تنصيص الذات..

قمر في الظل

إسهامات ملموسة في الواقع الثقافي

صدام الشيباني

عرف القارئ للأدب اليمني ونقده مستويات عدة لتحليل هذا الأدب، خاصة في العقد الأخير، الذي انشطر على مدارس ونماذج ومناهج عملت على تفكيك المعنى الأدبي بما فيه من عناصر ورموز تحولت بفعل المثاقفة والاطلاع إلى سجال نقدي بين المدارس أثرى تحليل الخطاب، وقد عزز هذا ظهور كتب نقدية ذات طابع أكاديمي درست ظواهر الأدب وحولتها إلى طرائق تعليمية، دون العودة إلى مستوى ما ينتج محلياً من أدب وثقافة.
وهو في الحقيقة فصام ثقافي بين النص ونقده، نشأ بسبب الفصام القائم بين النخبة المثقفة، نخبة الدرس الجامعي، ونخبة المقيل الأدبي، وهذا بدوره انعكس على الخطاب النقدي، ومكانته الحقيقية في تغيير الواقع الأدبي الثقافي في ظل أنظمة ثقافية تصنف، وتقصي وتلغي، إذا رأت أن هناك أفكاراً تسعى إلى بلورة نفسها في مشاريع ثقافية حقيقية.
وقد شهد الخطاب النقدي في اليمن مركزية شديدة، مرت عبرها النصوص، وقومت. بعض هذا الخطاب احتكم للمعيارية والموضوعية، وبعضه ظل مرتبطاً بذات الناقد التي قربت إليها من أرادت، وأقصت من أرادت بسبب قضايا غير موضوعية تحكمت بالمشهد الثقافي.
والملاحظ للخطاب النقدي غير الأكاديمي يميز ما قدم من درس للأدب وشخوصه في العقد الماضي وأخص عقد التسعينيات وما شارفه في العشر السنوات الأولى من الألفينيات، فقد اهتم دارسون بهذا الجيل وقدموا نقداً بحجم تلك المرحلة، وقد برز الشاعر والناقد علوان مهدي الجيلاني كغيره من هذا الجيل، في تقديم رؤى، ودراسات، ومقالات، أسهمت في إعطاء فكرة متكاملة عن مرحلة شغلتنا كثيراً في مستوى وعيها، سلباً وإيجاباً.
قرأ علوان الجيلاني جيل التسعينيات قراءة عميقة مستوعباً التحولات الفكرية وآفاق الكتابة الإبداعية لكل أديب، ومبتعداً (عن الهرطقة النقدية في الريادة) التي خاض فيها مسطحو الرؤى، وصغيرو العقول، لكننا في قراءتنا هذه سنقف مع خطاب الناقد علوان الجيلاني النقدي، لنخرج منه حجم المسئولية النقدية، التي كرسها الجيلاني في التفاعل مع قضايا الإبداع والثقافة في اليمن من خلال كتابه النقدي الموسوم بـ "قمر في الظل" قراءات في تجارب رواد الإبداع والثقافة في اليمن، وفيه قدم شخصيات ثقافية لها إسهامات ملموسة في الواقع الثقافي، وهو الجيل الذي ضحى كثيراً في سبيل خروج اليمن من نفقها المظلم إلى عالم مفتوح الآفاق (كما كان يحلم).

