تقارير وتحليلات

عرض الصحف البريطانية..

فايننشال تايمز: لا يجب أن تموت الديموقراطية الأمريكية على يد ترامب

مادلين أولبرايت "يبذل ترامب جهودا مشينة لتقويض الثقة العامة في المؤسسات الديمقراطية"

BBC العربية

نبدأ من صحيفة فايننشال تايمز ومقال كتبته وزيرة الخارجية الأمريكية السابقة مادلين أولبرايت بعنوان "يجب ألا يكون دونالد ترامب هو كيف تموت الديمقراطية الأمريكية".

تقول أولبرايت "عند وصولي إلى نيويورك كلاجئة، وعمري 11 عاما، سرعان ما أصبحت أمريكية أشعر بالفخر والامتنان. ولاحقا، بصفتي دبلوماسية أمريكية، وغالبا ما أشرت إلى المؤسسات الديمقراطية في البلاد والعملية الانتخابية الموقرة كنماذج يحتذى بها. وقد أيد الأصدقاء الأجانب هذا التقييم. كما أن الناس عندما ينظرون إلى الولايات المتحدة، يحبون غالبا ما يروه".

لكن هذا الشهر، تضيف أولبرايت، أكاد أشعر أن تلك الذكريات السعيدة بعيدة. بسبب السلوكيات الغريبة لرئيس ولد وفي فمه ملعقة من ذهب، وأضافت أن الديمقراطية الأمريكية أصبحت محطمة بشكل واضح ومسموع. أثناء مشاهدة المناظرة التلفزيونية الأخيرة بين دونالد ترامب ومنافسه الديمقراطي، جو بايدن، شعرت كما لو أني محاصرة داخل بركان ثائر مع كلب يعوي. الرئيس الذي زعم أنه يمثل القانون والنظام رفض الالتزام بقواعد النقاش التي قبلتها حملته. ورفض كذلك إدانة قوى التعصب العنصري أو التعهد بالالتزام بنتائج الانتخابات. بناء على سجله، لم يكن أي من هذا مفاجئا.

بعد ذلك بوقت قصير، تقول الكاتبة، ثبتت إصابة ترامب والعديد من الأشخاص المقربين منه بفيروس كورونا. مرة أخرى، لم يكن هذا مفاجئا بالنظر إلى الموقف المتعجرف للإدارة تجاه الوباء. تبع ذلك جهد غير كفء للغاية من قبل مسؤولي البيت الأبيض لتصوير رئيسهم على أنه شخص "تغلب" على الفيروس، وإن كان ذلك بمساعدة فريق طبي متميز وعقاقير تجريبية. إن رسالة ترامب، مفادها أنه لا ينبغي لأحد أن يخشى الفيروس، دحضتها عظام ورفات مليون شخص ماتوا بسبب الفيروس.

وتمضي الكاتبة، يختار الأمريكيون الآن زعيما للسنوات الأربع القادمة. لا يوجد مشهد ديمقراطي أعظم من هذا، لكن هذا العام يشهد أيضا احتمالية حدوث اضطراب كارثي. تشمل أسبابه: تحدي التصويت بأمان بسبب الوباء، والعبء اللوجستي للتعامل مع عدد كبير من بطاقات الاقتراع لناخبين غائبين، واحتمال سعى العملاء الأجانب والمحليون إلى التأثير في العملية من خلال نشر الأكاذيب، إضافة إلى جهود الرئيس المشينة لتقويض الثقة العامة في المؤسسات الديمقراطية.

تؤكد أولبرايت، أنه من خلال ادعاء ترامب بأن الانتخابات سيتم تزويرها ضده، فإنه يبذر عمدا بذور الفوضى، بما في ذلك احتمال حدوث مواجهات عنيفة يوم الانتخابات، إضافة إلى الكم الهائل من الدعاوى القضائية في أعقابه. وحتى لو كانت النتيجة قريبة، فقد لا تكون معروفة لأسابيع، كما أنه من المحتمل أن يتم رفضها بحجة أن فيها احتيال من أحد الأطراف.

لم تخل أي انتخابات من الشوائب والنزاعات حول صحة بطاقات الاقتراع، على حد قول الكاتبة، لكن هذه المرة سيحاول ترامب تضخيم أي تناقض بسيط، وكذلك سيفعل من هم في أقصى اليسار. في نهاية المطاف، قد يتم تسوية الخلاف من قبل المحكمة العليا، وهو أمر مثير للقلق بالنسبة لأنصار بايدن. لكن يجب أن نستعد للأسوأ.

