الأزمة الليبية والخط الاحمر..

تقرير: سياسية "أردوغان" التوسعية.. إلى أين تقود تركيا وقطر؟

يجر اردوغان حليفه تميم بن حمد إلى معركة الهلاك الأخير في طرابلس - ارشيف

فريق الابحاث والدراسات
فريق البحوث والدراسات في مؤسسة اليوم الثامن للإعلام والدراسات

قالت صحيفة البيان الإماراتية إن "ليبيا التي يريدها رجب طيب أردوغان ساحة حرب لتصدير أزماته، وحديقة خلفية لتمرير مؤامراته على الأمة، لن تكون أبداً كذلك، بل إنها ستكتب السطر الأخير في نهايته".

وذكرت الصحيفة في افتتاحيتها الجمعة "ان أنقرة تجني الخيبات يوماً بعد آخر على الساحة الليبية، فها هي قوات الجيش الوطني الليبي، بقيادة المشير خليفة حفتر، تقف لها ولمرتزقتها بالمرصاد".

وبحسب الصحيفة، يتضح ذلك جلياً من حجم الاستعداد القتالي والروح العالية لهذه القوات، ووقوفها على أتمّ الجاهزية للتصدي لأي مغامرة تركية.

هذا التحدّي جعل أردوغان هذا ومرتزقته يتخذون خطوة إلى الخلف بعد سيل من التصريحات الجوفاء والتهديد والوعيد، وعليه لم يتجرأوا على خرق «الخط الأحمر»، الذي وضعته لهم القوات المسلحة المصرية، والمتمثل في عدم الاقتراب من محور «الجفرة سرت».

وخوفاً من العواقب ومما ينتظر تركيا ودورها في ليبيا، تقول الصحيفة ان أردوغان لجأ إلى عواصم، لم ترَ وجهه القبيح بعد، طالباً الضغط على الجيش الوطني الليبي من أجل جعل سرت «منطقة منزوعة السلاح».

يأتي ذلك لأنه يعلم علم اليقين أن مشاريعه في ليبيا إلى فشل ذريع، وأن ما خطط له ذهب أدراج الرياح بفعل الرفض الليبي القاطع لتتريك البلاد وجعلها تحت الوصاية «العثمانية».

وأكدت البيان الإماراتية أن ليبيا ستبقى حرة عربية بشعبها الحر الأبيّ، وجيشها الوطني، وستسقط كل المشاريع الأردوغانية على أرض عمر المختار، وإن غداً لناظره قريب.

 

تركيا ونفوذها داخل ليبيا

وذكرت تقارير إخبارية ان "تمدد تركيا من نفوذها داخل ليبيا لتحقيق أجندة مصالحها الاستراتيجية والاقتصادية في المنطقة، فعبر زيارة وصفها البعض بالتصعيدية اجتمع وزير الدفاع التركي خلوصي آكار، ورئيس الأركان التركي يشار غولر، ووزير الدفاع القطري خالد العطية في العاصمة طرابلس في 17 أغسطس 2020 للقاء مسؤولي حكومة الوفاق الإرهابية، وقادة الميليشيات المدعومة عسكريًّا من أنقرة.

وفي ظل ما تشهده القضية الليبية من استقطاب لواشنطن التي كانت بعيدة لسنوات عن المشهد بما تحمله من رؤية جديدة لمستقبل سرت- إحدى نقطتي الخط الأحمر- تأتي الزيارة التركية القطرية لطرابلس كتصعيد لموقف مشترك يعري رغبة الطرفين في استمرار الانقسام السياسي بالبلاد؛ لخدمة مصالحهما التي يحققها على الأرض فائز السراج ورفاقه.

