ألفرد راسل والاس..

استعادة أحد روّاد "الانتخاب الطبيعي"

(من مقتنيات "متحف التاريخ الطبيعي" بلندن)

ساندرا كرم

يرتبط اسم عالم الأحياء والطبيعة البريطاني ألفرد راسل والاس (1823 – 1913) بتطويره نظرية التطوّر من خلال الانتخاب (أو الانتقاء) الطبيعي، من خلال بحث نُشر بالاشتراك مع أوراق تشارلز داروين عام 1858، والتي ثار حولها جدلاً واسعاً في الأوساط العلمية.

في إطار عمله الميداني ضمن حوض نهر الأمازون في أميركا اللاتينية وأرخبيل الملايو في جنوب آسيا، درَس أنواعاً عديدة من الحيوانات والتغيّر الذي يطرأ على ألوانها، كما قدّم أفكاراً جديدة في حقول معرفية متعدّدة مثل احتمالية وجود حياة طبيعية على كواكب أخرى غير الأرض، وكذلك حول التأثيرات البيئية على النشاط البشري.

يستعيد "متحف التاريخ الطبيعي" في لندن على موقع "غوغل للفنون والثقافة" جهوده "كعالم ومستكشف لا يعرف الخوف من العصر الفكتوري"، بحسب تعريفه بدوره في دراسة الجغرافيا الحيوية، وكيف قام بتوزيع أنواع الكائنات في جميع أنحاء العالم.

ويشير البيان إلى إنه بالرغم من أنه كان معروفاً في الفترة التي عاش خلالها، إلّا أن إنجازاته العلمية تلاشت منذ ذلك الوقت من الذاكرة العامة، حيث تٌعرض مجموعة من 125000 عينة جمعها في رحلاته، اعتبرت خمسة آلاف جديدة في حينها.

(من مقتنيات "متحف التاريخ الطبيعي" بلندن)لم يكمل والاس تعليمه حيث غادر المدرسة في الرابعة عشر من عمره، وعمِل في مهن عدّة حتى تعرّف عام 1844 على عالم الطبيعة هنري والتر بيتس الذي أطلعه على دراساته حول الحشرات، ليقرّرا لاحقاً السفر إلى أميركا اللاتينية لاستكشاف الامازون والتحقق من الحياة النباتية والحيوانية على ضفتيه، من أجل الحصول على دخل جيد من بيع مكتشفاتهما.

على مدار أربعة أعوام، جمع الرجلان عينات من الطيور والخنافس والفراشات ودوّنا ملاحظات غزيرة حولها، وفي طريق عودتهما إلى إنكلترا، تعرّضت سفينتهما إلى حريق تسبّب بغرقها وضياع جميع العينات واليوميات التي كانت معها باستنثاء صندوق صغير يحتوي رسومات وملاحظات يعرض المتحف واحدة منها.

بين عامي 1845 و1862، قام والاس برحلة إلى ماليزيا وإندونيسيا جمع خلالها أكثر من مئة ألف عينة لحشرات عديدة وحلزونيات وجلود طيور وزواحف وثدييات، من بينها أكثر من خمسة آلاف لأنواع لم تكن معروفة لضفادع طائرة، وحين عودته إلى بلاده ألّف كتاباً يعد الأكثر شهرة من بين مؤلّفاته بعنوان "أرخبيل الملايو"، احتوى على العديد من المسوحات والخلاصات.

رسَم علماء البيولوجيا خطاً أُطلق عليه اسم والاس يفصل الحيوانات ذات الأصل الآسيوي عن تلك الأصل الأسترالي، بحسب نتائج اكتشافاته، التي أشارت إلى الاختلاف الجغرافي في أعماق المحيط رغم التماثل الظاهر في الجزر المتقابلة في الجنوب الآسيوي.