تقول أولبرايت "كثيرا ما يسألونني عن المدة التي سيستغرقها إصلاح الضرر الذي ألحقته الإدارة الحالية بالمكانة العالمية للولايات المتحدة". أجيب "بالتأكيد، لا يمكن للبلاد التراجع عن التجربة الديمقراطية حتى لو كان الذي يمثلها هو ترامب، وهذا هو ما يفعله فريق ترامب.

وتضيف "إذا تم انتخاب بايدن، فسوف يرث دولة تضاءلت بسبب بحث سلفه عن "العظمة" في جميع الأماكن الخاطئة. ستكون مهمة الرئيس الجديد شاقة (طمأنة الحلفاء، إعادة تأكيد القيادة فيما يتعلق بتغير المناخ والصحة العالمية، تشكيل تحالفات فاعلة لكبح طموحات الصين وروسيا وإيران، وإعادة تأسيس هوية الولايات المتحدة كبطل للديمقراطية".

وتختم أولبرايت بالتساؤل: هل بايدن وفريقه على استعداد لهذا المنصب؟ بمساعدة أولئك الذين ما زالوا يتمنون الخير للولايات المتحدة، الإجابة هي بالتأكيد نعم. لكن، هل ستتاح لهم الفرصة؟ يعتمد ذلك على الكيفية التي أصبح المواطنون الأمريكيون ينظرون بها إلى بلدهم. ناقشت الصحف البريطانية الصادرة صباح الاثنين موضوعات عدة من أبرزها: وجوب ألا يكون ترامب هو وسيلة موت الديمقراطية الأمريكية، والخطوات الصغيرة التي تتخذها السعودية تجاه تطبيع العلاقات مع إسرائيل.

تغير في المواقف

وإلى صحيفة الإندبندنت ومقال رأي كتبته بل ترو بعنوان " المملكة العربية السعودية تتخذخطوات صغيرة ولكنها حتمية تجاه تطبيع العلاقات مع إسرائيل"

تقول ترو إنه بعد إعلان الإمارات والبحرين أنهما ستصبحان أول دولتين خليجيتين تطبيعان العلاقات مع إسرائيل، كانت هناك تكهنات محمومة حول إذا ما كانت المملكة العربية السعودية، التي يعتبر ملكها خادم الحرمين الشريفين، واقتصادها هو الأكبر في العالم العربي، ستحذو حذوهما.

دونالد ترامب، عراب الاتفاق، كان يعتقد ذلك بالتأكيد، بحسب الكاتبة.

وهو ما استبعده وزير الخارجية السعودي الأمير فيصل بن فرحان آل سعود علنا، إلا باتفاق سلام شامل يوافق عليه الفلسطينيون. لكن الأوقات والآراء تتغير، وبحسب الكاتبة، فإن ما بدا وكأنه استحالة خيالية في الماضي ربما لم يعد الآن مسألة ما إذا ولكن متى.

وتري الكاتبة أن أحد المؤشرات الواضحة على حدوث تحول، هو المقابلة التي أجريت مؤخرا على قناة العربية مع الأمير بندر بن سلطان آل سعود، رئيس المخابرات السعودية السابق والسفير منذ فترة طويلة في واشنطن، والتي شن فيها هجوما لاذعا على القادة الفلسطينيين بسبب رد فعلهم على الصفقات الخليجية الإسرائيلية.

من جانبها، كانت القيادة الفلسطينية الممزقة في العادة، وفقا للكاتبة، متحدة في رفضها للاتفاقات، واصفة إياها بـ "طعنة في الظهر" وخيانة. إذ لم تضمن وضع حد لبرنامج التوسع الإسرائيلي، إضافة إلى أنها تتعارض مع مبادرة السلام العربية التي صاغتها السعودية عام 2002، والتي تنص على انسحاب إسرائيل الكامل إلى حدود عام 1967، وأن التطبيع مع إسرائيل مشروط باتفاق سلام شامل يوافق عليه الفلسطينيون.

وترى الكاتبة أن مقابلة الأمير بندر لم تكن هي الإشارة الأولى أو الوحيدة للتغيير. ففي الشهر الماضي، حث إمام المسجد الحرام في مكة المسلمين على تجنب "المواقف العاطفية والحماس الناري" تجاه الشعب اليهودي في خطبة بثها التلفزيون الرسمي، وهو الذي ذرف الدموع في الماضي وهو يخطب عن فلسطين ويدعو بالنصر للفلسطينيين على اليهود "الغازين المعتدين".