 

ماذا بعد؟

 

تترافق الزيارة الأخيرة مع تصاعد التقارير التي تتنبأ برغبة تركية في استبدال فائز السراج بوزير الداخلية فتحي باشاغا، كما أنها تتشابه مع اللقاء ذاته الذي وقع بنفس الشخصيات ومعهم وزير الداخلية في تركيا خلال 21 يوليو 2020، والذي خرجت بعده الترتيبات لتعيين باشاغا أو على الأقل التمهيد للاستغناء عن فائز السراج.

وبالتالي يطرح ذلك تساؤلًا جديدًا عن ماهية الترتيبات التي ناقشتها الأطراف خلال لقائهم الأخير في طرابلس، وماذا سينتج عنها على أرض الواقع؟ وهل سيؤثر ذلك على مستقبل سرت؟ ففي تقرير لروسيا اليوم أفادت الوكالة بأن وزيري الدفاع يبحثان مع حكومة الوفاق سبل تقديم مزيد من الدعم العسكري والأسلحة للميليشيات غرب سرت تمهيدًا لمحاولة الاقتراب منها.

في هذا الصدد، قال المحلل العسكري، سمير راغب في تصريح صحفي: إن زيارات آكار لطرابلس تحمل في طياتها مؤشرات لرغبة قوية في إشعال معركة بسرت، التي تمثل بوابة الهلال النفطي الليبي، واصفًا الزيارة المشابهة للأخيرة والتي حدثت في يوليو 2020 بأنها كانت لترتيب عسكري عظيم، وبالفعل  ظهر بعدها نشر القواعد الصاروخية لأنقرة، والتي دمرت بالكامل.

وأشار الباحث آنذاك أن انعدام الإعلان عن الزيارة وظهورها بشكل مفاجئ يعطي رسائل وإشارات واضحة حول معارك عسكرية يديرها أردوغان بصراحة في المنطقة، وتبرز مطامعه العثمانية في ليبيا.

 

القواعد العسكرية وتهديد أوروبا

 

ذكر تقرير لموقع روسيا اليوم في 17 أغسطس 2020 أن وزراء الدفاع يهدفون خلال زيارتهم الأخيرة لبحث الخطوات اللازمة لتأسيس قاعدة عسكرية بحرية لتركيا في مصراتة، إلى جانب دعم التأهيل لقاعدة الوطية الجوية في جنوب طرابلس، والتي سبق استهدافها، ما تسبب في تدمير منظومة الدفاع الصاروخية، بعد أن وضعتها أنقرة بساعات قليلة في مطلع يوليو 2020.

ويبقى ذلك مؤثرًا بشدة على مستقبل الشرق الأوسط وبالأخص وسط سيطرة الجماعة على الدول الحدودية الغربية لليبيا متمثلة في سيطرتهم على برلمان تونس، وما تمر به الجزائر من مرحلة سياسية انتقالية يختلط فيها المفاهيم، وتتحلل قبضة السلطة على التوجهات المارقة بشكل نسبي تحدده الخبرة السياسية للمجتمع.

كما أن ذلك من شأنه أن يهدد السلم الأوروبي لما تشكله ليبيا من بعد إقليمي لأصدقاء البحر الأبيض المتوسط من القارة العجوز، ما يطرح سؤالا عن قدرتهم لتحمل تبعات وجود قواعد عسكرية تركية، تهدد مصالحهم المباشرة، في ظل سيطرتها على أنابيب الغاز المارة من روسيا باتجاه القارة؛ ما سمح لأردوغان بالابتزاز السابق حول ملف المهاجرين وغيره من الملفات التي تقوض فرض عقوبات اقتصادية متشددة ضده حتى الآن.

علاوة على ما سبق، فإن قواعد تركية بحرية على المتوسط سيشعل حرب الغاز في المنطقة، ويهدد مصالح الأوروبيين، وتحديدًا اليونان وقبرص وإيطاليا وفرنسا وغيرهم في المستقبل القريب، في وسط سياسة توسعية مناوئة للأنظمة المعارضة.

-------------------------------

المصادر| المرجع وصحيفة البيان - تحرير اليوم الثامن