قصيدة..

صلاة الحب

أطل الحسم بل زال الجدال فأذن بالقصيدة يابلال

بلال الصوفي
أطل الحسم بل زال الجدال
فأذن بالقصيدة يابلال
فقد باتت أهازيجي تغني
ولاح البدر بل بزغ الهلال
فهيا نملأ الدنيا غراما
ونحوي الآن ياقومي تعالوا
عسانا اليوم في الأفياء نشدوا
لتنموا ثم تخضر التلال
أنا للشعر قد أهديت عمري
وأعشقه ويعشقني الجمال
وقفت وكان يعلو الجو غيم
ومن حولي شماريخ طوال
فما أدركت للأشواق كنها
ولا بالسهم قد صيدت غزال
دعوني يارفاقي كي أغني
أدون بالقصيدة مايقال
سأبقى هائما مادمت حيا
وسوف يرى على حبي الكمال
وها قد جئت أتلو بوح قلبي
وفي صدري رنين واتصال
إلى أن هز للأرجاء صوتي
ترافقه مواويل طوال
لحبي لن أفارق أي حين
ومن أجل الهوى جاز القتال
سأغرس لوعتي في كل أرض
ولو تحتي تصدعت الرمال
فقل للغيم مني الآن فادنوا
فهاهو قد أتيح لنا المجال
فإني عاطش ياغيم جدا
ولا تكفي سحابات ثقال
عزفت اليوم بالألحان عودي
وأقبل من فمي العذب الزلال
لأبحر غارقا في موج عشقي
تصاحبني السجايا والخصال
وكم أحببت من طرف كحيل
تشد إلى مفاتنه الرحال
وكم أغرمت في وجه جميل
تذوب إذا تشاهده الرجال
فعدت بكل ماقد كنت أرجو
ومهما بيننا الحساد حالوا
سأبقى ثابتا في الدرب هذا
ولو عني جميع الخلق مالوا
أنا لاشيئ يهزم أمنياتي
ولا صعب أمامي أو محال
أحس الحب عشعش في فؤادي
وأحكم قبضة فيه احتلال
عرفت الحب من صغري ومهدي
ومذحان الفطام أو الفصال
إلى أن حزت في الدنيا مكانا
فزال الشك وانقشع السؤال
وقد فاز الأنام إذا أحبوا
وإن لم يفعلوا وقع الضلال
فماللحب في قلبي بديل
وإن الحقد ياقومي عضال
وأشواقي تسافر بي فأعلو
لتبقي في فؤادي ماتزال
ولو أنا جميعا قد عشقنا
لكان اليوم قد رفع الوبال
ولو كنا عرفنا الحب حقا
لزال الداء وارتحل السعال
رنين العود إيقاع شجي
يبشرني بما يرجو المنال
وينعشني فأصعد للثريا
فتحمد حين أسمعه الفعال
ويملأني هدوءا حين يأتي
ويحميني من الحر الظلال
بأشعار الغرام تطيب نفسي
فيضرب حين أكتبها المثال
فعش بالحب معتصما رفيقي
برغم الكل إن قدحوا وكالوا
فلو انا لذلك قد قرأنا
لطاب لنا طوال الدهر بال
أنا يا صاحبي رجل أنيق
وفي قلبي احتراق واشتعال
إذا جن الدجى أخلو بنفسي
فتنهي العمر أوقات قلال
فأكشف بالقصيدة كل سر
وللأشعار نور وارتجال
فأصبح بلبلا يشدو بلحن
ترافقه الصبابة والخيال
لأبلغ ماله العشاق بلغوا
ونلت اليوم ماالعشاق نالوا
أنا طبعي البراءة يارفاقي
ومافي القلب مكر واحتيال
وقلبي في الصدود يموت حتما
ويحييني التلاقي والوصال
لحبي سوف أبذل كل غال
لأجل الحب لايخشى النزال
أحب وبالهوى قد ذبت إني
ومني اليوم ما جاء اعتزال
أطل على الجميع ببوح نظمي
وتظهرني القصيدة والمقال
بلال الصوفي