أول عمل فني في رحاب «الطبق الطائر» بعد الترميم..

«لامكان أقل من الآن 3».. رحلة في التاريخ والفضاء والعمارة

من عمل الفنانة ليندسي سيرس «لا مكان أقل من الآن 3»

المحررالثقافي
فريق تحرير القسم الثقافي والأدبي والفني

تنظم مؤسسة الشارقة للفنون ضمن برنامجها لخريف 2020، معرض «لامكان أقل من الآن 3» للفنانين ليندسي سيرس وكيث سارجنت، في الفترة بين 26 سبتمبر/ أيلول و26 ديسمبر/ كانون الأول 2020 في مبنى الطبق الطائر في الشارقة.

يتناول المعرض الإرث القاتم الذي خلفه الاستعمار البريطاني ورحلة ليندسي سيرس في التاريخ بحثاً عن الحقيقة، وهو عبارة عن عمل تركيبي متعدد الوسائط مقدم على شكل سلسلة أو حلقات متتابعة حيث تم عرضه مرتين سابقاً في كل من لندن وتاسمانيا.

تستخدم سيرس وسارجنت في هذا العمل العناصر المعمارية لمبنى الطبق الطائر، بالاعتماد على تقرير نشرته أسبوعية «غلف ميرور» عام 1978 حول طبق طائر يحلّق في سماء دبي، وتروي قصة هبوط سائح فضائي، وافتتانه بالقوى التي تدفع البشر للتحرك استجابة لنبضة، أو إيقاع، محاولاً استيعاب الحياة على الأرض عبر الاستعانة بعلم الهندسة والإيماءات والحركات.

يطرح العمل على المتلقي سؤالاً حول قدرته على إيجاد طريقة يتجاوز بها اللغة إلى فكرة عميقة ودقيقة تسمو على التنميط الثقافي والبيولوجي، وتعيد ترتيب الزمن بشكل غير خطي، بحيث يصبح الحاضر راسخاً ومستقلاً عما يحدده الماضي والمستقبل، وقد أسست الفنانة عملها هذا من من الناحية النظرية على فلسفة هنري برغسون حول الذاكرة، معتمدة على أفكاره حول «الحدس كممارسة» لتصوير الأفلام بأسلوب محدد مكوّن من فرضيات برغسون الثلاثة الأساسية حول طرح الأسئلة الإبداعية الصحيحة، وإعادة التمثيل والاستحضار الهادفين إلى كشف العلاقة النوعية بين الأشياء.

عُرض «لا مكان أقل من الآن» أولاً عام 2012 في مبنى تين تابرناكل، كيلبورن في لندن من مؤسسة أرتانغيل، فيما عُرضت النسخة الثانية من العمل عام 2014 في متحف الفن القديم والحديث في هوبرت/ تاسمانيا كجزء من معرض مشترك بعنوان «الملكة الحمراء». وقد أنتج العمل بتكليف من مؤسسة أرتانغيل، ومؤسسة الشارقة للفنون، ومتحف الفن القديم والحديث.

ليندسي سيرس مصورة ومخرجة تتجاوز ممارستها الفنية السرد القصصي البسيط، وتتعداه إلى خلق شبكة من الاستقصاء المفاهيمي الذي يجعل من الفوتوغراف مرجعية للاستدلال على السياقات التاريخية والشخصية، وقد نالت عن أعمالها العديد من الجوائز والمنح منها، جائزة صندوق ويلكم (2016)؛ وجائزة الإنتاج من مجلة لو جو دو بوم في مهرجان تولوز، فرنسا (2013)؛ ومنحة برنامج الإنتاج، مؤسسة الشارقة للفنون (2012)؛ وجائزة بول هاملين، المملكة المتحدة (2010)؛ وجائزة جارمان لأفلام لندن والقناة الرابعة (2009).

أما كيث سارجنت فهو فنان ومخرج ومصمم غرافيك، شاركت أعماله في العديد من المعارض الدولية، كما تعاون مع سيرس في أفلام وأعمال تركيبية فنية، بالإضافة إلى إنتاج أفلام تحريك وأفلام على أجزاء، وتصميم فيلم «لا شيء أقل من الآن 3»، مؤسسة الشارقة للفنون (2020)؛ ومهتم (لا مبالي)، قلعة لينكن، إنجلترا (2020)؛ و«كل الأفكار التي وُجدت يوماً»، غاليري فوكال بوينت، لندن (2018)؛ و«معدن ذهني» لندن (2017)؛ و«مادة ذهنية 2»، فندق أنداز، آرت نايت، لندن (2017).

 

حول مؤسسة الشارقة للفنون

تستقطب مؤسسة الشارقة للفنون طيفاً واسعاً من الفنون المعاصرة والبرامج الثقافية، لتفعيل الحراك الفني في المجتمع المحلي في الشارقة، الإمارات العربية المتحدة، والمنطقة. وتسعى إلى تحفيز الطاقات الإبداعية، وإنتاج الفنون البصرية المغايرة والمأخوذة بهاجس البحث والتجريب والتفرد، وفتح أبواب الحوار مع كافة الهويّات الثقافية والحضارية، وبما يعكس ثراء البيئة المحلية وتعدديتها الثقافية. وتضم مؤسسة الشارقة للفنون مجموعة من المبادرات والبرامج الأساسية مثل «بينالي الشارقة» و«لقاء مارس»، وبرنامج «الفنان المقيم»، و«البرنامج التعليمي»، و«برنامج الإنتاج» والمعارض والبحوث والإصدارات، بالإضافة إلى  مجموعة من المقتنيات المتنامية. كما تركّز البرامج العامة والتعليمية للمؤسسة على ترسيخ الدّور الأساسي الذي تلعبه الفنون في حياة المجتمع، وذلك من خلال تعزيز التعليم العام والنهج التفاعلي للفن.