سبل التصدي لهذا الفكر التدميري..

"المنبر اليمني" يقيم ندوة الإرهاب الحوثي والحرب على المساجد

الإرهاب الحوثي والحرب على المساجد

مراسلون
مراسلو صحيفة اليوم الثامن

أكد علماء ودعاة يمنيين أن ما تقوم به مليشيا الحوثي المدعومة من إيران تجاه المساجد في اليمن، هو شكل من أشكال الإرهاب، واستهداف لعقيدة الشعب اليمني وهويته.

وفي الندوة التي أقامها المنبر اليمني للدراسات والإعلام، عبر تطبيق الزوم مساء الأربعاء 22جمادى الأولى 1442هـ الموافق 6يناير 2021م تحت عنوان (الإرهاب الحوثي والحرب على المساجد) دعوا فيها إلى وقفة جادة إزاء هذا الإجرام الذي بدأ في محافظة صعدة ووصل إلى عدة محافظات سيطرت عليها الميليشيا الحوثية.

وفي الورقة التي قدمها وزير الأوقاف والإرشاد السابق القاضي الدكتور أحمد عطية تحت عنوان "الأدوار والمسؤوليات في حماية المساجد من الإرهاب الحوثي" أوضح أن معركة اليمنيين مع الحوثي تأتي على شقين: الأولى هي المعركة العسكرية يقوم بها التحالف مع الجيش الوطني، والمعركة الثانية معركة فكرية يقوم بها العلماء والدعاة، وثمن عطية دور الصحفيين والإعلاميين في التصدي للفكر الحوثي ومشروعه التدميري ونسفه، وأكد عطيه في ورقته أنه لم تمر على اليمن مرحلة أُهينت فيها بيوت الله مثلما حدث في عهد الحوثي الذي يدرك أن الشعب اليمني لا يقبل بفكر الحوثي ولا معتقده فلجأ لهدم المساجد.

وقال عطية إن إبقاء الفكر الإمامي يفقس ويتناسل تحت فرية "أهل البيت" هو ما أوصلنا اليوم إلى هذا الوضع والخطر التدميري الذي تتبناه إيران والذي أساء لبيوت الله وللدعوة الإسلامية وللعلماء والدعاة.

واتهم عطية الأمم المتحدة ومبعوثيها بالتراخي والتساهل في التعامل مع ملفات انتهاكات المساجد قائلًا: سلمنا ملفات للمبعوثين الدوليين؛ فيها الاعتداءات والانتهاكات على المساجد وعلى الأئمة والدعاة موثقة، لكن لم يلتفت العالم لمظلومية المساجد.

وتحت عنوان "الحرب الحوثية على المساجد. الدوافع الفكرية والسياسية" اعتبر عضو برنامج التواصل مع علماء اليمن الشيخ خالد الوصابي أن الاعتداء على دور العبادات هو نوع من الفساد في الأرض، وأشار إلى أن الحوثيين يرون أن مساجد اليمنيين هي محاضن تربوية تخرّج أجيالاً لا تؤمن بعقيدة الحوثي، فلجأ إلى السلاح وإسكات أهل الحجة والبرهان لأنه لا يمتلك الحجة، ولفت الشيخ الوصابي إلى شعور الحوثي بنفور الناس عنه وعن خطبائه، ما دفعه إلى الاعتداء على المساجد وتدميرها ومضايقة خطبائها وأئمتها.

 وذكّر الوصابي بأن سُنة خراب المساجد ليست جديدة وإنما قديمة بدأها الأئمة السابقون، ثم جاء الحوثي لإحيائها، حيث ورث من سابقيه الإجرام والإرهاب، سارداً حقائق تاريخية في عدوان الأئمة على العلماء والدعاة والمساجد، وحرصهم على تغيير هوية المساجد وطمس معالمها والتشويش على حلقات التعليم فيها، وقال الوصابي: إن الحوثيين الإماميين يبررون جرائمهم ضد المساجد وروادها باتهامهم بالعداوة لأهل البيت ووصمهم بالردة والنفاق.

من جهته قدم عضو برنامج التواصل مع علماء اليمن الشيخ عبدالله النهدي ورقة تحت عنوان "صور ونماذج من انتهاكات الحوثيين لحرمة المساجد" استعرض فيها أرقاماً لانتهاكات الميليشيا الحوثية بحق المساجد في عدد من المحافظات حتى العام 2017، وأوضح النهيدي أن ما تم إعلانه من انتهاكات الحوثيين ضد المساجد ما هي إلا جزء مما ترتكبه، وأنها هذه الجرائم تضخمت وزادت وحشية خلال الأربع السنوات الأخيرة، وأشار إلى تزايد وحشية انتهاكات الحوثيين كاستخدام المساجد لمضغ القات وممارسة رقصة البرع، حيث أنه لا قداسة للمساجد لديهم، مقابل المشاهد والحسينيات والأضرحة ومراقد أئمتهم التي يعتنون بها، واستطرد الشيخ النهيدي في عرض ما تتعرض له المساجد على أيدي الحوثيين من قصف، وتخريب، واقتحامات، ونهب، وعبث، وإطلاق النار على أبوابها والاستيلاء على كثير منها واختطاف الناس منها.

وحمل النهيدي جميع اليمنيين المسئولية في توثيق جرائم الحوثيين بحق المساجد، كما حث وزارتي حقوق الإنسان والأوقاف على توثيق هذه الجرائم للأجيال والعمل على تقديمها للمحاكم والمنظمات الدولية، وأرجع النهيدي خلفيات استهداف ميليشيا الحوثي للمساجد إلى كونها المكان الوحيد الذي يجمع عليه اليمنيون؛ فيسعى إلى إسقاط هيبتها من نفوس الناس، وتحويل قسم منها إلى مخازن للأسلحة والمواد غذائية، وأخرى إلى أماكن للاحتفالات والرقص، ومساجد نسفها من أساسها.