"نموذج للسلوك الانتهازي تجاه الشرعية والتحالف العربي"..

تقرير مصري: مخططات إخوان اليمن تهدف إلى الإطاحة بالرئيس هادي

قوات شرطة عدن خلال مواجهات أمنية مع عناصر إرهابية على صلة بتنظيم إخوان اليمن - أرشيف

جلال عمر
محرر ومعد تقارير صحافية متعاون مع صحيفة اليوم الثامن

قالت صحفة مصرية رسمية إن تنظيم إخوان اليمن المصنف على قوائم الإرهاب الإقليمية يعمل لحسابه الخاص تحت غطاء شرعية الرئيس اليمني المؤقت عبدربه منصور هادي، وان مخططات تنتهي بالاطاحة بهادي منصور وابعاده عن السلطة حين تنتفي الحاجة إليه.

وقالت صحيفة الاهرام المصرية الرسمية في تقرير لها تحت عنوان "إخوان اليمن.. نموذج للسلوك الانتهازي تجاه الشرعية اليمنية" إن تنظيم الإخوان في اليمن اعتمد على مدار حلقات صراعه للوصول الى السلطة اعتمد على ما تسمى «التقية» التي تجنب التنظيم المصنف على قوائم الإرهاب المواجهة المباشرة، خصوصا في أوقات الضعف، هذا ما يحكم سياسات حزب الإصلاح اليمني حاليًا في التعامل مع الحكومة الشرعية ومخرجات اتّفاق الرياض".

 

"اليوم الثامن" تبحث في فشل قرار الهيكلة وبنية جيش الأحمر.. تحليل: خفايا واسرار.. كيف أنشئ "إخوان اليمن" جيشاً طائفياً في مأرب

وأضافت الصحيفة "يُظهر حزب الإصلاح (الإخواني) نفسه بصدد الاستجابة لمقتضيات اتّفاق الرياض والمشاركة جنبا إلى جنبِ غريمه المجلس الانتقالي الجنوبي في حكومة الشراكة التي نتجت عن الاتّفاق الذي رعته السعودية وبذلت جهودا كبيرة لتنفيذه، لكن الحزب يواصل العمل لحسابه الخاص سعيا لاستكمال التمكين العسكري والاقتصادي بعيدا عن أهداف الشرعية التي يقودها الرئيس عبدربه منصور هادي والتي لا تمثّل بالنسبة لإخوان اليمن سوى غطاء سياسي سيزيحونه عنهم عندما تنتفي الحاجة إليه".

 

وأكدت الاهرام أن "ما يقوم به الإخوان في الجنوب يمثّل نموذجا على سلوكهم الانتهازي تجاه الشرعية اليمنية رغم ما جنوه من العمل تحت رايتها من مكاسب كبيرة".

وأكدت الصحيفة المصرية أنه "إذا كان هدف الشرعية اليمنية ومن ورائها التحالف العربي بقيادة السعودية هو إعادة الهدوء وبسط الاستقرار في الجنوب، وتوظيف مختلف القوى في مواجهة الحوثيين واستعادة المناطق من سيطرتهم، فإنّ مخطّطات حزب الإصلاح تسير في اتّجاه معاكس تماما لغايات الشرعية والتحالف الذي يدعمها، حيث تمثّل تحرّكات الإخوان وتحشيدهم العسكري واستيلاؤهم على الموارد الاقتصادية، وصفة لإفشال حكومة المناصفة وإعادة عدن وشبوة وأبين وغيرها من محافظات الجنوب إلى مربّع الصراع الدامي الذي جاء اتّفاق الرياض لوقفه".

"اليوم الثامن" تقدم ثلاثة سيناريوهات محتملة.. تحليل: برلمان هادي.. "سيئون" بديلة لمأرب أم لنقل الرئاسة للنائب

وأكدت الصحيفة "أن التقية تعني في تعريفها البسيط إظهار شيء وإضمار نقيضه اتّقاء لشّر او دفعا لضرر أو تحقيقا لمنفعة، وبلغة أكثر وضوحًا هي تشريع اللجوء إلى الكذب والخداع إذا كانا يساعدان على تحقيق المصالح".

 

بالنظر إلى أنّ تنفيذ الشقّ العسكري والأمني في الاتّفاق لم يُستكمل بعد، تقول الاهرام "فإنّ التحرّكات العسكرية لجماعة الإخوان تضع المزيد من العراقيل في طريق الوصول بالاتّفاق إلى غاياته النهائية، وتهدّد بنسف ما تحقّق بفعله من مكاسب".

 

وتابعت "يقود ذلك إلى مفارقة صادمة في علاقة الشرعية اليمنية بالتيار الإخواني المنتمي إليها، فبينما تريد هي أنّ توظفه كظهير وداعم لها في صراعها الأصلي ضدّ جماعة الحوثي التي انقلبت عليها واحتلّت عاصمتها، يحدث العكس تماما حيث تصبح الشرعية بحدّ ذاتها أداة بيد الإخوان في صراعهم ضدّ خصومهم ووسيلة من وسائل التمكين لهم".

 

وأضافت صحيفة الاهرام المصرية "أما المعركة ضدّ الحوثي فلا تقع ضمن دائرة اهتمام الإخوان، الذين تجمعهم مع الإيرانيين المشغّلين الأصليين للجماعة الحوثية مصلحة مشتركة في العمل ضدّ التحالف العربي ومحاولة إفشال جهوده لفرملة اختراق إيران لجنوب الجزيرة العربية، وبدل انخراط حزب الإصلاح بما يمتلكه من قدرات بشرية ومادية ومن قوّة عسكرية، في مواجهة الحوثي، ينصرف عنها ويخلي المناطق أمام زحفها ويوجّه جهوده نحو مقارعة المجلس الانتقالي الجنوبي".

