قصيدة..

همسة مسائية

كم كنت حولي تبعثين النورا فأرى الحياة منازلا وقصورا

بلال الصوفي
كم كنت حولي تبعثين النورا
فأرى الحياة منازلا وقصورا
وتلملمين شتات عمري كله
فيصير قلبي منزلا معمورا
وتضاعفين تألقي وتعلقي
فأرى الوجود بلابلا وصقورا
كم كانت اللحظات تجمع بيننا
حتى طوينا بالغرام شهورا
إني لممتن لحب صديقة
ملأت فؤادي رقة وشعورا
كانت تلوح إذا الحياة تكاءبت
فأرى الوجود منافذا وجسورا
فغدوت منها شاعرا وأنا الذي
من قبل ذلك لم أكن مذكورا
من كنت إن غازلتها ومدحتها
تزداد من فرط المديح غرورا
فتلين لي وتضمني وتزيدني
حين التلاقي فرحة وسرورا
كانت تؤرشف لو ترون قصائدي
فأود لو أغدو لهن سطورا
لتظل تحفظ ماكتبت مدونا
فيزيد شعري رونقا وحضورا
فتانة العينين رائعة اللمى
وأذوق من فمها الجميل خمورا
وأرى عليها رونقا وثقافة
وأشم مسكا حولها وعطورا
والله علم التراب بحسنها
لغدا التراب نفائسا وبخورا
هي وحدها من هذبتني في الهوى
لارى الحقول حدائقا وطيورا
هي أسعدتني يارفاق ولم أكن 
من قبلها فرحا ولا مسرورا
إن فارقتني لا أذوق سعادة
وأرى يراعي أبكما مكسورا
وإذا اتتني لا أغادر فرحتي
فأصير في أحضانها عصفورا
وإذا نأتني فالكآبة تأتني
فأرى الحياة قيامة ونشورا
وإذا دنت مني أصير معلما
اتلو الدروس وأحمل الطبشورا
وأصير في نظم القصيدة بارعا
ارضي الجميع وأقنع الجمهورا
هي لم تكن مثل النساء وإنما
كانت بحق تخرس المنشورا
فلحسنها إني وهبت محبتي
وبها سابقى ماحييت فخورا
مذ أن كتبت الشعر فيها إنني
أصبحت حقا شاعرا مشهورا
ظلت تغض الطرف حتى عندما
أحدثت ذنبا لم يكن مغفورا
من لي بأنثى يارفاق بحجمها
ولها سأغدو مذهنا وشكورا
لبذلت عمري كله من أجلها
ولكان ذلك هينا ميسورا
كنا ببعض نلتقي في ساعة
ونضم في وقت اللقاء صدورا
فنظل نتلو مايروق لمثلنا
ونتم في أعلى الفضاء عبورا
فنرى كأن البحر أقبل نحونا
وغدا شراب سائغاوطهورا
حتى وجدت الرمل مني قد دنا
وغرست فيه الورد والكافورا
في وجهها شاهدت أثمن لوحة
وبه وجدت الدر والياجورا
سبحان من صاغ الجمال بخدها
حتى غدوت بحسنها مسحورا
يا صاحبي فيها الحياة وجدتها
لما رأيت الكائنات قبورا
هي وحدها راقت لقلبي حينما
غدت الوجوه قبائحا وصخورا
حتى أذابت كالجليد هواجسي
بل أشعلت في داخلي تنورا
فيها البراءة يارفاق وجدتها
لما رأيت الواجهات فجورا
فبها سأبقى بالهوى متمسك
حتى أموت بحضنها مقبورا
ولها سأكتب ماحييت قصائدي
وأزين الألفاظ والديكورا
فيها الأنوثة كالسحاب تدفقت
لأذوق من شهد الجمال قدورا
حتى ننال من الغرام تشبعا
نأتي المباح ونفعل المحظورا
بلال الصوفي