حلفاء الدوحة يطوون ملف احدث عملية اغتيال سياسية..

تقرير: "هادي أم الأحمر".. من يشرعن للإخوان في مدينة تعز اليمنية؟

يبدو ان ملف قضية اغتيال العميد عدنان الحمادي قد اغلق بقرار تعيين الشمساني - ارشيف

مراسلون
مراسلو صحيفة اليوم الثامن

طوى قرار تعيين أصدرته الرئاسة اليمنية المقيمة في منفى اختيار، والتي يتحكم فيها تنظيم الإخوان الممول من قطر وتركيا، واحد من أبرز ملفات الاغتيالات السياسية، على وقع احداث عسكرية في جنوبي مدينة تعز التي تشهد اضطرابات بينت مشاريع عدة منذ خمس سنوات.

وقالت وسائل إعلام حكومية ان الرئيس اليمني المؤقت عبدربه منصور هادي عين قائدا عسكريا من تنظيم الإخوان لـ(اللواء 35 مدرع) خلفا للعميد عدنان الحمادي الذي اغتيال برصاص مسلحين تقول تحقيقات انهم من الإخوان.

المعين خلفا للحمادي، هو العميد عبدالرحمن الشمساني، ينتمي إلى تنظيم الإخوان، وعقب قرار التعيين حاول مسلحون اغتيال ضابط رفيع في اللواء 35 مدرع هو العميد مروان البرح والذي نجأ بأعجوبة وقتل وجرح ثلاثة من مرافقيه.

وقالت مصادر عسكرية لـ(اليوم الثامن) "إن مليشيات الحشد الشعبي اقتربت بشكل كبير من السيطرة على اللواء، بشراء ذمم بعض القيادات والضباط وتهديد الرافضين بالاغتيالات".

وطالب مصدر عسكري في اللواء – تحدث لمراسلنا – التحالف العربي بالتدخل لوضع حد لمخططات الإخوان الرامية إلى اسقاط الحجرية والتوغل صوب ميناء المخأ".

ووصف المصدر قرار تعيين عبدالرحمن الشمساني، بأنه جاء بتوجيه ورغبة من الجنرال الأحمر، بضرورة السيرة على التربة واللواء 35 مدرع، بعد فشل ميليشيات مأرب في احداث اختراق في أبين، وهو ما دفع نائب الرئيس اليمني إلى اللعب بالورقة الأخرى، ميليشيات الحشد الشعبي في تعز، والتي يزعم المصدر انها مكلفة بالتوغل صوب المخأ وعدن وباب المندب.

وأبدت الناشطة السياسية بشرى المقطري استغرابها من توقيت قرار الرئيس هادي بتعيين الشمساني قائدا للواء 35 مدرع بمحافظة تعز خلفا للشهيد العميد الركن عدنان الحمادي، والذي جاء متزامنا مع الأحداث التي تشهدها منطقة التربة، معتبرة القرار "شرعنة" لوجود قوات الإصلاح في التربة.

وتساءلت المقطري "ماذا يعني تعيين قائد للواء 35 مدرع بعد أكثر من ثمانية أشهر من اغتيال الحمادي؟! وتزامنا مع أحداث التربة، ونجاح القوات للتابعة للإصلاح في السيطرة على مواقع في جبل صبران".

وأضافت: "يعني أن الإصلاح كسب هذه الجولة، بتعيين الشمساني، ويستطيع شرعنة وجوده عسكريا في التربة، سواء تم تعيين الشمساني كخيار توافقي لتهدئة الصراع في التربة بين بقايا اللواء وخصوم الإصلاح أو من خلال مراكز القوى العسكرية في جناح الشرعية".

الصراع في تعز كبرى مدن اليمن الشمالي والأكثر تعدادا للسكان، في تصاعد منذ خمسة أعوام، بعد ان تحولت المدينة إلى ساحة صراع متعددة المشاريع والألوان، فالحوثيون الموالون لإيران يحاصرون المدينة منذ العام 2014م، غيرها ان السنوات الثلاثة الأخيرة، كشفت عن مشروع قريب للحوثيين والمتمثل في تنظيم الإخوان الموالي لقطر، والذي نجح في حرف مسار الحرب في المدينة، كما فعل في العديد من الجبهات ومنها جبهات مأرب والجوف.

لم تكن الازمة الخليجية العام 2017م، السبب في انحراف حلفاء الدوحة المحليين وانضمامهم إلى مشروع الانقلاب الحوثي الذي تموله إيران، فأجندة التنظيم المرتهن لقطر، سبق له ودخل في تحالفات مع المليشيات الحوثية منذ ما قبل اسقاط العاصمة اليمنية صنعاء في سبتمبر 2014م، من توقيع اتفاقية السلام والتعايش في صعدة واتفاق السلم والشراكة في صنعاء.

في أواخر العام المنصرم، أخذ الوضع في تعز منعطفا خطيرا، بدأ بحرب خاضتها مليشيات الحشد الشعبي ضد قوات الجيش وحلفاء محليين يقاومون الحوثي، تطور إلى اغتيال قائد اللواء 35 مدرع العميد عدنان الحمادي، وهي الواقعة التي تؤكد التحقيقات ضلوع قيادي إخواني بارز في التخطيط لعملية الاغتيال تلك.

عملية الاغتيال هذه شكلت لها حكومة اليمن المؤقتة التي يتحكم فيها الإخوان لجنة، بهدف تمييعها وهو ما حصل بالفعل بتنصيب خليفة للحمادي، من التنظيم، في تأكيد على مواصلة مساعي السيطرة على الريف الجنوبي لتعز، وطي ملف قضية الاغتيال الشهيرة.