قصيدة..

لقاء عابر

ومنك أطل الحسن يجتاح خافقي فرتلت أشعاري وسبحت خالقي

بلال الصوفي
ومنك أطل الحسن يجتاح خافقي
فرتلت أشعاري وسبحت خالقي
فلم أدر هل في الأرض مازلت واقفا
وهل أنني أعلو لهام الطوابق
شعرت كأن الأرض تسقط من يدي
وأني امرئ مما رأي غير واثق
فما كان سهلا أن أراك بجانبي
وقد برزت في الدرب شتى العوائق
أنا ثم انت الأمس كنا لوحدنا
وما بيننا ثان ومامن مرافق
فجاء الذي ألذي أهواه من غير موعد
وتم الذي أرجوه من غير سابق
كأني رأيت الكون ملكي بكله
وأني أعلو للجبال الشواهق
فتم لقاء كنت أبغي حصوله
وليس له في أرضنا من سوابق
فأنت على عينيك صلت قصائدي
ونحوك لازالت تصلي طرائقي
أيا امرأة ازهى من الشمس حسنها
بها الحسن يبدو في أتم التناسق
فكنت لقلبي أنت أغلى هدية
واجمل مايهدى لشخص مراهق
كأنك في أفق السماوات نجمة
أطلت تناجيني بلا أي فارق
أتمت لنا الدنيا لقاء مباركا
به قد تعانقنا لبعض الدقائق
به احتفلت روحي وغنت هواجسي
فأشعلت أفراحي بكل المناطق
رأيت المها مني دنت حين جئتها
وفي عينها شاهدت إيماض بارق
وفي خدها شاهدت مايذهل المدى
يفجر أعماقي بلا أي صاعق
وقد أثلجت صدري بأروع ضمة
بها اطفات في الصدر كل الحرائق
وجدت الشفاه الحمر تزهو بوجهها
ألذ وأشهى من زهور الحدائق
خلونا ببعض يارفاقي لساعة
ومابيننا واش ولا من منافق
لقد تم هذا الأمر حقا فصدقوا
وأقسم أني لم اكن غير صادق
وكم من لقاء تم في العمر صدفة
وكم موعدقد ضاع رغم التوافق
لقد كان عيد حين أصبحت قربها
فغنت أهازيجي ولاحت بيارقي
كنغمة عصفور وتغريد بلبل
واجمل ذوق جاء يهدى لذائق
رزقت لقاء أيها القوم فاعلموا
فسبحان معبودي وشكرا لرازقي
ورب لقاء تحت ظل شجيرة
أجل وأرقى من قصور الفنادق
أتاني الذي كم كنت أبغي وصوله
وأجمل ما يأتي محب لعاشق
وماكان في الحسبان شيئ لما جرى
ولاكان هذا الامر قلبي بطارق
شعرت كأني كنت في الوهم حينها
وأننا ما كنا بدنيا الحقائق
أنا مطمئن القلب من بعد هذه
ومن قبلها كم بت والشوق خانقي
سلام لمن لاقيت ماهبت الصبا
ونحوك قد أهديت من كل لائق
وما طار عصفور وغنت بلابل
ومافاح عطر من زهور الزنابق
فإني قتيل فيك ياعذبة اللمى
وبعدك قد فتشت كل الخنادق
وقبلك كان الشوق يجري بداخلي
أحر وأطغى من رصاص البنادق
وكم كنت قبل الأمس أمسي معذبا
كأني مصلوب بحبل المشانق
فجئتِ كأن الله ساقك ياابنة
وجئتُ كأن الله من كان سائقي
لحبك قد أهديت عمري بكله
ونحوك قد أبرزت كل الوثائق
وإياك قد سلمت روحي تقربا
وذلت لأجل الحب كل الفيالق
كأني في الفردوس حين وصلتني
فأنت لحور العين إحدى الشقائق
ومثلك فوق الأرض ماقد رأيتها
وحسنك فوق الأرض إحدى الخوارق
فقولي لماتبغين من غير حيرة
فبعدك لاصوت سيبقى لناعق
لقاء به كل الميادين تحتفي
ومافي حسبان قلب المفارق