على الرغم من الإجراءات الأممية..

تقرير: "ذراع إيران".. كيف فاقمت معاناة الفقراء بسرقة المساعدات؟

حوثيون

صحيفة البيان

على الرغم من الإجراءات الأممية، للحد من تغوّل وسرقة ميليشيا الحوثي المساعدات الإنسانية في مناطق سيطرتها، تستمر الميليشيا في تلاعبها بقوائم المستفيدين لمصلحة قادتها وعناصرها في غير منطقة، وحرمان المعارضين والأسر الفقيرة من المساعدات.

وكشف محسن التام، أبرز عناصر الحوثي في محافظة ذمار، قبيل اعتقاله بأيام، عن استيلاء مشرفي الميليشيا وقادتها المحليين في مديرية جبل الشرق، على معظم المبالغ المالية المخصصة مساعدات للأسر الفقيرة، بعد اعتماد المبالغ النقدية بدلاً من المواد الغذائية، ونشر قوائم المستفيدين الذين اعتمدت أسماؤهم والتي تظهر أنّ قادة الميليشيا في المديرية والميسورين هم المستفيدون، فيما تم استبعاد الفقراء من القوائم، في دلائل إضافية على حجم التلاعب واستمرار الميليشيا في نهب المساعدات.

ووفق مصادر محلية، فإنّ الميليشيا اعتقلت محسن التام، بعد نشره قوائم المستفيدين من المساعدات التي يقدمها برنامج الغذاء العالمي في مديرية جبل الشرق، إذ تعتمد المنظمات الدولية على شركاء محليين ينتمون لمنظمات أنشأتها الميليشيا، بعد قيامها بسحب تراخيص وإغلاق المنظمات التي كانت قائمة قبل الانقلاب. وأكّدت المصادر ذاتها، أنّ المجلس الأعلى للشؤون الإنسانية الذي شكلته الميليشيا الحوثية يتحكم في أنشطة المنظمات ويفرض شركاء محليين من المنظمات التي قام بإنشائها، فيما يفرض مشروع من قبل الاستخبارات الحوثية يتولى مهمة مراقبة أنشطة هذه المنظمات والموافقة على قوائم المستفيدين وتوزيع المساعدات، وحال لم يتم القبول بالشروط يتم منع المنظمات الإغاثية من العمل.

انتظار مساعدات

إلى ذلك، ما تزال المناطق المحررة في جنوبي مأرب تتنظر وصول المساعدات التي وعدت الأمم المتحدة بإيصالها إلى تلك المناطق التي حرّرت قبل أكثر من شهر، ومساعدة النازحين على العودة إلى ديارهم التي طردتهم منها ميليشيا الحوثي، فيما ينطبق الأمر نفسه على النازحين من مديريات شمالي محافظة مأرب ومحافظتي صنعاء والجوف الذين توقفت مساعداتهم، بعد اضطرارهم إلى النزوح بسبب تصعيد الميليشيا في أطراف المحافظة.

وطالبت السلطة المحلية في مأرب، مكتب الأمم المتحدة للشؤون الإنسانية، بضرورة الإسراع في معالجة أوضاع النازحين من المديريات الشمالية للمحافظة، ومحافظتي الجوف وصنعاء منذ العام الماضي، وتوقف عملية تسليم حصتهم من مساعدات برنامج الغذاء العالمي التي كانوا يتسلمونها قبل النزوح. كما شدّدت على ضرورة الإسراع في إيصال حصص المستفيدين في المناطق المحررة ضمن التدخلات الطارئة ومساعدتهم على العودة الطوعية إلى منازلهم ومزارعهم، بعد أن عاشوا شهوراً في معاناة النزوح والتشريد، إثر استيلاء الميليشيا على قراهم ومزارعهم.

وأكّدت السلطة المحلية، شروعها في إعادة ترتيب الأوضاع في مديرية رحبة والمناطق المحررة المجاورة لها، مثل إعادة إيصال الكهرباء وتأهيل المستشفى الريفي والمدارس والمباني الحكومية، مشدّدة على أهمية تدخل المنظمات في مساعدة النازحين على العودة وإعادة ترميم منازلهم، فضلاً عن تطهير المزارع والطرق والمنازل، والآبار من حقول الألغام التي زرعتها الميليشيا قبل طردها والتي تهدد حياة المدنيين الآمنين وممتلكاتهم.