ضغوطات تقف خلفها قيادات في حزب الإصلاح والعيسي..

مراقبون: المعركة داخل منظومة الشرعية جاءت بعد اتفاق الرياض

توسع الصراع داخل أروقة الحكومة الشرعية وأصبح الهجوم فيما بين الوزراء يظهر للعلن وعلى منصات التواصل ا

صالح لزرق

توسع الصراع داخل أروقة الحكومة الشرعية وأصبح الهجوم فيما بين الوزراء يظهر للعلن وعلى منصات التواصل الاجتماعي، الأمر الذي كشف حقيقة هذه المنظومة الفاسدة التي تتحكم بمصير الشعب اليمني جنوبه وشماله منذ ما بعد تطهير العاصمة عدن من مليشيات الحوثي قبل أكثر من خمس سنوات.

الصراع الذي ظهر مؤخرا بين وزراء يقف خلفهم رجل الأعمال أحمد العيسي الرجل النافذ في مكتب الرئيس هادي وبين رئيس الوزراء معين عبدالملك والذي يقف خلفه سفير السعودية لدى اليمن.

وفي الأسابيع الأخيرة أطاح رئيس الوزراء الدكتور معين عبدالملك بوزير النقل صالح الجبواني بإصدار قرار بتوقيفه من مزاولة عمله، ليقدم الجبواني لاحقاً استقالته من منصبه.

وقام وزير الداخلية أحمد الميسري وبعض وزراء الشرعية الذين يقف خلفهم أحمد العيسي بإرسال رسالة لرئيس الجمهورية عبدربه منصور هادي ضد رئيس الحكومة الذي كشف فساد الوزراء في حكومته وعلى رأسهم الميسري والجبواني.

بيان الحكومة الذي أكد أن هدف تيار الميسري الدخول في حرب جانبية، إلا أن الحكومة بقيادة الرئيس هادي متماسكة وهدفها واضح ولن تخوض معارك جانبية لتحقيق ما يسعى إليه أولئك الوزراء من تشتيت لجهودها.

وأكد البيان أن القيادة السياسية في الحكومة تعمل ضمن منظومة متكاملة وكل القرارات التي يتم اتخاذها تجري للتنسيق والتشاور والإشراف، وأن الكلمة من قبل فخامة الرئيس هادي.

وأشار البيان إلى أن القصد من نشر الرسالة الملفقة من قبل مسؤولي الشرعية في هذا التوقيت الذي تشهد فيه انتصارات مبشرة للجيش "مفضوح الأهداف وهو عبارة محاولة للتعتيم على الهزائم المتوالية التي تتلقاها مليشيا الحوثي في عدد من الجبهات، وعن جرائمها وانتهاكاتها المستمرة ضد المدنيين وآخرها المجزرة الوحشية بقصف قسم النساء في السجن المركزي بتعز واستهداف محطة ضخ النفط في مأرب".

وأضاف البيان أن "أعداء الشعب دأبوا على إطلاق الشائعات واتباع أسلوب التضليل للرأي العام في محاولة بائسة ومستمرة لشق الصف الوطني بتزييف الوقائع حول وجود خلافات داخل الحكومة الشرعية".

وأوضح بأن "هذه الترهات والأكاذيب التي تظهر وبشكل مثير للريبة مع كل انتصارات يحققها الجيش الوطني لم تعد تنطلي على أحد، وقد باتت مكشوفة أمام الجميع، محليا ودوليا.. وأصبحت تخدم أجندة قناة الجزيرة ومموليها (الإخوان المسلمين) في محاولاتها المستميتة للنيل من الشرعية والتحالف لخدمة أجندة إيران ومشروعها".

خرج الميسري عن صمته وأرسل رسالة قوية للحكومة أعلن فيها تمرده وعدم اعترافه برئيس الحكومة د.معين عبدالملك وتوعد بإقالته من منصبه، مؤكدا صحة خبر الرسالة التي بعثها للرئيس هادي مع مجموعة من الوزراء.

وقال الميسري إن معين عبدالملك لن يبقى في منصبه، مؤكدا أنه لن يقبل باستمراره في منصبه "في هذا المنعطف التاريخي"، حسب وصفه.

وأكد الميسري أن هناك إجماعا في مجلس الوزراء بتغيير معين من منصبه وتعيين حكومة تليق بالوضع الحالي، وفق لتعبيره.

 

سبب الصراع داخل الحكومة

وكشفت مصادر رفيعة في الحكومة الشرعية أن هناك ضغوطات تقف خلفها قيادات في حزب الإصلاح ورجل الأعمال المتنفذ في مكتب الرئاسة أحمد صالح العيسى، لإقالة معين عبدالملك رئيس الوزراء من منصبه.

وأضافت المصادر أن إبقاء معين في منصبه وعدم إقالته من قبل هادي كل هذا يقف خلفه السفير السعودي لدى اليمن الذي يرفض الإقالة ويدعم حكومة معين في اليمن، وهو الأمر الذي أزعج  الإخوان في الشرعية وعلى رأسهم أحمد العيسي ومدير مكتب الرئيس عبدالله العليمي الذين وجهوا بعض الوزراء بإعلان مواقف رسمية ضد معين وعلى رأسهم أحمد بن أحمد الميسري، وزير الداخلية.

