كارثة وراء القضبان إذا تفشى كورونا في المعتقلات السورية..

سوريا تعاني من منظومة صحية متهالكة استنزفتها سنوات الحرب

سجون النظام السوري والفصائل المعارضة تعج بآلاف المعتقلين

جنيف

سلط انتشار فيروس كورونا في سوريا الضوء على قنبلة موقوتة داخل سجون النظام في حال تفشى الوباء في المعتقلات التي أقامتها دمشق وحشرت فيها الآلاف من المعارضين والمدانين في قضايا الإرهاب وسجناء الحق العام.

ويبقى مصير هؤلاء مجهولا في ظل محدودية قدرات دمشق على التصدي لفيروس كورونا وعلى ضوء منظومة صحية متهالكة استنزفتها نحو 9 سنوات من الحرب.

ولم يبلغ انتشار الفيروس ذروته في سوريا لكن كل المؤشرات تشير إلى أنه قد يتفشى بسرعة أكبر من قدرات النظام على كبحها وإمكاناته لتطويق الوباء.

واتخذت الحكومة السورية حزمة من التدابير لمنع انتشار الفيروس من إجراءات الغلق والتعقيم، لكن هذا ينطبق أكثر على دمشق دون المناطق الأخرى التي تعاني من تردي الخدمات الصحية ومن قلة الأجهزة والطواقم الطبية.

ويبقى مصير آلاف السجناء في سوريا مجهولا خاصة وأنه أحد أعقد الملفات التي جرى التفاوض عليها بين دمشق والمعارضة في السنوات الماضية برعاية الأمم المتحدة.

وقد دعت المنظمة الأممية الجمعة، النظام السوري إلى "إطلاق سراح عدد كاف من المعتقلين" لمنع فيروس كورونا من التسبب في المزيد من الخسائر البشرية بالبلاد.

وجاء ذلك في مؤتمر صحفي عقده المتحدث باسم المفوضية السامية لحقوق الإنسان روبرت كولفيل بمكتب الأمم المتحدة بمدينة جنيف السويسرية.

وشدد كولفيل على أن خطر انتقال عدوى كورونا بين المعتقلين في سجون البلاد مرتفع للغاية، مبينا أن سوريا إحدى الدول التي لم تتخذ أي إجراء في هذا الإطار، معربا عن قلقه من الوضع الراهن في كافة السجون ومراكز التوقيف المؤقتة في سوريا.

وأكد أن الوضع خطير خاصة في السجون المركزية المكتظة بالمعتقلين التي يسيطر عليها النظام وفي مقدمتها سجن صيدنايا العسكري (بريف دمشق).

وأضاف "حتى قبل كورونا، تلقينا أنباء خطيرة عن حالات الموت نتيجة التعذيب ونقص العلاج في المرافق التي تديرها الفروع الأمنية الأربعة التابعة للنظام وفي صيدنايا".

وشدد على أن المسنين والنساء والأطفال الضعفاء من بين السجناء، يتعرضون لسوء المعاملة ويحرمون من الرعاية الصحية.

ولفت المتحدث الأممي إلى إطلاق إيران سراح 100 ألف سجين مؤقتا إلى جانب إطلاق إندونيسيا سراح 30 ألف سجين بينهم مسجونون بجريمة تعاطي المخدرات وإطلاق تركيا سراح فئة معينة من المساجين ضمن تدابير مكافحة كورونا.

وقال "ندعو الحكومة السورية (نظام بشار الأسد) والجماعات المسلحة إلى إطلاق سراح عدد كاف من السجناء لمنع كورونا من التسبب في مزيد من الخسائر البشرية في البلاد".

كما طلب كولفيل من جميع الأطراف السورية، إتاحة الوصول دون عوائق إلى السجون ومراكز الاحتجاز الأخرى أمام المنظمات الإنسانية وفرق الرعاية الصحية.

والخميس أعلنت وزارة الصحة لدى النظام تسجيل 6 إصابات جديدة بالفيروس، ليرتفع الإجمالي إلى 16. وقبل أيام، دعت لجنة التحقيق الدولية التابعة للأمم المتحدة حول سوريا، إلى وقف إطلاق النار لتفادي "تفاقم الكارثة" مع ظهور أولى الإصابات في البلاد.

وحتى ظهر الجمعة، تجاوز عدد مصابي كورونا حول العالم مليونا و30 ألفا، توفي منهم أكثر من 54 ألفا، فيما تعافى ما يزيد على 219 ألفا.

وبعد عزل بلدة في ريف دمشق بعد وفاة سيدة مصابة بفيروس كورنا، أعلن النظام السوري الجمعة فرض حجر صحي على منطقة 'السيدة زينب' جنوبي العاصمة التي تتواجد فيها قوات أو ميليشيات إيرانية وعائلات أفرادها، كإجراء وقائي لمنع انتشار فيروس كورونا.

وذكرت الوكالة السورية للأنباء (سانا) أنّه "تمّ عزل منطقة السيدة زينب في إطار الإجراءات المتّخذة لتقييد الحركة في المناطق ذات الكثافة السكانيّة العالية، حفاظا على السلامة العامة".

وتضم منطقة السيدة زينب مقام زينب ابنة الصحابي علي بن أبي طالب ومنذ بدء الأحداث في سوريا سكنتها أعداد كبيرة من المجموعات الشيعية القادمة من العراق وإيران.

وبذلك تكون هذه ثاني منطقة يُفرض عليها الحجر الصحي في سوريا بعد بلدة منين في ريف دمشق.

كما نقلت 'سانا' أن الحكومة وسعت حظر التجول في عطلة نهاية الأسبوع (الجمعة والسبت) ليصبح بدءا من الساعة 12 ظهرا وحتى الساعة 6 صباحا بالتوقيت المحلي.

وكانت دمشق أعلنت قبل أيام فرض حظر التجوال في مناطق سيطرتها من الساعة 6 مساء وحتى الساعة 6 صباحا.

ويأتي إعلان الحكومة السورية عن حصيلة الإصابة بالفيروس وسط مخاوف من أن يكون العدد أكبر بكثير من المعلن عنه.

وكان الائتلاف السوري لقوى الثورة والمعارضة السورية، طالب النظام بالإفصاح عن العدد الحقيقي للمصابين بالفيروس.