحيفة اليوم الثامن

أعلنت الحكومة اليمنية المؤقتة ايقاف وزير النقل اليمني صالح الجبواني المقرب من تركيا وقطر، على خليفة ما اسمته مخالفة جسيمة دون ان تذكرها، لكن قرار الايقاف فتح الباب امام امكانية عودته لمزاولة مهامه مجدداً، خاصة فيما اذا تعثر تنفيذ اتفاق الرياض الذي وقع بين المجلس الانتقالي الجنوبي والحكومة اليمنية المؤقت وينص على تشكيل حكومة يمنية مناصفة بين الشمال والجنوب.

وأصدر رئيس الوزراء اليمني د. معين عبدالملك تعميما قضى بوقف التعامل مع وزير النقل صالح الجبواني، بسبب مخالفات ارتكبها مؤخرا.

ونصت المذكرة على تكليف نائب رئيس الوزراء د.  سالم الخنبشي بالقيام بمهام الوزير مؤقتا.

وقالت ثلاثة مصادر مقربة من الحكومة اليمنية لـ(اليوم الثامن) "إن وزير النقل ارتكب العديد من المخالفات الجسيمة، تتمثل في علاقته بأنقرة والدوحة وإيران، وادخال عناصر مخابراتية مرتبطة بهذه الدول إلى الجنوب واليمن، بصورة غير قانونية".. مشيرة إلى ان السعودية مارست ضغوطا على الحكومة اليمنية باتخاذ الخطوة بعد احداث المهرة منتصف فبراير الماضي، لكن الحكومة قدمت جملة من الشروط، المرتبط تنفيذها بإدخال مليشيات إخوانية إلى عدن".

وتورط وزيرا الداخلية والنقل في احداث دموية شهدتها محافظة المهرة، بعد ان دفعت بهم اطراف اقليمية الى تصدر المشهد في الصراع على ميناء شحن البري الذي كان من المفترض ان يؤل لأشراف القوات السعودية، لولا الاشتباكات المسلحة التي حالت دون ذلك".

وكانت الرياض قد حصلت على ضوء أخضر أمريكي بالأشراف على ميناء شحن البري، أبرز منافذ تهريب الأسلحة والطائرات المسيرة وقطع الصواريخ المطورة للحوثيين، وذلك بعد ان ضبطت واشنطن سفينة اسلحة إيرانية في طريقها للحوثيين.

وفشلت الرياض في الاشراف على الميناء بعد تعرض قواتها وقوات محلية لهجمات مسلحة من قبل مليشيات تمولها قطر.

وقالت المصادر "ان السعودية سلمت هادي نسخة من توجيهات رسمية اصدرها وزير الداخلية أحمد الميسري، تنص على منع الاقتراب من ميناء شحن البري، الأمر الذي اعتبره السعودية تحديا لها ولقواتها التي تعرضت للهجوم، الا ان نائب الرئيس اليمني الذي كان حاضرا قدم مجموعة من الشروط التي على ما يبدو ان الرياض رفضتها والمتمثلة في ادخال مليشيات مسلحة من مأرب والمهرة إلى عدن".

وقال مصدر وثيق الصلة بالحكومة اليمنية لـ(اليوم الثامن) "إن الحكومة اليمنية تحركت مؤخرا على خليفة منح وزير النقل صالح الجبواني تصريحات لعناصر تركية تحمل فيروس كورونا بالدخول عبر موانئ المهرة إلى الجنوب، تحت ذريعة انهم عاملون في مجال حقوق الإنسان، دون أن يخضعوا لأي فحوصات طبية".

وأكد المصدر ان رئيس الحكومة اليمنية تحرك لدى الجانب السعودية وطلب منهم دعم قرار ايقافه، حتى لا يتم نقل الفيروس الى اليمن الذي يعاني من الحروب".

وأكد المصدر "أن وزير الداخلية اليمني أحمد الميسري الذي دفع بالجبواني للخروج ضد السعودية  وسهل له فتح علاقات حكومية مع الاتراك، ضحى به في سبيل اعادة ترتيب علاقته بالسعودية التي ترى فيهما بالخونة للتحالف العربي، وسبق ووصفته الصحافة السعودية بذلك".

