"حكومة هادي بين خيارين"..

تقرير: "رواتب الجيش الجنوبي".. ورقة ابتزاز يمنية أم سعودية؟

منتسبو الجيش الجنوبي يتظاهرون امام مقر قيادة التحالف العربي للمطالبة بصرف رواتبهم - ارشيف

نصر محسن
كاتب صحافي متعاون مع صحيفة اليوم الثامن

وضع بيان أصدرته الإدارة الذاتية للجنوب، حكومة الرئيس اليمني المؤقت عبدربه منصور هادي، بين خياري دفع مرتبات منتسبي الجيش والأمن الجنوبي، او الاستمرار في سياسة التنصل حيال ذلك، واستغلال الرواتب كورقة ابتزاز ضد عدن التي حققت الانتصار الوحيد على ميليشيات الحوثي الموالية لإيران، بغية تحقيق تلك الحكومة مكاسب سياسية.

ويعاني منتسبو الأجهزة الأمنية والعسكرية من انقطاع متواصل لمرتباتهم منذ سنوات، وسط تأكيدات على فساد مستشري في الحكومة اليمنية المقيمة في المنفى والتي تصادر رواتب العسكريين او جزءً منها، وهو الأمر الذي انعكس سلبا على الحكومة التي تقلص نفوذها وأصبحت تخطب ود انقرة على أمل ان تتدخل عسكريا لإنعاش قواتها المنكسرة في الكثير من الجبهات.

وعقدت الإدارة الذاتية للجنوب اجتماعا استثنائيا مع القيادات العسكرية والأمنية الجنوبية لتدارس ما آلت إليه الأوضاع بسبب تعنت الحكومة اليمنية في صرف المرتبات.

وقالت الإدارة الذاتية للجنوب – في بيان حصلت صحيفة اليوم الثامن على نسخة منه – " إن الحكومة اليمنية مصرة على عدم صرف مرتبات منتسبي القوات المسلحة والأمن الجنوبية كحق مشروع".. مؤكدة ان "تعنت الحكومة اليمنية سلوك مشين وغير إنساني تجاه فئة مهمة من الشعب صنعت الانتصارات وكان لها دور حاسم في التحرير".

وقال البيا "إن ما يحزّ في النفس أن يلجأ منتسبو الجيش والأمن إلى إقامة خيام للاعتصام أمام بوابة معسكر التحالف دون أن يحرك ذلك ضمائر الحكومة اليمنية في إطلاق مرتباتهم".

ودعت الإدارة الذاتية للجنوب الحكومة اليمنية إلى تغليب لغة العقل والمنطق والقانون في إطلاق المرتبات التي تسلمت شيكاتها وكذا صرف بقية المرتبات المتخلفة".

وقال البيان "إن لم يتم صرف المرتبات فإن الإدارة الذاتية وانطلاقاً من مسؤوليتها وواجبها ستتخذ ما يلزم من التدابير لحصول منتسبي القوات المسلحة والأمن على حقهم كاملاً غير منقوص".

وقوبل بيان الإدارة الذاتية بترحيب واسع من قيادة الجيش الجنوبي، حيث رحب مدير دائرة التوجيه المعنوي للجيش والمقاومة الجنوبية العميد ركن علي منصور أحمد الوليدي بالبيان الصادر عن الادارة الذاتية.

وقال الوليدي في تصريح صحفي "إن قرار وموقف الإدارة الذاتية للجنوب كان شجاعاً، وقوي الارادة ونبيل الانسانية وكفوء المسؤولية الوطنية".

وأعلن الوليدي ترحيبه بما وصفها بـ"الإشارات الطيبة التي وردت في بيان الادارة الذاتية فيما يتعلق بموقفهم تجاه مطالب اعتصام العسكريين والأمنين، ونعتبرها خطوة جبارة تستحق الاحترام".

وأقر الصحافي المنتمي إلى جماعة إخوان السعودية بدر القحطاني بسياسة التجويع التي تمارس بحق الجنوبيين، مبررا ان ذلك الهدف منه ممارسة ضغوطا على الجنوب".

وقال القحطاني المقرب من اللجنة الخاصة السعودية والسفير لدى اليمن محمد آل الجابر " تأخر صرف رواتب العسكريين ورجال الأمن والموظفين المدنيين في المناطق اليمنية المحررة سببه التأخر في تنفيذ اتفاق الرياض والإجراءات الأحادية التي لا تسير وفق نصوص الاتفاق... والنتيجة يتحملها المواطن البسيط"؛ في اعتراف بمنع الرواتب عن الناس في الجنوب لمحاولة تأليب الشارع ضد المجلس الانتقالي الجنوبي.

ووصف الاكاديمي والصحافي الجنوبي صلاح بن لغبر تصريحات القحطاني بالخطيرة جدا.

وقال عن القحطاني "من موظف اللجنة وبصريح العبارة، وقف رواتب الناس للمساومة وابتزار المواقف السياسية، بدون حياء يقولها إما تنفيذ أرادة فاسدي اللجنة وحلفائها من الاخوان، أو معاقبة المواطنين وقطع أرزاقهم".

وقال "كلام هذا الموظف عبر عن موقف ولم يقل إنه راي او قراءة".

وأضاف بن لغبر "لا أعتقد بأي حال أن القيادة العليا في المملكة ترضى بالابتزاز الرخيص الذي تمارسه هذه الأدوات الصغيرة المسؤولة عن الملف".

من ناحيته، قال السياسي الجنوبي أحمد الصالح العولقي، "ربما تنجح سياسة التركيع بالتجويع في مكان ما من العالم.

وأضاف الصالح "لكنها لم ولن تنجح في بلادنا، بل على العكس تماما فحرب التجويع وقوت الغلاب تلملم الصفوف وتوحد الكيانات في مواجهة من يستخدم سلطاته ضد الشعب أيا كانت صفته ورتبته".