الجهيناوي دبلوماسي مخضرم مطلع على الملف الليبي..

خميس الجهيناوي مرشح محتمل لخلافة غسان سلامة في ليبيا

الولايات المتحدة رفضت ترشيح رمطان لعمامرة لخلافة غسان سلامة بعد ان اعتبرته مقربا من روسيا إضافة الى

نيويورك

أفاد دبلوماسيون الأربعاء أنّ الأمين العام للأمم المتّحدة أنطونيو غوتيريش يبحث عن شخصية جديدة لتولّي منصب مبعوث الأمم المتّحدة إلى ليبيا بعد أن رفضت الولايات المتحدة تأييد ترشيح الجزائري رمطان لعمامرة لخلافة اللبناني غسان سلامة الذي استقال مطلع آذار/مارس في وقت تعود فيه الانظار الى وزير الخارجية التونسي السابق خميس الجهيناوي كمرشح محتمل للمنصب.
وقبل شهر بدا تولّي وزير الخارجية الجزائري الأسبق (2013-2017) منصب المبعوث الأممي إلى ليبياً أمراً شبه محسوم بعدما حظي ترشيحه بشبه إجماع، غير أنّ الولايات المتّحدة طرحت مذاك "أسئلة" كثيرة بشأنه في وقت كان فيه "الجميع" راضين عن هذا الخيار، بحسب مصدر دبلوماسي.
ووفقاً لمصدر دبلوماسي آخر فإنّ مسؤولة في الأمم المتّحدة أبلغت مجلس الأمن خلال جلسة مغلقة عقدها الأربعاء حول ليبيا أنّ غوتيريش بدأ البحث عن مرشّح آخر.
وقال المصدر مشترطاً عدم نشر اسمه إن الأمانة العامّة "تعمل جاهدة لتقديم اقتراح".

وتعذّر في الحال الحصول على تعليق من البعثة الأميركية لدى الأمم المتحدة عن الأسباب التي دفعتها إلى الاعتراض على تعيين الدبلوماسي الجزائري المخضرم البالغ من العمر 67 عاماً.
وبحسب مصدر دبلوماسي ثالث فإنّ الولايات المتحدة اعترضت على هذا التعيين بعد ضغوط مارستها عليها كلّ من مصر والإمارات اللتين تعتبران لعمامرة قريباً جدّاً من حكومة الوفاق الوطني ما يطيح بمبدا الحياد بين المتخاصمين.
غير أنّ مصدراً دبلوماسياً رابعاً رجّح أن يكون سبب الاعتراض الأميركي على الدبلوماسي الجزائري هو أنّ الأخير في نظر واشنطن مقرّب جدّاً من موسكو.
وكان لعمامرة وسيطاً في العديد من النزاعات الأفريقية، ولا سيما في ليبيريا، تحت رعاية الأمم المتحدة والاتّحاد الأفريقي.
وكانت مصادر سياسية ودبلوماسية تونسية تحدثت الشهر الماضي عن امكانية ترشيح خميس الجهيناوي لخلافة غسان سلامة.
ويعتبر الجهيناوي دبلوماسيا تونسيا مخضرما حيث عمل سفيرا في عدد من العواصم المهمة قبل ان يصبح مستشارا سياسيا للرئيس الراحل الباجي قائد السبسي ثم وزيرا للخارجية قبل إقالته مع وزير الدفاع عبد الكريم الزبيدي في حكومة الشاهد لتصريف الاعمال.
وستعود الانظار مجددا الى خميس الجهيناوي الذي يعتبر مطلعا على الوضع الليبي.

وأعلن غسان سلامة الذي شغل منصب مبعوث الأمم المتحدة إلى ليبيا منذ حزيران/يونيو 2017، استقالته "لأسباب صحية" في 2 آذار/مارس، في الوقت الذي وصلت فيه العملية السياسية في هذا البلد الجار للجزائر إلى طريق مسدود.
وخلال نحو ثلاث سنوات حاول سلامة عبثا إقناع الأطراف الليبية بتوحيد مؤسسات الدولة وتنظيم انتخابات لإنهاء إنقسامات البلاد.
ومنذ سقوط نظام معمر القذافي في 2011 تشهد ليبيا حالة من الفوضى. ومنذ 2015 تتنازع سلطتان الحكم: حكومة الوفاق الوطني ومقرّها طرابلس (غرب) وحكومة مؤقتة يدعمها الجيش الوطني الليبي.
وليس بعيداً كثيراً عن ليبيا، فإنّ غوتيريش يبحث أيضاً عن مرشّح ثان لتعيينه مبعوثاً للأمم المتّحدة إلى الصحراء المغربية وهو منصب شاغر منذ نحو عام بعدما استقال منه الرئيس الألماني السابق هورست كولر (76 عاماً) لدواع صحية في أيار/مايو الماضي.
وقبل شهرين ظنّ غوتيريش أنّه وجد ضالّته في ميروسلاف لايجاك الذي كان يومها وزير خارجية سلوفاكيا والرئيس السابق للجمعية العامة للأمم المتحدة.
لكن في 12 شباط/فبراير، وقبل أن يصبح ترشيح لايجاك رسمياً، استبق الاتحاد الأوروبي الأمم المتّحدة بتعيينه الدبلوماسي السلوفاكي مبعوثاً خاصاً للحوار بين بلغراد وبريشتينا.
وقال دبلوماسي الأربعاء "لا شيء جديداً" في هذا الملف و"نحن بانتظار" عثور غوتيريش على مرشح آخر.