كتاب "قمر في الظل" يمثل مساءلة حقيقية للأدوار الثقافية التي قامت بها النخبة، وأقصد جيل الثورة اليمنية، ومساءلة للحالة الثقافية الراهنة، ومساءلة للخطاب النقدي اليمني، بما فيه خطاب الجيلاني

أولاً: العنوان
يمثل العنوان العتبة - كما يرى جينيت - للدخول إلى شبكة المعنى في النص، وعنوان الكتاب "قمر في الظل" يمثل المركزية المقصودة، التي أراد الناقد أن يبنيها بعيداً عن التصورات المسبقة التي رسمتها الثقافة الرسمية المهيمنة في اليمن، هذا التمثيل يمر عبر المركز لإنشاء مركز آخر ثقافي ذي أسس نقدية، بخلاف المركز الذي نشأ بفعل التوجه السياسي للثقافة، فـ (قمر) مفرد أقمار، وهذه الأقمار حاضرة، لكن هذا (القمر) - في الظل - أي أنه يعاني تهميشاً مقصوداً، وجاء نكرة في العنوان، ليتسنى للناقد تعريفه، من خلال التعريف به في القراءة، وقد تم ذلك، فالمركز الثقافي المسيس هو الذي يصنع الأقمار ويرعاها، وقمر الجيلاني كان غائباً، في الهامش، وقد عمل على إبرازه ليمارس الحضور المطلوب، فحضر أقمار تهامة المقصيين في المركز الثقافي النقدي الذي بناه خطاب النقد لدى الجيلاني.
والملاحظ أن خطاب النقد عمل على إحضار الشخصية (صالح عباس) ذاتاً مناضلة، قدمت عملياً أعمالاً جمة، وهو خطاب إشهاري، ليعلن عن ذات، في ثلاث صفحات فقط، ولم يتناول أي دراسة لخطاب أدبي أو ثقافي في إطار قراءة (تجربة حياة) وليس تجربة إبداع أو كتابة، وهذا يدل على أن خطاب الجيلاني النقدي لا يقف عند مستوى الأدب، بل يتعداه إلى الحياة العامة التي تقدم أكثر من الخطاب الثقافي.
إذ ارتكز الخطاب النقدي على فكر (القراءات) في تجارب رواد، وهي صيغ جمعية تبين التعدد في خطاب النقد، قراءات (جمع قراءة) قراءة مناسباتية، وقراءة تأملية، وقراءة إشهارية..... إلخ، والتجارب في الكتاب متعددة بين النضال الوطني، والعمل الثقافي، والكتابة الإبداعية، وكلها في نظر الجيلاني إبداع ملموس يستحق التقدير والدراسة والإشارة إليه، وفي هذه الصيغة الجمعية نجاة من المساءلة الإجرائية والاتهامية التي قد تطاله بفعل ممارسة المنهج النقدي في تأليفه، وهو ما سيخضع له عاجلاً أم آجلاً. ومع هذا آثر آلية (المقاربة والاقتراب) ليبين موقفه من خطابه النقدي، وهو موقف (انحياز) لهذه الأقمار، كما رأى ذلك بسبب الإقصاء لها في الفترة الماضية.
ثانياً: المستوى النقدي
يقف الناقد في مستوى النقد الثقافي الذي يهتم بدراسة الأوضاع الثقافية للخطاب، والقضايا المتعلقة فيه، كما فعل إدوارد سعيد، وهومي يابا، ففي نسقه الظاهر يهتم بالشخصيات التي أثرت في المشهد الثقافي والسياسي، ولكنها أقصيت بفعل السياسي، وقام الناقد بحجز موقع لها في خطابه وإظهارها مرة أخرى وفي نسقه المضمر، أو (المخفي) فقد انتصر للثقافة الهامشية التي صادرتها مركزية صنعاء، وهي (الثقافة التهامية) الأصلية، من خلال استخدام تقنية التمثيل الثقافي، سواء في الخطاب الشعري أو الثقافي بكل فنونه، بما في ذلك هذا الخطاب النقدي الذي أخذ يحجز له موقعاً في الثقافة المركزية في صنعاء، وهو خطاب مقاوم يسعى للبقاء في المركز بجانب الأقمار التي تشع نوراً.
