ردة فعل إثيوبية غاضبة وسريعة..

تقرير: تصريح ترامب حول نسف سد النهضة.. هل يسترضي المصريين؟

دعم للحليف المصري

واشنطن

أعطى الرئيس الأميركي دونالد ترامب المصريين ذخيرة إعلامية ودعائية من خلال إظهار دعمه الكامل لموقف بلادهم من سد النهضة، وحرّضهم على تفجيره، لكن التصريح لا يتجاوز استرضاء القاهرة ودون أيّ تأثير له على أرض الواقع. في المقابل، فإن كلام ترامب أثار ردة فعل إثيوبية غاضبة وسريعة.

وانتقد الرئيس الأميركي الجمعة إثيوبيا على خلفيّة بنائها على نهر النيل سدّاً ضخماً قد تَعمد مصر “إلى تفجيره”.

وقال ترامب أمام صحافيّين “إنّه وضع خطِر جدّاً، لأنّ مصر لن تكون قادرة على العيش بهذه الطريقة”.

وكان ترامب يتحدّث من المكتب البيضوي في البيت الأبيض، بعد إعلانه اتّفاق تطبيع العلاقات بين إسرائيل ودولة السودان التي تخشى أيضاً من استنزاف مواردها المائيّة بسبب السدّ.

وأضاف “سينتهي بهم الأمر إلى تفجير السدّ. قُلتها وأقولها بصوت عالٍ وواضح: سيُفجّرون هذا السدّ. وعليهم أن يفعلوا شيئاً”.

وتابع “كان ينبغي عليهم إيقافه قبل وقتٍ طويل من بدايته”، مبدياً أسفه لأنّ مصر كانت تشهد اضطراباً داخليّاً عندما بدأ مشروع سدّ النهضة الإثيوبي عام 2011.

وقال متابعون للشأن المصري إن المصريين، الذين تجاوبوا بحماس مع تصريحات ترامب التي أظهرتهم في موقع صاحب الحق الذي يستطيع أن يلجأ إلى القوة، يعرفون أن المغامرة العسكرية غير ممكنة لحسابات مصرية خاصة، وأن لا حل دون عقوبات أميركية على إثيوبيا لإجبارها على تقديم تنازلات في المفاوضات والقبول بالوساطات والاحتكام إلى اتفاقيات سابقة.

ومن الواضح أن الرئيس ترامب هدف، من خلال التصريح المثير للجدل، إظهار دعمه لحليفه الرئيس المصري. كما حمل التصريح رسالة واضحة إلى منتقدي السياسة الخارجية الأميركية في الحملات الانتخابية، وأن ترامب سيظل وفيا لأصدقائه في الشرق الأوسط إن استمر في رئاسة الولايات المتحدة.

ووافق ترامب المقرّب من الرئيس المصري عبدالفتاح السيسي، على أن تؤدّي واشنطن دور الوسيط في ملفّ السدّ.

وأعلنت الولايات المتّحدة في سبتمبر تعليق جزء من مساعدتها الماليّة لإثيوبيا بعد قرار أديس أبابا الأحاديّ ملء سدّ النهضة على الرّغم من “عدم إحراز تقدّم” في المفاوضات مع مصر والسودان.

وقال ترامب “لقد وجدتُ لهم اتّفاقاً، لكنّ إثيوبيا انتهكته للأسف، وما كان ينبغي عليها فعل ذلك. كان هذا خطأً كبيراً”.

وأردف “لن يَروا هذه الأموال أبداً ما لم يلتزموا بهذا الاتّفاق”. وتعهدت إثيوبيا السبت بعدم “الرضوخ لأيّ نوع من الاعتداءات” بعدما هاجم الرئيس الأميركي دونالد ترامب السد الضخم الذي تبنيه على نهر النيل وأشار إلى أن مصر قد تدمّره.

ودافع مكتب رئيس الوزراء أبيي أحمد عن سد النهضة الذي يفترض أن يصبح أكبر محطة للطاقة الكهرومائية في أفريقيا، وقال إن إثيوبيا تعمل على حلّ المشكلات القائمة منذ فترة طويلة بشأن المشروع مع السودان ومصر.

وقال مكتبه في بيان “مع ذلك، ما زالت التصريحات بتهديدات حربية لإخضاع إثيوبيا لشروط غير عادلة كثيرة. هذه التهديدات والإهانات للسيادة الإثيوبية هي انتهاكات واضحة للقانون الدولي”. وأضاف البيان “إثيوبيا لن تخضع لأيّ اعتداء من أيّ نوع كان”. ونشرت نسخة منفصلة من البيان باللغة الأمهرية بلهجة أكثر حدة. وجاء فيها “هناك حقيقتان أكدهما العالم. الأولى أنه لم يعش أحد بسلام بعد استفزاز إثيوبيا. والثانية هي أنه إذا وقف الإثيوبيون متحدين لغرض واحد (…) فإنهم سينتصرون”.

ولم يذكر مكتب أبيي ترامب صراحة، لكن بيانه جاء في الصباح بعد تصريحات الرئيس الأميركي بشأن النزاع حول السد النهضة. وتعتمد مصر على نهر النيل في حوالى 97 في المئة من مياه الريّ ومياه الشرب وتعتبر السد تهديدا وجوديا. وتقول إثيوبيا إن السد ضروري لتزويدها بالكهرباء وتحقيق التنمية.