"متاجرة بالدين ونفاق سياسي"..

تقرير: إخوان اليمن.. خطاب كراهية وفصل عنصري تجاه الجنوب

ميليشيات إخوان اليمن في مدينة تعز اليمنية - أرشيف

سلمان صالح
مراسل ومحرر متعاون مع صحيفة اليوم الثامن

لم يبد تنظيم إخوان اليمن (الحاكم لشرعية عبدربه منصور هادي)، جدية في قتال الحوثيين، مثل ما يبديها في مواجهة الجنوب، لكن أخطر تلك الحرب هي خطاب الكراهية والتحريض على الجنوبيين، والتقليل من شأن قضيتهم وأرضهم التي يرى التنظيم واعلامه الممول من أطراف إقليمية انها ملكا لهم.

وشنت وسائل إعلام إخوانية وأخرى محلية ممولة من أطراف إقليمية مناهضة للجنوب، هجوما ممنهجا على المجلس الانتقالي الجنوبي، واتهمته بالفساد ونهب المال العام؛ في تناول يكشف تهرب الرئاسة اليمنية التي يتحكم فيها التنظيم الممول قطرياً، في تنفيذ بنود اتفاقية الرياض التي تنص على توحيد الجهود ضد ميليشيات الحوثي.

وحرضت قناة اليمن الرسمية التي تبث من السعودية، على اجتياح الجنوب، الذي يتعرض لهجمات حوثية في كرش بلحج والضالع ويافع ومكيراس وبيحان شبوة.

وهددت قناة اليمن الرسمية التي تبث من العاصمة السعودية الرياض بتمويل سعودي، بخيارات عسكرية جديدة ضد الجنوب، لفرض ما اسمته "واقع جديد"، وهذا هو أحدث تهديد تطلقه القناة الرسمية، في ظل انحراف واضح لبوصلة الحرب صوب الجنوب، واصبح الإخوان "المتحكمون"، بالرئاسة اليمنية، في خدمة الاجندة الحوثية.

وقالت القناة على لسان أحد ضيوفها "ان المجتمع الدولي والإقليمي لا يمتلك أي ورقة ضغط على الحوثيين الموالين لإيران والذين انقلبوا على حكومة هادي، لكنه في ذات الوقت يمتلك العديد من أوراق الضغط على المجلس الانتقالي الجنوبي، مؤكدا ان الخيارات البديلة تتمثل في التحرك عسكريا واجتياح عدن، على غرار اجتياحي 1994 و2015م.

وخلال السنوات الماضية ادار الإخوان ظهر حكومة هادي للحوثيين، واتجهوا لشن حرب عدوانية ثالثة على الجنوب، مصحوبة بخطاب عنصري جهوي يحرض على ان الجنوب كأرض وثروة هي ملك لهم، منادين بمشروع دولة الأقاليم الستة التي قضت عليها الحرب الحوثية، وبات من الاستحالة الحديث عن دولة أربعة من اقاليمها تحت سلطة الاذرع الإيرانية التي تبرر ان الحرب قامت لرفض المشروع الذي اقر تقسيم اليمن الشمالي الى أربعة أقاليم والجنوب الى اقليمين اثنين.

ويرفع الاخوان شعار ان الوحدة اليمنية من الدين، وان الانفصال من الكفر، وهو خطاب صدرت على اثره فتوى تكفير شهيرة أصدرها علماء دين الإخوان على فشل القوات اليمنية في تجاوز جبهة صبر لحج في العام 1994م، خلال الحرب الأولى، وهي الفتوى التي تمثل وثيقة ادانة على جرائم الاخوان الذين صنعوا لاحقا تنظيم القاعدة الإرهابي الذي شارك هو الأخر الى صفهم في تلك الحرب.

وخلال ثلاثة عقود، تعرض المئات ان لم يكن الآلاف من الجنوبيين لتصفيات جسدية من قبل ما يعرف بتنظيم أنصار الشريعة، النسخة المحدثة من تنظيم القاعدة، الذي يعد الجناح العسكري للإخوان.

ومما يعزز تطرف الاخوان حاليا، خطاب عضو مجلس النواب عن حزب الإصلاح الإخواني، عبد الله أحمد علي العديني، الذي يحرض دينيا بشكل يتجاوز فيه خطاب تنظيم القاعدة، الامر الذي تقول تقارير صحافية ان خطاب العديني يؤكد ان فكر القاعدة ولد من رحم اخوان اليمن.

وقالت مصادر أمنية جنوبية لصحيفة اليوم الثامن ان تنظيم القاعدة عاد براياته السوداء في ريف شبوة وأبين، مستهدفا قوات الحزام الأمني الجنوبية، في حين تقول مصادر قبلية بشبوة ان التنظيم يسعد لاستعادة بعض اماراته التي تم تفكيكها من قبل قوات النخبة قبل العام 2019م.

ووفر الاخوان على سيطرتهم على شبوة وأجزاء من أبين في العام قبل الماضي، ملآذات آمنة

وكشف تقرير مؤشر الإرهاب في المنطقة العربية، الذي أصدرته مؤسسة ماعت للسلام والتنمية، عن عودة تنظيم القاعدة للعمل بقوة في اليمن، مؤكداً أنّ هذه العودة "مرتبطة بالتحالف الذي أنشأه التنظيم مع حزب التجمع اليمني من أجل الإصلاح (الإخواني)، والذي يرى في تنظيم القاعدة وعناصره كنزاً لمواجهة المجلس الانتقالي الجنوبي".

التقرير أكد أنّ التحالف بين القاعدة والإخوان كشفته عدة حوادث، أبرزها "واقعة اختطاف خمسة ضباط، من قوات النخبة الشبوانية في البحث الجنائي في محافظة شبوة من قبل تنظيم القاعدة، بعد أن وشت بهم السلطة المحلية في محافظة شبوة، المحسوبة على حزب التجمع اليمني من أجل الإصلاح".

من جهتها، وجهت قبائل الصبيحة تحذيراً إلى القيادات الإخوانية التي تعد لهجوم على عدن، مؤكدة أنّ "رجال الصبيحة سيكونون لهم بالمرصاد، وأنّ أول شبر من أراضي الصبيحة، سيكون مقبرة لكل من تسول له نفسه العبور نحو عدن". وشددت القبائل على أنّ أراضيها "لن تكون سلم عبور لميليشيات الإخوان لغزو الجنوب وعدن".