والغالب أنه حضرت الشخصيات (الأقمار) وتوارت خلف السردية التي قصدها الناقد وغابت النصوص الشاهدة، إلا ما تمثل بموقف أو ملمح أراد الناقد تأكيده، وهذه مفارقة قصدها الناقد، أي أن يقدم الشخصية على أعمالها، وهو إعلان الموقف المسبق من الأديب أو المثقف، ولا يدع العمل وحده يقدم الشخصية كما هو المألوف في النقد والتحليل.
يؤخذ على المستوى النقدي في الكتاب أن المناسباتية النقدية حضرت في العديد من المقالات. مناسبة الموت أو التذكير، وليس الكتابة ضمن المشروع المتكامل؛ لأن المناسباتية تجتزئ الأدب والثقافة في مشاهد ومواقف صغيرة، بين الناقد والمكتوب عنه، خاصة عندما تكون المشاعر هي الدافع الحقيقي للكتابة، في حين أن الفكر النقدي إجراء عقلي لا يخضع للعواطف. أما فكر المقالة النقدية فقد خضع للنسق الإخباري، فكرة التراجم، كما في تقديم الشاعر جحاف، والأستاذ العفيف، والأستاذ هاشم علي. أو النسق المعرفي النقدي، كما في دراسة بعض شعر البردوني والمقالح، وعبدالفتاح إسماعيل، وعلي عبدالعزيز نصر. وغلب عليها الطابع الشفاهي الذي راعى حجم الدراسة والتلقي لها، أي أن الجمهور لا يستطيع أن يمكث ساعات لسماع قراءة نقدية، وهذا ما يعلل الاختزالية في مقالات الكتاب.
إن الفكر المقالي غالباً ما يتجنب التنظير؛ لأن المقصود في الأمر تقديم خطاب تطبيقي، يقف على أهم المرتكزات الفكرية في النص ولا يتوسع في شرح ذلك، وهذا ما وجدناه في الكتاب، وقد توسع في إحدى القراءات التي غلب فيها قراءة الخطاب على سواها، وذلك بدراسته لمصطلحي التشطير والتخميس في البلاغة العربية، وتحويل المصطلح إلى الحقل النقدي. وهذه ميزة نقدية تفردت بها مقالة (شغف المسمع.. في تجربة عبدالرحمن بكيرة) إذ انطلق من تحليل اللغة ليصل إلى المعاني المقصودة.
وعلى صعيد آخر حضرت الذات الناقدة في الخطاب النقدي تعلن عن مركزيتها في التفاعل الاجتماعي والثقافي القائم بين الناقد والآخرين.. كما في: "لم أجد كلاماً أرد به غير الدمع، وأنا أسمع على الجانب الآخر من الهاتف صوت أخي الشيخ محمد.. يبلغني بالنبأ الأليم". 
أو في مقال نقدي آخر: "وأردف الحضراني: لقد قبروه قبل قليل.. ولكنني لم أعرف ماذا أقول.. ولاكيف أجيب؟ كان الخبر أكثرية وأنا أقلية مستضعفة".
يقوم الخطاب النقدي هنا على الانطباعية التي تحددها الأدوار الاجتماعية في التفاعل، وهذه الانطباعية تحضر الذات حضوراً مباشراً في ثنايا الخطاب، وتعكس الرغبة التي من أجلها أصبح الخطاب نقداً. وهذا ما يتحاشى الوقوع فيه النقد الحديث. أي الابتعاد عن الأحكام الانطباعية التي تدرس الخطاب.
كذلك تعلن الذات الناقدة عن ثقافتها الواسعة في التعامل مع التجارب الإبداعية المختلفة في تحول المواقف والمشاهد إلى نصوص موازية بإمكانها أن تقرأ مع النصوص الأساسية، أو تبين بعض المعاني فيها. إذ يستفاد من هذه الأساليب الكتابية عندما يلجأ النقاد إلى البيئة في توظيف أفكار تستطيع تحليل نصوص إبداعهم المرتبط ببيئتهم، لكنه ليس كل ما يكتب مفيد لهذه الدراسات.

