قصيدة..

ألم وفراق

تعبيرية

بلال الصوفي
من أين أبدأ لوعتي وهيامي
ولمن أبث واشتكي آلامي
وأنا اللذي لما فرقتك لم أزل
متألم من جرحك المتنامي
يامن بساعات الهجير تركتني
أشكو فراقك بالفؤاد الضامي
أوقات عمري ماتزال بطيئة
وأبت تمر كسائر الأيام
وطريق حبي بالأنين مفخخ
ومكدس لازال بالألغام
لمارأيتك قد تركت محبتي
ووأدت دون مبرر أحلامي
فاليوم ضلت في الطريق هواجسي
وأبت تروق لمسمعي أنغامي
أشكو الصبابة من حنايا مهجتي
وأبث جرحي بالفؤاد الدامي
كم طال بعدك دون أي مبرر
فأتيت نحوك أعلن استسلامي
لاصبر لي بعد الرحيل لساعة
فكيف في بضع من الأعوام
قلبي أبى النسيان يطرق بابه
وأبت تجف من الحنين عظامي
فتزيد آلامي بساعات الدجى
ويضيق بي وقت الحنين مقامي
فأخر منكسرا وكلي حسرة
ويظل يصرخ لوعة صمامي
فأود لو أني خلقت كصخرة
أو أنني صنم من الأصنام
كيف ارتضيت بأن أعيش معذبا
ومكابدا كما من الأوهام
ماكان ذنبي يافتاتي حدثي
إني ببعدك قد هجرت منامي
كم كنت أحلم ساعة أن نلتقي
وأراك يوما تجلسين أمامي
وبأن أراك تكفكفين مواجعي
لما أقبل ثغرك البسام
وبأن أضمك نحوصدري حانيا
حتى نعيش بكامل الإنعام
كم كان موج البحر يرقب وصلنا
حتى يهنئنا به بتمام
كم بات منتظر لقانا ساحل
لنزوره كي نلتقي بسلام
غاب النهار ومذ رحلت فما أتى
وأبى يزول من الحياة ظلامي
وأنا بلامعنى أرتل أحرفي
فتضيع خارطتي يزول نظامي
لا البحر يغريني بروعة حسنه
ولا المساء ببارد الأنسام
إني بدونك يافتاة مكدر
وتضاعفت وتزايدت أسقامي
وأنا بغيرك لست أهنأ مأكلي
وأنا بدونك لا أذوق طعامي
يغشى الأسى في كل حين منزلي
وابت تكف عن الحداد خيامي
إني بلاجدوى أعيش مسافرا
في ظل نار من لهيب غرامي
ياليتنا كنا ألتقينا ليلة
أو ساعة معدودة في العام
لكتبت في هذا اللقاء قصيدة
ونشرتها بصحيفة الأهرام
لأتت لنا الدنيا تبارك حبنا
ولجاء يمشي موفد إعلامي
لجعلت هذا اليوم يوما خالدا
ولخلدت أصداؤه أقلامي
لكن على عجل طويت لعشقنا
فإذا به ولى بسوء ختام
إن التباعد يافتاة جريمة
وصنيعة في غاية الإجرام
لم تقبل الأعراف هذا أنها
ومحرم في ديننا الاسلامي
عودي لعل الحب يصلح مابقى
وتجردي من بعدك الإلزام
إني أحبك واللذي فطر السما
أنويت وصلي أم عزمت خصامي
مابال هذا الدهر فرق بيننا
وكأننا بعض من الأنعام
فمتى يعود إلى الحياة سلامها
حتى نعيش كسائر الأقوام
ماذنب حبي حدثوني أخبروا
فلكم فإني قد بعثت كلامي
ماجرم حبي كي يباد وينتهي
ولم يقاد لساحة الإعدام
إن كان ذنبي أن قلبي عاشق
فلقد أتيت بمنتهى الإقدام
هيا أعيدوني لحضن محبتي
ثم أصدروا حكما من الأحكام
لأبيت في حضن الحنين متيم
فتزيد منه غزارة الإلهام
ياصاحبي إني لأعلن صادحا
وعلى كلامي بصمة الإبهام
لاخير في أرض ولافي أهلها
إن أصبح العشاق كالأيتام
دعني أظل ببحر حبي غارق
حتى ترانا كامل الأفلام
أشدو كعصفور يغني للضحى
وابث عشقي بالكلام السامي
إذ لن امل اليوم من شعر الهوى
بل لست أشبع من هديل حمامي
فأنا اللذي عرف الغرام مبكرا
حتى غدا رقما من الأرقام
فلحن حبي فاسمعوا ثم انصتوا
وضعوا عليه علامة استفهام
وخذوا حروفي وانشروها كلها
في أرضنا أو في بلاد الشام
لن يحجب الأعداء صوت محبتي
مهما يحاول بعضهم إرغامي
فأنا سأبقى بالمحبة صادح
ولها قعودي منذر وقيامي
فلتأخذوني صوب حضن حبيبتي
فبغيره لن تبلغوا إكرامي
ودعوا فؤادي يكتوي في جرحه
وبنار حبي واصلوا إضرامي
فغدا يلاقي الحب أروع شهرة
وكأنه نار على الأعلام
وغدا تعود لي المحبة إنها
وغدا يجيئ النخل بالأكمام
ونغوص في بحر الغرام مجددا
ولسوف نلبس بدلة الإحرام
ولسوف أعلو عرش حبي قائلا
موتوا بكل الغيظ يالوامي
للحب إني كل جهد باذلا
وأنا لهذا معلن إسهامي
فخذوا فؤادي للذي أحببته
ثم اغلقوه بغاية الإحكام
ثم اتركوا قلبي يموت بحبه
ثم ابلغوا للأهل والأرحام
إني سأبقى للمحبة مخلص
متسلحا كالليث والضرغام
واعطوا فؤادي مايروم من الهوى
ثم اعلنوا للعاشقين سلامي
فأنا سابقى للمحبة سائر
ولغير هذا مامشت أقدامي
والحب ظل على الدوام فضيلة
فمتى غدا إثم من الآثام
بلال الصوفي