إحلال هوية طائفية بديلة ومستوردة بعد تغليفها بعنوان براق..

تقرير: الحوثي.. بين شعار الهوية الإيمانية وارتكاب الأفعال الشيطانية

حوثيون شمال اليمن_ ارشيف

محمد مرشد عقابي

أمتد المخطط الإيراني في اليمن بدءً من الموروث التاريخي والحضاري ليضرب جوهر العقيدة والقيم والأعراف الإجتماعية مروراً بالثوابت الوطنية وصولاً الى مظهر اللباس ومناهج الدراسة وكل ما يرتبط بالهوية الوطنية الراسخة كل ذلك وغيره بات هدفاً للنسف وإحلال هوية طائفية بديلة ومستوردة بعد تغليفها بعنوان براق وهو "تأصيل الهوية الإيمانية"، ويؤكد العديد من الخبراء المحللين بان هذا الشعار المستورد قد استخدمه نظام إيران الطائفي لإجراء أوسع عملية تغيير ديمغرافي إبان ثورته الخمينية نهاية ثمانينيات القرن المنصرم لكن هذا الغطاء والبضاعة الإيرانية الرديئة والكاسدة التي جاء بها ضابط الحرس الثوري الإرهابي "حسن إيرلو" لبيعها لليمنيين، باتت مكشوفة أكثر من أي وقت مضى ولم تجد طريقها للإستجابة والإنجذاب نتيجة الرفض والوعي والإدارك المجتمعي الواسع.

أفرز الخطاب الإعلامي للمليشيات الحوثية عدد من المعطيات تتحدث عن الهوية أو ما يطلق عليها "الهوية الإيمانية" منذ بداية العام 2019م مكثفة الشغل عليه مؤخراً، لتنعكس في سلسلة من التعسفات وأعمال القمع والتطرف والإرهاب والتنكيل بحق السكان في العاصمة صنعاء وبقية المدن والمناطق الواقعة تحت سيطرة الجماعة منها منع حفلات التخرج ومداهمة محال الأقمشة والـ"كافيهات" وفصل الجنسين وإجراء تغييرات طائفية في محتوى المناهج والمقررات الدراسية وأسماء المدارس والمراكز العلمية وهدم معالم حضارية وأثرية ونسف كل ما يتصل بالثورات الوطنية والثوابت ومكتسبات العربية اليمنية.

وعبر زعيم المليشيات المدعو عبد الملك الحوثي في أحد خطاباته خلال فبراير 2019م بصراحة أن الهوية الوطنية اليمنية خطر حقيقي على وجود ومشروع جماعته المدعومة من نظام طهران، وقال: "إن "الهوية الإيمانية" حين يقول ذلك يقصد المشروع الطائفي لجماعته وايران تواجه خطراً حقيقياً بانحراف المجتمع اليمني عنها، متهماً من يطلق عليهم التكفيريين بتقديم مشروع الهوية اليمنية والإيمانية بصبغة مختلفة وبالطبع التكفيريين من وجهة نظر جماعة كل من لا يعتنق فكرها وبالتالي فبقية الشعب اليمني تكفيري، وتشير الكثير من التقارير الى أن المليشيات الحوثية وضمن مشروعها المستورد الذي يستهدف ضرب هوية العربية اليمنية بإشراف الإيراني "ايرلو" تخطط لإعتماد ما يسمى بـ"عهد الإمام علي والحسين" كمصدر للتشريع وبناء على ذلك تجري صياغة "دستور للدولة"، أي دولة الجماعة التي تخطط لإقامتها وهي إذا ما جرى تخيلها رغم استحالتها طريقة حكم لاهوتية تلغي الدولة الوطنية بمفهومها الحديث من دستور وديمقراطية وانتخابات وتؤسس دويلة الولاية الطائفية والعنصرية ذات البعد الرجعي والإستبدادي المتخلف، وبمعنى آخر نقل التجربة الإيرانية للمناطق الخاضعة لسيطرة الجماعة.

ومضت في يناير من العام الماضي 2020م، مليشيا الحوثي قدماً في مشروع نسف هوية اليمن الوطنية، وجرى تكليف القيادي المدعو "عبد الوهاب شرف الدين" كرئيس لحملة ما تسمى بتأصيل الهوية الإيمانية في أمانة العاصمة، وبدوره شرع في تشكيل لجان فرعية في كافة المكاتب التنفيذية والأحياء والحارات بواقع ثلاثة أشخاص في كل لجنة مكتب تنفيذي وسبعة أشخاص في لجنة كل حي وسبعة في لجنة كل حارة، ولم تكتف المليشيا بذلك بل وضعت قطاع التعليم العام والجامعي في صدارة أولوياتها ضمن هذا المشروع التجريفي، حيث عكست العمل عليه في مضمون الخطاب الطائفي الموجه على مستور الفعاليات التي تحييها على مدار العام وربط كل تلك الأنشطة والفعاليات بمفهوم "الهوية الإيمانية" المراد تطبيقها والتي تعبر عنها ممارسات الجماعة بأكثر من صورة.

واوضح المسؤول الإعلامي لنقابة المعلمين اليمنيين "يحيى اليناعي" في حديث لوسائل الإعلام بإن النقابة رصدت 5476 فعالية أقامتها المليشيات الحوثية للتعبئة العسكرية والطائفية في مدارس العاصمة اليمنية صنعاء خلال 47 يوماً فقط منذ فبراير الماضي، لأفتاً الى أن العام الجاري سجل أرتفاعاً مفزعاً في عدد الفعاليات والأنشطة الحوثية التي جرى تنفيذها في قطاع التعليم خلافاً للأعوام الماضية، مؤكداً بأن هذه الفعاليات أستهدفت أكثر من نصف مليون طالب مقيدين في 310 مدرسة، منوهاً بان مليشيا الحوثي تعمل بأقصى جهدها وتكرس كل طاقتها منذ العام 2016م لإنتاج جيل من ملايين الطلاب المحاصرين بالأفكار الطائفية وثقافة العنف والكراهية وهو ما يعبر عن المشروع الهوياتي المستورد والدخيل.