"التجارب واحدة من أفغانستان الى اليمن".. تحليل: حلفاء أمريكا والسعودية.. خفايا أسباب الانتكاسات العسكرية

ويشكّل الحفاظ على موطئ قدم في مناطق الجنوب قضيّة مصيرية لحزب الإصلاح ومستقبل جماعة الإخوان في البلد، وذلك بعد أن فقد معاقله في شمال اليمن الواقع تحت سيطرة جماعة الحوثي، بينما يتعرّض معقله الباقي في محافظة مأرب لضغوط عسكرية مستمرّة من قبل الحوثيين، الأمر الذي يرفع من القيمة الاستراتيجية لمحافظة شبوة المجاورة.

 

وعلى هذه الخلفية تقول الصحيفة "ركّز حزب الإصلاح جهوده للاستقرار في شبوة وتحويلها إلى مركز اقتصادي له وذلك من دون أن يتخلّى الحزب عن جهوده للتمدّد في محافظة أبين شرقي العاصمة الجنوبية عدن، ومحافظة لحج بشمالها، إلى جانب الحفاظ على تمركزه في محافظة تعز غربا والتي يعدّها إخوان اليمن خزّانا بشريا لهم".

 

ولتحقيق تلك الأهداف، تؤكد الصحيفة "أن حزب الإصلاح يستغلّ فترة التهدئة التي أرساها اتّفاق الرياض، والتي يعتبرها مؤقّتة بفعل التضادّ بين فكر وأهداف طرفي الاتّفاق: الشرعية اليمنية التي تعرض نفسها كسلطة جامعة وشاملة لمختلف مناطق اليمن، والمجلس الانتقالي الجنوبي الذي يطرح برنامجا مختلفا تماما يقوم على فكرة استعادة دولة الجنوب التي كانت قائمة حتّى مطلع تسعينات القرن الماضي وقبل الإعلان الوحدة اليمنية (....)".

"الانتقالي" كسب جولة سياسية جديدة.. تحليل: إخوان اليمن في الجنوب.. سلطة هشة وضربة إقليمية متوقعة

وأكدت الصحيفة المصرية أن " التحرّكات العسكرية الكثيفة للإخوان في شبوة وأبين ولحج وتعز تُظهر أنّهم بصدد الإعداد لجولة قادمة من المواجهات ضدّ المجلس الانتقالي الجنوبي يرون أنّ حدوثها مسألة وقت، بينما يُظهر استقرارهم في شبوة وشروعهم في إنشاء بنيتهم الاقتصادية الخاصّة بهم والملائمة لتوثيق تعاونهم مع داعميهم الإقليميين أنّهم بصدد التأسيس لنفوذ مستقبلي دائم بجنوب اليمن، كتعويض عن سيطرة الحوثيين على معاقلهم في بعض مناطق الشمال مثل محافظة عمران التي كانت سنة 2014 مسرحا لمعركة كبرى خاضها جيشهم ضدّ جماعة الحوثي وانهزم فيها مفسحا الطريق للحوثيين نحو العاصمة صنعاء".

 

"اليوم الثامن" في خفايا خلافات نظام صنعاء العميقة.. تحليل: "إخوان اليمن".. ومستقبل تنظيم القاعدة في الجزيرة العربية

وترصد مصادر يمنية مواصلة حزب الإصلاح تحشيد قواته في منطقة واسعة على شكل هلال يطوّق عدن من الشرق والشمال والغرب، حيث يتم تجنيد الآلاف من المقاتلين وفتح المعسكرات لهم بدعم مالي سخي من دولة عربية دأبت على إسناد وتمويل الإخوان المسلمين.

 

وفي شبوة نفسها ارتكب حز بالإصلاح خطا قد يكلفه الكثير فأوكل المحافظة إلى محافظ عرف عنه الفساد والمتاجرة بثروات المحافظة جهرا وسرا، كما عمل على أخونة كل مكاتب ومفاصل السلطة في المحافظة ودخل بنزاعات واقتتال مع معظم قبائلها، وها هو الرجل وحزب الإصلاح من ورائه يواجهون رياح انتفاضة شعبية وقبلية في شبوة كما أعلنت قيادات عسكرية رفيعة انشقاقها عنهم هلال اليومين الماضيين

وتقول المصادر إنّ حزب الإصلاح أوكل للقيادي الإخواني حمود سعيد المخلافي، مهمّة إنشاء جسم عسكري يستلهم تجربة الحشد الشعبي في العراق، مؤكّدة قيام المخلافي باستحداث معسكرات للحشد الإخواني في مناطق الحجرية والمعافر وجبل حبشي بتعز.

 

ويقوم المخلافي في الوقت ذاته بتأمين التواصل مع قطر وتنظيم عملية جلب التمويلات المخصّصة من قبلها للإنفاق على الحشد وتأمين معدّاته ورواتب مجنّديه.

الحرب اليمنية.. تحليل: لماذا يصر الانقلابيون الحوثيون على إسقاط مأرب النفطية؟

ويبدو أنّ رهان الإخوان في حسم معركة النفوذ في الجنوب ضدّ المجلس الانتقالي يقوم على تكرار نموذج محافظة شبوة التي تحولت من معقل للمجلس وخطابه المطالب بفك الارتباط إلى أحد أبرز معاقل الإخوان السياسية والاقتصادية.