محاولة يائسة لدفع الإدارة الأميركية تنفيس الضغوط الاقتصادية عليها..

السلطات الإيرانية تسعى لمقاضاة الولايات المتحدة لاعتراضها طائرة مدنية

إيران تخوض حربا نفسية مع المعسكر الإقليمي الدولي

طهران

تتحرك السلطات الإيرانية لمقاضاة الولايات المتحدة في اتهامات موجهة لها بـ"التحرش" بطائرة مدنية تابعة للجمهورية الإسلامية، ما تسبب في حادث خلف إصابات طفيفة لدى بعض الركاب، في خطوة من شئنها أن تفاقم التوتر بين واشنطن وطهران التي تأمل من الإدارة الأميركية في أن تخفف عنها وطأة العقوبات التي وضعت الاقتصاد الإيراني على حافة الانهيار.

ويبدو أن طهران تسعى لاستغلال هذا الحادث في محاولة يائسة للي ذراع واشنطن لتنفيس الضغط الأميركي على الاقتصاد الإيراني المنهار بسبب تراكم الازمات في السنوات الأخيرة.

وعرض القضاء الإيراني السبت على الركاب الذين كانوا على متن طائرة إيرانية، أكدت الولايات المتحدة أن مقاتلتين تابعتين لها اعترضتاها، رفع دعوى قضائية ضد واشنطن لتعريضها حياتهم للخطر.

واقتربت المقاتلتان الأميركيتان بدرجة خطيرة من الطائرة التابعة لخطوط "ماهان" في أجواء سوريا الخميس، وفق ما أفادت السلطات الإيرانية، ما اضطر الطيار لاتّخاذ اجراءات طارئة وتسبب بالتالي بإصابة بعض الركاب بجروح.

وأصرّت القيادة المركزية الأميركية في الشرق الأوسط (سينتكوم) في بيان على أنها نفّذت "عملية اعتراض مهنية، تمّت بشكل يتوافق مع المعايير الدولية".

وهي الحادثة الأخيرة في سلسلة من الحوادث بين طهران وواشنطن منذ انسحب الرئيس الأميركي دونالد ترامب في 2018 من الاتفاق النووي المبرم بين الدول الكبرى وإيران وأعاد فرض العقوبات الاقتصادية على الجمهورية الإسلامية.

ونقل موقع 'ميزان أونلاين' المرتبط بالسلطة القضائية عن نائب رئيس القضاء الإيراني علي باقري كني قوله، إن "الممرات الجوية مخصصة للطائرات المدنية، وبالتالي تعني خطوة دخول مقاتلات سينتكوم هذا الممر تعريض النقل الجوي الدولي إلى الخطر".

وأضاف "شكّل ذلك انتهاكا واضحا للقوانين الدولية وتهديدا واضحا لحق الحياة بالنسبة للمواطنين ولذا فيمكن للهيئات الدولية متابعته".

وأفاد باقري كني أنه بإمكان جميع الركاب الذين كانوا على متن الرحلة المتوجهة من طهران إلى بيروت أن يرفعوا دعاوى قضائية ضد "القيادة العسكرية الأميركية الإرهابية وغيرها من المتورطين" أمام المحاكم الإيرانية للمطالبة بـ"تعويضات نفسية ومادية".

وقال إنه من الممكن متابعة الإجراءات القانونية عبر منظمة الطيران المدني الدولي ومحكمة العدل الدولية.

وأعلنت إيران الجمعة أنها تقدّمت بشكوى لدى منظمة الطيران المدني الدولي وتنوي رفع رسالة احتجاج إلى مجلس الأمن الدولي والأمين العام للأمم المتحدة.

وجاءت الحادثة بعد نحو شهر على دعوة إيران الشرطة الدولية 'إنتربول' للمساعدة في توقيف الرئيس الأميركي دونالد ترامب و35 مسؤولا أميركيا آخرين على خلفية عملية قتل الجنرال قاسم سليماني بضربة نفذتها طائرة مسيرة في بغداد مطلع العام.

وردت الجمهورية الإسلامية بعد أيام على عملية اغتيال سليماني عبر إطلاق وابل من الصواريخ التي استهدفت القوات الأميركية المتمركزة في العراق، لكن ترامب اختار عدم الرد عسكريا على الهجوم، فيما لا تزال طهران تتوعد بضربة أكبر انتقاما لمقتل سليماني.

وبينما لم يتسبب الهجوم الذي استهدف قاعدة عين الأسد في غرب العراق بمقتل جنود أميركيين، إلا أن العشرات منهم تعرّضوا لارتجاج في الدماغ.

ويذكر أن طهران طالبت مرارا الإدارة الأميركية بتخفيف العقوبات عليها خصوصا بعد تفشي فيروس كورونا وتضاعف الضغوط الاقتصادية، لكن واشنطن صرحت أن تفشي الوباء لن يخفف العقوبات على إيران طالما أنها مستمرة في انتهاج ممارسات مزعزع لاستقرار المنطقة.

وأقر مسؤولون إيرانيون بأن العقوبات الأميركية قصمت ظهر الاقتصاد الإيراني في اعتراف يوجه ضربة لسياسة المكابرة والعناد التي تنتهجها طهران في مغالطة الرأي العام المحلي وفي الحرب النفسية مع المعسكر الاقليمي والدولي المناوئ لممارساتها وأنشطتها المزعزعة للاستقرار في المنطقة.

ولا يختلف اثنان في أن إيران تمر بأصعب ظرف سياسي واقتصادي في تاريخها بعد أن ضيقت عليها واشنطن الخناق بعقوبات قاسية تسببت في أسوأ أزمة اقتصادية بالبلاد، تراكمت بعد انتشار كورونا.