خاطرة..

رسالة مبللة بقلبكِ الحاني يا أمي

ها أنا اقرع قلبي ندمًا على ما اقترفته بحقكِ.. أسير بتخبطِِ لا هدف لي..

رامي الردفاني

أماه،
لست أدري بأي وجه ألقاكِ..
أو بأي لسان ألهج به باسمكِ..
أمي،
تشظت روحي إلى سبعمائة وجع..
تبعثرت و صرت قنينة مكسورة لا يسكنها إلا الضيق و الفراغ..

أمي،
أغفري لي سذاجتي، ابنكِ عاق يخر بين أرجلكِ الكريمة، يتوسلكِ كي تقيمي عثرته..
لقد تجعد وجهي بالغصة و فاضت عيناي كبالونة انفجرت دفعة واحدة..

أمي،
لا أعلم ما يحل بي أحيانًا.. أصير شخصًا بلا عقل..
أذهب إلى حيث تأخذني قدماي، فأجدني ضائعًا بدونكِ يا ستري من النار.. فكوني أرجوكِ بالقرب مني..

ألا ترين ولدكِ كيف يفترسه الندم و يرمي به إلى منحدرِِ تفوح منه ظلمات عمياء .. فأكون قاب وجعين أو أدنى..

يتعالى شهيق طيشي و زفيري أراه يهرول نحوكِ بلا أدنى تردد..

أمي،
ابنكِ الأحمق يعاني جوعًا فاحشًا، فهلا فتحتي لي ذراعيكِ لأتناول من حنانكِ حتى أشبع..؟!
قلبكِ يا أمي وطن ألجأ إليه من غربة الحياة هذه.. فلا طاقة لي في البعد عنكِ..

ها أنا اقرع قلبي ندمًا على ما اقترفته بحقكِ.. أسير بتخبطِِ لا هدف لي..
أرجوك كوني بوصلتي التي تدلني و تهدي لي قلبي هذا بعد الله الذي ثار غضبًا عليّ لأجلكِ..

ها أنا على أرصفة باردة؛ أتسول و أشحذ كي يسد رمق حبي لكِ عل دعواتكِ الطرية تلك ترطب جفاف دربي..


لقد وهن نبضي يا أمي و اشتعل قلبي ندمًا..
جسدي مثقل بالوجع إن لم تعفو عني..
قلبي يتضور ألمًا إن لم تقبلي أسفي..
روحي تسيح في الضياع إن لم تضميني إلى صدركِ كما كنتِ تفعلين من قبل..


ها أنا أيا أمي العظيمة.. أُقبل موضع قدميكِ.. أشم عبق رائحتكِ التي لم يضيعها قلبي..
أذكر كم بساتينًا زرعتي في صدري حينما كان قاحلًا أجدب..
ما يزال صرير ضحكاتكِ تحييني و تؤنسني..
فأرجوكِ كوني بالقرب مني و أصفحي عني.. فأنا بدونكِ كسيًا فضفاضًا لا يملؤه سواكِ..


أنا واقف أمامك ِ فقتصي مني إن كان ذلك يريحكِ و يبدد فعلتي الحمقاء..
ها هو الندم يلبسني و كلي أمل أن يعود قلبكِ صافيًا راضيًا عني.. فأنت ِ رضى الرحمن إن رضيتِ و غضبه (و العياذ بالله) إن غضبتِ عليّ..


ساجد بين قدميكِ انتظر.. فلا تجعليني احترق أكثر يا أمي الحبيبة..


رسالة ألم من ابنكِ المحب،
رامي الردفاني