وقال المصدر "ان الميسري نجح وعن طريق سفير السعودية لدى اليمن محمد آل جابر في اعادة علاقته بالرياض، ولكنها علاقة لا تحمل أي ثقة في ظل وجود وثائق تؤكد على علاقته بتركيا وقطر، ولكن السعودية تريد العمل على تفكيك الخلايا التي زرعت في الحكومة اليمنية وتعمل لمصلحة النفوذ التركي المتزايد في المدن الجنوبية المحتلة ومأرب".

واستبعدت مصادر وثيقة الصلة ان يكون قرار ايقاف الجبواني له علاقة بتنفيذ اتفاق الرياض، نافية ان تكون هناك جدية من السعودية لتنفيذ الاتفاق الذي مرت على توقيعه نحو خمسة أشهر.

لكن المصادر ذاتها أكدت وجود رغبة سعودية في محاربة الوجود التركي في اليمن، وهو ما يرجح ان قرار الايقاف له علاقة بهذه التحركات.

 

وقالت تقارير اخبارية دولية ان الوجود الاستخباري التركي تزايد بشكل كبير بعد سيطرة مليشيات مدعومة من قطر على محافظة شبوة وأجزاء من أبين، وسط تأكيدات على تهريب أسلحة عن طريق البحر إلى المليشيات في شقرة بأبين.

وقالت قوات الحزام الأمني إن مواطنيين عثروا على قارب كان يستقله مهربون في طريقهم صوب مليشيات إخوانية تحتل شقرة وريف أبين".. موضحة في بيان صحفي "ان مواطنين شوهدوا وهم يحملون كميات من الأسلحة الرشاشة والمعدلات والذخيرة بعد اخذها من قارب التهريب، وان انقطاع الخط الدولي والظروف المناخية كانت عائقا في تأخر وصول الحزام الامني الى المنطقة ومنع عملية نهب الأسلحة المهربة.

وكشفت عمليات الحزام ان القارب خرج من البحر نتيجة لاضطرابات الامواج ليجنح على شواطئ أحور ويلوذ المهربون بالفرار".

وأكد مصدر أمني في أبين "أن هناك سفن تقوم بعملية تهريب أسلحة وذخائر لمليشيات مأرب في شقرة، وانها تقوم بإنزال تلك الأسلحة في قوارب صيد".

ورجحت مصادر سياسية ان تكون عملية التهريب على ارتباط وثيق بتركيا التي تمول مليشيات الإخوان بالأسلحة القطرية والإيرانية المهربة من موانئ الصومال".

لكن على الارجح قرار ايقاف وزير النقل لا علاقة له بعملية تهريب الأسلحة، وانما علاقته وتورطه في ادخال ضباط مخابرات تركية وإيرانية.

وقبل شهور قالت مصادر لـ(اليوم الثامن) "إن قوات محلية في المهرة ضبطت خمسة عناصر يحملون الجنسية الإيرانية للقوات السعودية، لكن لم يعرف مصيرهم، فيما اذا تم نقلهم إلى السعودية ان انه اخلي سبيلهم".

وأظهرت وثائق سربتها القوات السعودية في المهرة توجيهات من وزيري الداخلية والنقل بالسماح بدخول عناصر تركية إلى اليمن بدون فيزا".

وتشير مصادر إلى ان قرار الايقاف قوبل برفض من وزراء في الحكومة ونائب الرئيس اليمني علي محسن الأحمر، على الرغم من ان مسؤولين سعوديين ابلغوا الأحمر ان الجبواني كان بصدد ادخال عناصر تركية إلى اليمن مصابة بفيروس كورونا لنقل الوباء إلى الجنوب المحرر واشغال الناس بالفيروس للسيطرة على الملاحة الدولية وباب المندب".

مصدر أخر "أكد ان قرار الايقاف يتصل بالوجود التركي في اليمن، لكنه لم يستبعد ان يكون له صلة بإدخال مصابين بالفيروس.

وأكد المصدر ان "الاتراك نقلوا الفيروس الى السعودية وان الكثير ممن تأكد اصابتهم بالفيروس يحملون الجنسية التركية، لكن الرياض لا ترغب في خوض مواجهة علنية مع تركيا على الرغم من نشاطها غير المرحب به في اليمن.