في ظل تفشي كورونا عالميا..

الإمارات: زيادة إمدادات نفط أوبك+ في 2021 ستمضي وفقا للمخطط

جائحة كورونا تعقد جهود أوبك للحفاظ على استقرار اسعار النفط

أبوظبي

أعاد تفشي فيروس كورونا في معظم دول العالم خلط أوراق منظمة الدول المصدرة للنفط (أوبك) التي اضطرت مرة أخرى لتعديل توقعاتها للطلب على النفط في العام 2021 بسبب التداعيات الاقتصادية للجائحة.

وقالت أوبك إن وتيرة انتعاش الطلب العالمي على النفط ستكون أكثر بطئا في العام القادم مما كان يُعتقد سابقا في ظل تزايد حالات الإصابة بمرض كوفيد 19، وهو ما يضاف إلى العوامل المعاكسة التي تواجهها المنظمة وحلفاؤها في سبيل تحقيق التوازن بالسوق.

وقالت المنظمة في تقرير شهري إن الطلب سيرتفع 6.54 مليون برميل يوميا في العام المقبل إلى 96.84 مليون برميل يوميا. وتقل الزيادة المتوقعة بمقدار 80 ألف برميل عما كان متوقعا قبل شهر.

وقد يهدد المزيد من التباطؤ في الطلب خطط أوبك وحلفائها بتقليص حجم ما نفذوه هذا العام من تخفيضات غير مسبوقة لإنتاج النفط في 2021. وتتابع أوبك الوضع، لكن ليست لديها خطط حاليا لإلغاء الزيادة في الإمدادات.

وقال وزير الطاقة الإماراتي سهيل المزروعي لمنتدى إنرجي إنتليجنس اليوم الثلاثاء "نعتقد أن هذا هو الحجم المحسوب لتلبية الطلب العائد"، في إشارة إلى زيادة الإنتاج في 2021.

وانهارت أسعار النفط في ظل تقويض أزمة فيروس كورونا لحركة السفر والنشاط الاقتصادي. وبينما سمح بتخفيف إجراءات الإغلاق في الربع الثالث من العام بتعافي الطلب، ترى أوبك أن وتيرة التحسن الاقتصادي تتباطأ مرة أخرى.

وقال تقرير أوبك عن التوقعات الاقتصادية "في حين أن التعافي في الربع الثالث من عام 2020 مثير للإعجاب، فإن الاتجاه على المدى القريب لا يزال هشا، وسط مجموعة متنوعة من أوجه الضبابية في الوقت الحالي لا سيما مسار كوفيد-19 على المدى القريب".

وتابع "نظرا لأن حالة عدم اليقين هذه تلوح في الأفق بشكل كبير، وسط ارتفاع قوي عالميا في الإصابات، فمن غير المتوقع أن يستمر التعافي الكبير في الربع الثالث من 2020 حتى الربع الرابع منه وفي 2021."

وتخفض أوبك باطراد توقعاتها لنمو الطلب على النفط في 2021 من رقم أولي بلغ سبعة ملايين برميل يوميا كانت متوقعة في يوليو/تموز.

كما خفضت المنظمة تقديراتها للطلب العالمي على النفط في الربع الحالي بمقدار 220 ألف برميل يوميا. وتركت تقديراتها لنطاق الانكماش التاريخي لهذا العام في استهلاك النفط ثابتة عند 9.47 ملايين برميل يوميا.

ولمواجهة انخفاض الطلب، اتفقت أوبك وحلفاؤها ومن بينهم روسيا، في إطار ما يعرف بمجموعة أوبك+، على خفض غير مسبوق للإمدادات يبلغ 9.7 ملايين برميل يوميا اعتبارا من الأول من مايو/أيار.

وجرى تقليص الخفض إلى 7.7 ملايين برميل يوميا في أغسطس/آب وتخطط أوبك+ لمزيد من الخفض في العام المقبل من خلال زيادة الإمدادات بمقدار مليوني برميل يوميا من يناير/كانون الثاني.

وقالت أوبك في التقرير إن إنتاجها هبط 50 ألف برميل يوميا إلى 24.11 مليون برميل يوميا في سبتمبر/أيلول. ومثل ذلك امتثالا نسبته 104 بالمئة لتعهدات الخفض، وفقا لحسابات رويترز، ارتفاعا من 103 بالمئة في أغسطس/آب.

كما تتوقع المنظمة أن ينخفض الطلب على خامها في العام المقبل بمقدار 200 ألف برميل يوميا عما كان متوقعا، ليبلغ 27.93 مليون برميل يوميا.

وبافتراض انتعاش الطلب العالمي كما هو متوقع، فإن هذا من الناحية النظرية يترك مجالا لأعضاء أوبك لزيادة الإنتاج في 2021 بأكثر من 3.8 ملايين برميل يوميا من متوسط سبتمبر/أيلول دون التسبب في تخمة.

وفي المقابل تشير التوقعات الأخيرة لصندوق النقد الدولي التي نشرت الثلاثاء إلى أن الركود العالمي جراء كوفيد-19 سيكون أقل من المتوقع هذه السنة بسبب نشاط مستمر خلال الفصل الثاني في الاقتصادات المتقدمة والصين.

ويراهن الصندوق على انكماش لإجمالي الناتج الداخلي العالمي بـ4.4 بالمئة مقارنة مع تقديراته في يونيو/حزيران. وكل مناطق العالم معنية بهذه التوقعات الأكثر تفاؤلا باستثناء الاقتصادات الناشئة والنامية. وسيتراجع إجمالي الناتج المحلي الأميركي 4.3 بالمئة مقابل توقعات سابقة بـ8 بالمئة.

وفي الوقت الذي تواجه فيه دول عديدة خصوصا أوروبية صعوبة في احتواء فيروس كورونا، خفض الصندوق مجددا توقعاته لوتيرة النهوض المرتقب في 2021.