"درجة ثانية"..

تقرير: كيف حكمت قطر على "آل مرة" أنهم ليسوا مواطنين أصلا؟

هل يعقل أن تقوم دولة بجعل التفرقة بين أبنائها قانونا؟

سهى الجندي

عندما ننتقد قطر، فليس الهدف تشويه صورتها، لأن صورتها شائهة أصلا، فسوء معاملتها للعمال وموتهم في كنفها ملأ الصحف الأجنبية وبات الكل يعرف ثقافة قطر التي نشرها نظام الحكم فيها. ومع ذلك، كان لا يزال الشك يراود البعض ويشك في صحة المعلومات. أما اليوم، فقد ظهر الحق عندما صنفت قطر مواطنيها الى فئات، فبدا جليا أن سوء المعاملة ثقافة وليست موجهة ضد الوافدين فقط، بل لمواطنيها أيضا، هل يعقل أن تقوم دولة بجعل التفرقة بين أبنائها قانونا؟ ما بقي اذن؟

قبيلة آل مرة أصبحوا مواطنين درجة ثانية وقطر تستعد اليوم لاستقبال آلاف الأفغان وتوطينهم فيها، وكأن قطر عزبة الحاكم يدخل فيها من يشاء ويخرج منها من يشاء. ومن هم الذين صنفتهم قطر مواطنين من الدرجة الثانية؟ إنها قبيلة آل مرة التي ما أن يذكر اسمها إلا ويقع موقعا حسنا على مسامع الناس. لآنها العروبة والأصالة والطيب والشهامة والبصر المنير والقلب الدافئ.

بعد سن هذا القانون، لم تدع قطر مجالا للشك في أنها ظالمة، وأنها تسيء معاملة الجميع ممن لا يصفقون لها ولسياساتها التي ملأت ديار العرب بالإرهاب والإرهابيين ممن يقتلون الأبرياء ويقطعون الأطراف ويسبون النساء، أما الفئة المحترمة التي تستنكر الظلم فيجري إقصاؤها وحرمانها من حقوقها.

كيف للشعب القطري أن يتعايش بسلام بعد هذا الإجراء، وكيف استفاقت الفتنة وجعلت الناس يتراشقون بعبارة "مواطن درجة ثانية أو ثالثة" لا شك أن هذا يمزق المجتمع ويقتل السلم الاجتماعي.

إن جميع سكان شبه جزيرة العرب ينحدرون من أصول واحدة، فليس هناك مواطن أصلي في أية دولة خليجية، فالناس اقارب وأصهار، ثم جرى تقسيم البلاد بعد اتفاقية سايكس- بيكو، فوجد الناس أنفسهم كلا في بلد، فكيف حكمت قطر على آل مرة أنهم ليسوا مواطنين أصلاء؟ هل غضبت قطر عليهم بسبب وقوفهم ضد ايران؟ وهل هناك من يقف في صف ايران غير الوقيعة والنطيحة والمتردية؟ إنها دولة توسعية ومحتلة لأراض عربية وتسعى الى احتلال المزيد، ومن ينصرها على غيها خائن للوطن، ومن غير الحكمة أن تتمادى قطر وتقصي قبيلة ضخمة وأصيلة مثل آل مرة.

ظلت قطر تنادي بحقوق الانسان وهي أكثر من ينتهك حقوق الانسان، وكانت من قبل تنتهك حقوق الوافدين، وها هي اليوم تنتهك حقوق مواطنيها، فهل بقي لدى البعض شك بأن نظامها ينشر التفرقة والفتنة بين مواطني الشعب الواحد؟ على من كان يشك في انتهاك قطر لحقوق الانسان، عليه اليوم أن يقتنع فلم يعد هناك مجال للشك.