التحالف العربي يكثف غاراته على صنعاء..

قناة بريطانية تبحث في خفايا التصعيد الأخير بين السعودية والحوثيين

كان التحالف قد شن غارات على العاصمة صنعاء، الخاضعة لسيطرة الحوثيين، ردا على إطلاق ميليشيا الحوثي صار

BBC العربية

بحثت قناة بي بي سي البريطانية التي تبث من لندن في خفايا واسرار التصعيد الأخير بين السعودية قائدة التحالف العربي والحوثيين الموالين لإيران، في اعقاب شن التحالف العربي غارات مكثفة على صنعاء.
وجاء في التقرير الذي نشرته القناة على موقعها الرسمي بشأن التطورات الأخيرة في الصراع اليمني؛ إذ شن التحالف العسكري بقيادة السعودية غارات جوية على العاصمة صنعاء، الخاضعة لسيطرة المسلحين الحوثيين، ردا على إطلاق صاروخين بالستيين تجاه مدينتي الرياض وجازان.

هروب "من المواجهة المباشرة"

يقول علي الذهب، في صحيفة "العربي الجديد" اللندنية، إن إطلاق الحوثيين صواريخ باليستية على المملكة "يعد مؤشرا واضحا على تنامي قوة الحوثيين الصاروخية، ونجاحهم في إعادة تفعيل منظومتها المتعثرة، وأنهم يعتقدون أن اندفاعهم في هذا الاتجاه، في ظل حالة التمزق التي تعيشها السلطة الشرعية، سيدفع السعودية، على الأقل، إلى التخلي عن استراتيجية الاقتراب المباشر، وانتهاج استراتيجية الاقتراب غير المباشر".

ويضيف: "السعودية باتت قريبة من اتخاذ قرار خروجها من الحرب الراهنة، وتحولها إلى استراتيجية 'الاقتراب غير المباشر'... وأمام السعودية فرص شحيحة لخروجها الضامن لأمنها الوطني، وتحقيق أهداف الحكومة اليمنية الشرعية، ما لم يجر إعادة ضبط بوصلة الحرب. ومن دون شك، سينعكس أثر ذلك على سلوك الحوثيين، عسكرياً، تجاه السعودية والحكومة الشرعية، سلباً أو إيجاباً".

ويقول لقمان عبد الله، في صحيفة "الأخبار" اللبنانية: "أقصى ما يمكن أن يقوم به التحالف السعودي هو تكرار قصف العاصمة اليمنية صنعاء. وتكرار قصف الأهداف نفسها، المدنية أو العسكرية، لا يغيّر في المعادلة الاستراتيجية، ولا يؤثّر في فعالية منظومة ووسائل الصمود اليمني على المستويين المدني (الشعبي) والعسكري".

ويضيف: "قصف العاصمة بداية العام السادس للحرب هو أيضا تعبير عن هرب الرياض من المواجهة المباشرة في الميدان، وإقرار بعجز وكلائها عن الإنابة عنها في القتال، لأسباب بينها غياب الأهداف المشروعة التي يقاتلون من أجلها، ومن ثمّ فقدان الدوافع الوطنية والشعبية لديهم".

ويقول عبدالفتاح علي البنوس، في صحيفة "الثورة" اليمنية: "الأمم المتحدة تعاملت مع العدوان السعودي بسلبية مفرطة، وحالة قذرة من اللامبالاة، ولا بكاء على الدماء اليمنية المسفوكة والمستباحة من قبل التحالف السعودي والبريطاني".

ويضيف الكاتب: "يخطئ السعودي ومن معه إن ظنوا بأنهم بقصفهم سيوقفون عملياتنا النوعية داخل عمقهم الاستراتيجي، وأنهم بوحشيتهم وإجرامهم سيوهنون من عزيمة أبطال الجيش واللجان الشعبية، وينالون من صمود أبناء شعبنا اليمني الأبي، فاليمنيون في عام الصمود السادس لهم بالمرصاد، وسيكون الوجع الذي سيخلفوه لهم مؤلما جدا، والرد على هذا التصعيد سيكون مزلزلا".

"مخططات شيطانية"

وتقول صحيفة "اليوم" السعودية في افتتاحيتها إن الدافع وراء العمليات العسكرية ضد الحوثيين كان "الاستهداف الذي نفذته الميليشيا الحوثية الإرهابية بإطلاق صاروخين باليستيين باتجاه المملكة في محاولة صريحة لاستهداف المدنيين".

وتؤكد الصحيفة أن "الميليشيات الحوثية ما هي إلا أداة كغيرها من المليشيات المدعومة والمؤتمرة من قبل الحرس الثوري الإيراني الذي لا يزال يمدها بالصواريخ والأسلحة والدعم للاستمرار في هذه المخططات الشيطانية".

وتضيف الصحيفة "لعل الوقت حان للعالم أجمع كي يدرك من تصرفات إيران في التعاطي مع أزمة كورونا، ومن الاعتداء الحوثي الأخير على المملكة بأن هذا النظام فاقد لكل أهلية تجعله جزءا طبيعيا من دول العالم والمنطقة على وجه الخصوص، بالتالي وجب اتخاذ موقف أكثر حزما وجدية تجاه تهديداته وسلوكه".

وكتب مشاري الذايدي مقالا في صحيفة "الشرق الأوسط" اللندنية بعنوان "صواريخ الحوثي ضد السعوديين كشفت الأمم المتحدة".

ويقول الكاتب إن إطلاق الحوثيين صواريخ باليستية على السعودية "يكشف مدى سذاجة المبادرات التي أطلقها الأمين العام للأمم المتحدة البرتغالي غوتيريش، للحوثي، بوقف الحرب من أجل توحيد الجهود ضد كورونا، كأنَّه لم يرَ أفعال عصابات إيران في العراق وسوريا بل وإيران نفسها، قبل دعوات السكرتير الأممي وأثناءها وبعدها".

ويضيف: "مقتضى الحزم يقول إنَّ هذه الأيام، يراها الحوثي ونظراء الحوثي (فرصة) لزيادة العمل، وليست هدنة إنسانية، لذلك يجب أن يرى حماة الدول وأمنها، في هذه الأيام فرصة لزيادة جرعة الردع الشديد للحوثي ومن يغويه ويسانده من إخوان قطر وتركيا، ويمنيين كتوكل كرمان، وغير يمنيين، وكذا من يدربه ويموّله من الجماعة الخمينية من إيران إلى لبنان مروراً بالعراق".

ويقول خيرالله خيرالله، في صحيفة "الرأي" الكويتية: "يمكن وضع عاصفة الحزم في سياق حرب دفاعية، قد تكون إيران شجعت عليها مستخدمة أنصار الله الذين أثبتوا استعدادهم للعب كلّ الأدوار المطلوبة منهم من دون أن يقف عبدالملك الحوثي أمام المرآة ويسأل نفسه ما المشروع السياسي والاقتصادي والحضاري الذي يستطيع طرحه على اليمنيين باستثناء شعار مضحك من نوع (الموت لأمريكا، الموت لإسرائيل، اللعنة على اليهود)".

ويضيف الكاتب "في النهاية، شئنا أم أبينا، أدّت عاصفة الحزم إلى تقليص النفوذ الإيراني في اليمن. لم تعد إيران في عدن والمخا، أي لم تعد قادرة على إغلاق باب المندب الذي هو مضيق استراتيجي مهم بالنسبة إلى العالم كلّه".