لقاء في الرياض يعقبه تصعيد جوي جديد على صنعاء..

تقرير: كيف تشكل عودة القوات الإماراتية أهمية استراتيجية للتحالف؟

القوات المسلحة الإماراتية كان له دور بارز في تحرير الجنوب واجزاء من اليمن الشمالي - ارشيف

فريق الابحاث والدراسات
فريق البحوث والدراسات في مؤسسة اليوم الثامن للإعلام والدراسات

التقى نائب رئيس هيئة الأركان العامة السعودي قائد القوات المشتركة المكلف الفريق الركن مطلق بن سالم الأزيمع، بمقر قيادة القوات المشتركة (السبت)، نائب القائد المشترك لعمليات رياح الغرب قائد القوات البرية الإماراتية اللواء الركن صالح بن محمد العامري؛ ذهبت تقارير صحافية إلى القول إن اللقاء يؤكد على عودة القوات المسلحة الإماراتية إلى الجنوب المحرر من الحوثيين، بعد ان غادرت العاصمة عدن في أكتوبر من العام الماضي، الأمر الذي يبدو واضحا ان "أكتوبر المقبل" قد يشهد العودة للقوات التي ساهمت في تحرير الجنوب من الحوثيين والتنظيمات الإرهابية التابعة لإخوان اليمن.

اقرأ المزيد من اليوم الثامن: تحليل: ما مستقبل "شرعية هادي" والإخوان وحظوظ الجنوب والحوثيين

وذكرت وكالة الأنباء السعودية (واس) أنه «جرى خلال اللقاء استعراض سير العمليات العسكرية والجهود المشتركة والمبذولة في العمليات الجارية لقوات التحالف العربي، في إطار التنسيقات المستمرة مع قيادة القوات المشتركة للتحالف، في ظل دعم القيادة المشتركة للتحالف لتحقيق الأهداف والتطلعات المنشودة بدعم الحكومة اليمنية الشرعية.

اعقب اللقاء الذي قوبل بترحيب واسع، عمليات عسكرية جوية نفذتها مقاتلات التحالف العربي على مواقع ومعسكرات الانقلابيين في العاصمة اليمنية صنعاء.

وقال سكان لمراسل صحيفة اليوم الثامن ان طيران التحالف العربي نفذ عدة غارات جوية على مواقع ميليشيات الحوثي، ومعسكرات يعتقد ان الحوثيين يخبؤون فيها أسلحة وصواريخ.

اقرأ المزيد من اليوم الثامن: تحليل: تحالف الإخوان والحوثيين.. ابعد من تقويض استقلال الجنوب

وذكر مراسلنا نقلا عن مصادر يمنية في مأرب "أن الحوثيين يعتقدون ان تصعيد الساعات الأولى من يوم الأحد، تأتي ردا على عمليات عسكرية واستهداف نفذه الحوثيون على الأراضي السعودية خلال الأسابيع الماضية".

وقال مصدر يمني مقيم في الخارج "ان التحالف العربي بعد التغييرات التي اجراها الملك سلمان بن عبدالعزيز مؤخرا والتي طالت قائد القوات المشتركة المقال، قرر العزم على هزيمة الانقلابيين، بعد ثبوت تورط مسؤولين يمنيين وسعوديين في إطالة امد الحرب بتسليم مدينة الجوف واجزاء من مأرب للحوثيين الموالين لإيران، وهو الأمر الذي تطلب إعادة توجيه الدعوة للقوات المسلحة الإماراتية للعودة ربما إلى عدن للمشاركة في إعادة تأمين الجنوب من خطر التنظيمات الإرهابية التي عادت إلى شبوة النفطية بعد السيطرة عليها من قبل ميليشيات الإخوان الإرهابية والمدعومة قطريا وتركيا".

وأضاف المصدر "نعتقد ان الأنشطة التركية في شبوة وميناء قنا تحديدا، كانت بمثابة جرس انذار على خطر المشروع التركي، وهو ما استوجب إعادة ترتيب البيت الداخلي للتحالف العربي، والبدء في خطة جديدة تواجه خطر المشروعين الإيراني والقطري والتركي".. متمنيا ان يكون هذا اللقاء بادرة أمل لإعادة الأمور إلى جادة الصواب.

اقرأ المزيد من اليوم الثامن: تحليل: كيف يساهم قيام دولة جنوبية مستقلة في إرساء الاستقرار بالمنطقة

وبدأ واضحا ان الحوثيين تمكنوا من الاستحواذ على كل جغرافيا اليمن الشمالي، ولم يتبق اماهم الا نطاق جغرافي صغير "مركز محافظة مأرب"، دون ذلك واقع تحت سيطرة وهيمنة الانقلابيين".

الاستحواذ الحوثي ما كان له ان يحدث لولا الاختراق القطري للرئاسة اليمنية التي يتزعمها الرئيس المنهية ولايته عبدربه منصور هادي، ويتحكم فيها مدير مكتبه عبدالله العلمي، المقرب "عقائديا" من الحوثيين، وشقيقه قتل وهو يقاتل في صف المليشيات قبل سنوات في فرضة نهم شرق صنعاء.

وخلال العامين الماضيين حرفت حكومة الرئيس اليمني المنتهية ولايته الحرب صوب الجنوب المحرر بدعوى الدفاع عن الوحدة اليمنية والدولة الاتحادية التي يستحال تحقيقها في ظل هيمنة الحوثيين على اليمن الشمالي واقترابهم مؤخرا من السيطرة على مأرب أخر معاقل من يدعون انهم لحكومة هادي.

وبات من الواضح ان التحالف العربي أدرك الخطر الذي يشكله الارتهان اليمني لمحور "قطر وتركيا وإيران" على مشروع التحالف العربي، وهو الأمر الذي تطلب عقد لقاء تشاور بين القوات السعودية والقوات الإماراتية العاملة في اليمن، وهو ما يوحي بان هناك رغبة للتحالف العربي لإعادة القوات الإماراتية إلى عدن، ومن ثم البدء في عمليات عسكرية هدفها انتزاع العاصمة اليمنية صنعاء من قبضة الحوثيين الموالين لإيران.

اقرأ المزيد من اليوم الثامن: تقرير: اتراك في عدن وقاعدة عسكرية وطيران مسير في شبوة

ويمثل هذا اللقاء ضربة قاصمة للتحالف "الثلاثي" واذرعه المحلية، لما لعودة القوات المسلحة الإماراتية من أهمية إقليمية ودولية في استئناف الحرب على الإرهاب والتي توقفت بانسحاب القوات الإماراتية في أكتوبر من العام الماضي.

وخلال الأشهر الماضية، تحدثت حكومة هادي عن مزاعم نيتها تقديم طلب اعفاء للقوات المسلحة الإماراتية من تدخلها ضمن التحالف العربي، وهو ما ردت عليه السعودية بلقاء " نائب رئيس هيئة الأركان العامة قائد القوات المشتركة المكلف السعودي، ونائب القائد المشترك لعمليات رياح الغرب قائد القوات البرية الإماراتية".

وهو اللقاء الذي يبدو انه رسالة قوية، بانه لا تهاون مع الانقلابيين الحوثيين، وان تقاطع مصالح حكومة هادي مع الانقلابيين في صنعاء، ليس في مصلحة التحالف العربي ومشروعه الذي جاء للدفاع عن المنطقة من خطر التهديد الإيراني التركي والقطري.

----------------------------

المصدر| فريق التحرير