ثالثاً: المنهج النقدي
يقف الجيلاني الموقف نفسه الذي يقف فيه الشاعر عبدالله البردوني في النظر إلى تحليل النص الأدبي، وهو عدم الاتكاء على منهج بعينه، وهي نظرة عامة يعتمدها كثير من الأدباء الذين خارج الدرس الأكاديمي، وهذا ما يورده الجيلاني في خطابه عن البردوني بقوله: "أما أهم ميزات ومشاكل البردوني في كتاباته النقدية والفكرية بشكل عام فقد كانت تنبع من موسوعيته بوصفها ميزة لا يجاريه فيها أحد من مجايليه.. ومن لا منهجيته بوصفها أهم ما كان يترتب على موسوعيته التي كانت أحياناً تجعله يغرق في الاستعانة بالأشباه والنظائر".
يبدو أن هذه المقولة تحكمت في خطاب الجيلاني؛ لأن منهج المقاربة جاء فضفاضاً يتسع لكل حركات اللغة، ولم يحصره في زوايا وإجراءات محددة، وقد فتح هذا المنهج الباب على مصراعيه أمام التاريخ ليسيطر على الشخصيات وعلى القراءة، وفي الاقتراب ببعده الصوفي تحديد موقع من الهالة الكبيرة، وهذا يحتاج معرفة أشمل من الهالة المدروسة، وقد أبان الخطاب النقدي عن ذلك.
تحكم نسق التقديم والإشهار على الخطاب النقدي الجيلاني، وقد لزم ذلك أن يخضع للفكرة المباشرة التي يستمدها من الشخصية المدروسة، أو مبررات المقالة النقدية، وقد كان يغلب إشهار الشخصية على محتواها ومستواها الفكري والثقافي، فهو لم يحدد منهجاً نقدياً محدداً، من أول مقالة إلى آخر مقالة, بل تنقل بين الرؤى والإجراءات والآليات، بعضها لغوية صرفة، وبعضها بسياقها الثقافي، وبعضها بسياقها الاجتماعي، مع الإفادة من بعض مقولات النقاد الغربيين (جارودي، وكرستيفا) مثل التناص وغيره، وهذا يدل على المواكبة في استيعاب المناهج النقدية لكنه لا يطبقها بحذافيرها.
ومع هذا كان يدرك المنطلق النقدي واتجاهاته، خاصة في تشخيص نقد الناقد عبدالرحمن الأهدل في قوله: "صار يمارس نقداً غير مؤدلج، ولكنه يستفيد من المناهج النقدية المختلفة.. يستفيد من البنيوية.. مثلاً اهتمامها بالجوانب التقنية والفنية وطرق تعاملها مع اللغة، ولكنه يرى أن عزل النص عن محيطه ورفض انتمائه لكاتبه عيب مرفوض".
من خلال ما سبق ندرك أن الجيلاني على معرفة تامة بالنظريات النقدية الحديثة، ونظريات تحليل الخطاب الأيديولوجي، وقد وضع عبدالرحمن الأهدل في الموقع الذي يراه من خلال تحليله، ولكنه – أي الجيلاني - هرب من النقد الأيديولوجي حتى لا تتحكم فيه القيود الفكرية، وتجعله تابعاً لها، لا يستطيع الفكاك من مصطلحاتها.
إن الاهتمام بالثقافي في دراسة لا تخضع للرقابة الصارمة؛ إذ ليس كل ما في الثقافي يدخل في إطار الأيديولوجيات؛ لأن مجال الثقافة واسع، وهو نوع من ممارسة الحرية النقدية، بعيداً عن التصنيف، ويبدو لي أن موقف غرامشي في المثقف العضوي يظهر في اختيار شخصيات الكتاب المدروسة من قبل الناقد؛ لأن ما ظهر من الدراسة هو حضور المرء وتفاعله مع قضايا مجتمعه بعيداً عن الضجيج الإعلامي.