وهذا ما تعتبره الكاتبة أنه بالون اختبار من السلطات لردود الفعل أو ربما محاولة زرع فكرة جديدة. ومع ذلك، فإن المملكة العربية السعودية، التي يمكن القول إنها أقوى دولة في الخليج، ستكره أن يُنظر إليها على أنها تسير على خطى الإمارات والبحرين، لأنها تقدم نفسها على أنها زعيمة العالم الإسلامي، ولديها دور وتقع على عاتقها مسؤولية ليست على الدول الأخرى، وبالتالي سيكون الأمر أصعب عليها بكثير.

ولكن كما أوضح الأمير بندر، فإن الظروف والأوقات تتغير. قد لا تتخذ المملكة العربية السعودية هذه الخطوة في أي وقت قريب، لكنها تشعر بحتميتها للمرة الأولى.

"حرب غامبيرو روسو"

ونختم بتقرير في صحيفة الغارديان كتبه لورينزو توندو بعنوان "لاعبو كرة قدم وصيادون: بروز الوجه القبيح لحرب الجمبري الأحمر بين إيطاليا وليبيا".

يشير الكاتب إلى الأزمة الدولية الصغيرة التي نشأت بين دولتين تقعان على شاطئين متقابلين بسبب أن مصير 12 صيادا إيطاليا محتجزين في ليبيا يتوقف على مصير أربعة لاعبي كرة قدم ليبيين مسجونين في إيطاليا بتهمة تهريب البشر.

إذ استولت قوارب الدوريات الليبية على سفينة 12 رجلا بينهم 6 إيطاليين، في 1 سبتمبر / أيلول، اتهمتهم بالصيد في المياه الإقليمية، ونقلتهم إلى بنغازي، حيث أمر الجنرال خليفة حفتر باحتجازهم ما لم تطلق إيطاليا سراح الليبيين الأربعة الذين تزعم عائلاتهم أنهم لاجئون فروا من الحرب الأهلية لمواصلة حياتهم المهنية كلاعبي كرة قدم في ألمانيا، وأجبرهم المهربون على قيادة القارب، وأنهم أدينوا خطأ.

ويوضح الكاتب أن التوترات في 180 ميلا من البحر الذي يفصل صقلية عن ليبيا، تعود إلى منتصف التسعينيات، عندما بدأت ليبيا في حماية مياه صيدها من السفن الأجنبية باستخدام القوة، وتصاعدت في عام 2005 عندما قام معمر القذافي من جانب واحد بتوسيع المياه الإقليمية الليبية من 12 إلى 74 ميلا باتجاه ايطاليا، في منطقة تحوي أكثر القشريات قيمة في العالم، غامبيرو روسو أو مايعرف بالجمبري الأحمر، والذي يمكن أن تصل تكلفته إلى 70 يورو للكيلو الواحد.

وفقًا لبيانات من جمعية تعاونية لصناعة صيد الأسماك في صقلية، فقد استولت ليبيا على أكثر من 50 قاربا، وصادرت اثنين منها، واحتجزت حوالي 30 صيادا، كما أصيب عشرات الأشخاص خلال 25 عاما من "حرب غامبيرو روسو".

عادة ما يتم الإفراج عن المعتقلين بعد أسبوعين وسلسلة من المفاوضات، بحسبالكاتب، لكن القضية الأخيرة زادت تعقيدًا بسبب مزاعم أن الإيطاليين كانوا يهربون المخدرات على قوارب الصيد، لكن السلطات الإيطالية تعتقد أن خطة حفتر واضحة وأن أي اتهامات جديدة ضد الصيادين، الذين يجب أن يمثلوا الآن أمام قاض ليبي، هي مؤشر آخر على عزمه على فرض صفقة تبادل لليبيين الأربعة.

123

التعليقات

شروط التعليقات
- جميع التعليقات تخضع للتدقيق.
- الرجاء عدم إرسال التعليق أكثر من مرة كي لا يعتبر سبام
- الرجاء معاملة الآخرين باحترام.
- التعليقات التي تحوي تحريضاً على الطوائف ، الاديان أو هجوم شخصي لن يتم نشرها

المزيد من الأخبار