ويرى مراقبون أن المعركة المحتدمة داخل منظومة الشرعية بين رئيس الحكومة د.معين عبدالملك وبين بعض الوزراء الموالين للمشروع الإخواني، والتي جاءت بعد اتفاق الرياض بين الشرعية والانتقالي، بدأت تستعر بعدما كشف رئيس الوزراء معين عبدالملك حقيقة فساد بعض أولئك الوزراء وعلى رأسهم أحمد الميسري وصالح الجبواني، بالإضافة إلى أحمد العيسي بعد إهدارهم للمال العام.

وعلق القيادي في الحراك  الجنوبي أحمد الربيزي على التصريحات والاتهامات المتبادلة بين وزراء حكومة معين عبدالملك، في تغريدة له على "تويتر" بأن "انقسامات حكومة معين ليس لها علاقة بالاختلاف حول برامج حكومية، أو رسم سياساتها، أو حتى الاختلاف في إدارة المؤسسات، ولا لها علاقة بإدارة أزمة الحرب". مؤكدا أن الصراع والانقسام "بسبب النفوذ والتحكم بمقدرات الحكومة ومواردها المالية، ولهذا ظهرت ملفات الفساد للعلن، وأتوقع ظهور المزيد".

من جانبه أكد الصحفي اليمني جلال الشرعبي أن "العليمي والعيسي ونجلي الرئيس هادي هم من يدفع لبعض الوزراء لمواجهة معين عبدالملك".

وقال الشرعبي: "إن ظهور الميسري‏ جاء ليؤكد أنه يعمل تحت سمع وبصر الرئيس هادي، وهي رسالة واضحة للرئيس هادي لتغيير معين لكن لا يوجد أي مبرر أمام التحالف والعالم في إقالة معين، لذلك يأتي دور المايسترو عبدالله العليمي ونائبه العيسي وأبناء هادي في ضبط إيقاع إزاحته". مضيفا بالقول: "إن درزن من الوزراء الفاشلين يخاطبون الفاشل الأعظم لإقالة معين عبدالملك".

 

الانتقالي.. رصانة ونضج دبلوماسي

الصحفي الجنوبي حسين الحنشي علق على الحادثة مشيراً إلى أن "حكومة الحوثيين رغم وقوف مشرفين حوثيين خلف كل وزير إلا أنها أظهرت أنها أكثر احترافا واحتراما من حكومة الشرعية".

وأضاف الحنشي أن "الحكومة  دخلت في الشتائم بالعمالة لرئيسها من قبل وزراء، فقال الجبواني أن رئيس الوزراء معين عميل. وقال معين إن الجبواني خائن، وقال معين إن الميسري فاسد بمليارات، وقال الميسري إن معين إمعة وفرّاشًا للسعوديين، وقال وزراء فيها إنها حكومة هزيلة يجب أن ترحل".

مضيفا أن "هذه الأمور الغريبة لم تحصل في عصابة بنات ثانوية تشكلت لسرقة طباشير مدرسة الرسم ثم كشفت وكان الصياح وتبادل الاتهامات!.. شيء مخزٍ جدًا ما يحصل في منظومة الشرعية".

القيادي في المجلس الانتقالي الجنوبي، منصور صالح، نائب الدائرة الإعلامية بالمجلس، قال في مقالة طويلة على حسابه الرسمي بالفيسبوك تحت عنوان (شتان  بين هذا وذاك): "مخزٍ هو هذا الصراع الذي يدور في حكومة ما تسمى بالشرعية، وأقل ما يمكن تفسيره به هو (الفشل).

مع اشتداد صراع أجنحة الحكومة على اقتسام الأموال والصلاحيات اشتدت الحملات الدعائية والإشاعات التي استهدفت المجلس وبشرت بقرب سقوطه وسقوط عدن على أيدي حكومة ساقطة أصلاً وتتساقط كل يوم".

وأضاف صالح: "باستطاعتكم وضع مقارنة عابرة بين رصانة ودبلوماسية ونضج خطاب وتعامل قيادة الانتقالي الجنوبي وإعلامه مع القضايا المهمة، فلا لعن ولا شتم ولا تسجيلات واتساب ولا فيسبوك، وبين خطاب وإعلام ما تسمى بالشرعية، ستجدون خطاب المجلس عبر مصادره الرسمية خطاباً رسمياً رزيناً، لا فجور، ولا شتم فيه.. خطاب يحترم ذاته ويتعامل مع الخصم كما يتعامل مع الصديق في الحرص على حسن اختيار مصطلحات خطابه وشرح قضاياه".

وأشار منصور صالح إلى أن المجلس الانتقالي يواجه حرباً خطيرة ومطابخ إعلام فاسدة تنفق عليها ما تسمى بالشرعية المليارات، ومع ذلك يقابل المجلس كل هذا برباطة جأش وصبر وحكمة وكثير من الشفقة.

واختتم بالقول: "ثقوا بالمجلس وقيادته ولا تلتفتوا لدعاية حكومة تتصارع على منصات التواصل الاجتماعي، وتذكروا بأن المجلس بحكمته وحنكته هو من أوصلها إلى هذا الحال من الشتات والتشرذم والصياح".