رابعاً: تنصيص الذات
يختلف "قمر في الظل" عن غيره من الكتب النقدية اليمنية في خاصيتين: 
الأولى: الكتابة عن الهامش الإبداعي، وتسليط الضوء عليه لكي يحظى بالقراءة والاهتمام.
والثانية: الاهتمام بالنص الموازي وجعله مركزاً في قراءة شخصيات الحياة الثقافية والسياسية في اليمن؛ إذ كاشف الناقد نفسه، ورأى أن مسؤوليته النقدية تتجلى في نصرة من يستحق النصرة، خاصة الذين قدموا أرواحهم وضحوا بلقمة عيشهم من أجل النهوض بهذا البلد.
لا يتخفى الناقد خلف المقولات النقدية في دراسة الأدب، بل يلجأ إلى ما قامت به الشخصية من أدوار اجتماعية، مثل النضال، والمقاومة، والمواجهة للاستبداد والتسلط بكافة أشكاله، مركزاً على نسق الفعل وصيرورته في الحياة إلى سلوكيات لها مرجعية فكرية تسهم في التغيير.. مثل الشحاري، وعبدالفتاح إسماعيل.. وغيرهما.
وقد هيمن نسق الفعل النضالي في إنتاج الخطاب النقدي، وهذا ما جعل الصيغة السردية في توثيق الحدث أظهر من القدرة التحليلية للمواقف والأفعال، وهذه السردية خاصية نقدية سعت إلى تكوين عناصر الترميز (الأفعال) حتى تصبح الشخصية رمزاً وطنياً بكل مقومات الترميز.
إذ تتحول سلوكيات الشخصية إلى نص، عبر آلية التوثيق، وهو المقصود بالتنصيص - أي تتحول السلوكيات إلى ثقافة شخصية - تحملها “ذات قومية” هذه الذات تتشكل وتتبلور بالكتابة النقدية، ويجعلها الناقد خاضعة للنقد والمساءلة والمراجعة، وإن قد أحاطها الجيلاني بهالة قداسة، فالكتابة تولد الكتابة، وتنسج النصية التي يريدها خطاب النقد.
والملاحظ أن هذا التنصيص تعلق بشعرنة الذات كما فعل مع البردوني والأهدل، وأيوب، وصالح عباس، إذ ركز على السمات الشخصية الثقافية البارزة باختصار غير قابل للإطناب، وقد يعتبر آخرون هذا التقديم مخلاً بتقديم مثل هذه الشخصيات، لكن أرى أن سمة التكثيف اللغوي أعطتنا صورة مبسطة وموضحة بعيداً عن الإسهاب، حتى يكون استيعابها ذا طابع أيقوني.
أخيراً.. يمثل كتاب "قمر في الظل" مساءلة حقيقية للأدوار الثقافية التي قامت بها النخبة، وأقصد جيل الثورة اليمنية، ومساءلة للحالة الثقافية الراهنة، ومساءلة للخطاب النقدي اليمني، بما فيه خطاب الجيلاني، وذلك لامتزاج النسق السياسي بالخطاب النقدي، ولا يمكن الهرب من ذلك، فكاتب خطاب النقد إما أن يكون مهادناً، وإما أن يكون مواجهاً. وفي هذا الخطاب مواجهة غير معلنة تخفت وراء تقديم الشخصيات.
لقد شغلتني خاصية التقديم والتقييم في قراءتي لخطاب الجيلاني النقدي، تاركاً تتبع العثرات والزلات للمغرمين بها.
آمل أن أكون قد وفقت في قراءة هذا الخطاب. وآمل أن أرى خطاب الجيلاني النقدي خطاباً مؤسساً لحداثة نقدية، فهو – أي الجيلاني- القادر على الارتفاع بخطابه إلى مصاف الخطابات الجادة، والقادر على بقائه في المستوى الثقافي الذي يروق له.