من تمزيق الجنوب إلى تمزيق اليمن ككل..

تقرير: إخوان اليمن.. ابتكار طريقة جديدة لتسليم شبوة للحوثيين

قصف حوثي يستهدف قوات تابعة للرئيس المؤقت عبدربه منصور هادي في مأرب - أرشيف

سلمان صالح
مراسل ومحرر متعاون مع صحيفة اليوم الثامن

ابتكر تنظيم الإخوان الممول قطريا وتركيا، طريقة جديدة لتسليم محافظة شبوة النفطية التي يحتلها التنظيم منذ أغسطس (آب) من العام 2019م، وذلك في اعقاب الهجوم على قاعدة العلم العسكرية والتحشيد صوب ميناء شقرة بأبين، فيما أكد مركز دراسات مصري، على وجود تعاون وتخادم بين الاذرع الإيرانية والقطرية المحلية في اليمن.

وقالت مصادر يمنية وجنوبية إن تنظيم الإخوان، سعى لجعل شبوة محكومة بالجغرافيا، على أن تؤدي وظيفة المعقل للتنظيمات الإرهابية التي يرعاها الإخوان، من بينها تنظيم القاعدة الجناح المسلح للجماعة، وكانت هذه الوظيفة الثانوية وسيلة لهدف أساسي وغائي.. تمزيق أبرز القوى المناهضة للحوثيين التي مثلتها المقاومة الجنوبية التي حررت شبوة.

وكنقطة مهمة في الجغرافيا اليمنية والجنوبية استخدم الإخوان شبوة ليس منفذا لتهريب الأسلحة بل وأخطر من ذلك مساحة ظليلة لتصنيع وتصدير أدوات ووسائل الإرهاب للمحافظات الجنوبية المحررة بما تمثله شبوة من عمق أمني وسطح ثري بمقومات الاقتصاد والاستثمار".

وقاد الإخوان عمليات عدة في الجنوب أرهقت مقاومتها العسكرية كان بينها عمليات إرهابية مستمرة ومتواصلة، وبقي عاتق هذا الدور على كاهل شبوة بعد أن نجح الإخوان في اعتقال أبطالها وإخفائهم في عشرات السجون السرية التابعة لها.

من ناحية أخرى، لا تزال معركة «مأرب» في اليمن مشتعلة منذ قرابة 9 أشهر، بسبب إصرار جماعة الحوثيين الانقلابية على ضم المحافظة إلى المناطق الخاضعة لسيطرة الأذرع الإيرانية، ما أحدث العديد من الانتهاكات الوحشية من قبل الحوثيين وبتواطؤ وتعاون مع الإخوان.

وحذر قادة عسكريون من خطر دخول الإخوان تلك المعركة، خاصة أن جماعة الحوثي استطاعت الاقتراب من حقول النفط في مأرب شمال شرق اليمن.

ونقل مركز مرجع المتخصص في الإسلام السياسي عن مصادر في الجيش الوطني اليمني الموالي للرئيس اليمني المؤقت عبدربه منصور هادي، قولها "خلال شهر سبتمبر الماضي، سيطرت ميليشيات الحوثي على مديريات بيحان الثلاث في شبوة بعد انسحاب ميليشيات الإخوان التي كانت تتموضع في أطراف المحافظة على حدود محافظتي البيضاء ومأرب، دون أي مقاومة تذكر ضد الحوثيين، ما يؤكد التحالف الميداني بين الإخوان والحوثيين".

وحينما قامت بعض القيادات العسكرية والقبلية في شبوة، بالتحرك لتشكيل مقاومة مسلحة لردع الميليشيات الحوثية، وإيقاف تمددها صوب مركز المحافظة، سعت ميليشيات الإخوان للتحرك في الاتجاه المعاكس ضد هذه المبادرات الشعبية والقبلية.

وبحسب المركز فقد "تعددت جرائم الإخوان في اليمن، إذ لم تكتف الجماعة بتسليم مديريات بيحان الثلاث لميليشيات الحوثي وخيانة قبائل مراد، وتسليم عدد من جنود ومقاتلين مأرب إلى الحوثي، بل قامت بارتكاب العديد من عمليات القتل والخطف وتهجير الأهالي من منازلهم، بحسب تقرير لوكالة الأنباء اليمنية «سبأ».

واختطفت ميليشيات الإخوان عددًا من أبناء قبائل شبوة وناشطين وجنود في النخبة الشبوانية، بسبب تحذيرهم من مخاطر التحالف «الإخواني ـــ الحوثي» على محافظتهم، وكان المختطفون قد دخلوا إضرابًا مفتوحًا عن الطعام في سجون ميليشيات الإخوان احتجاجًا على تعذيبهم.

وفق وكالة «سبأ»، فإن جماعة الإخوان أنشأت ثمانية سجون في مدينة عتق عاصمة شبوة، وخصصتها لمن يعارضها أو يطالب بتحرير مديريات بيحان من ميليشيات الحوثي.

ومن جهته، قال الناشط السياسي اليمني عبد السلام محمود: إن هناك تحالفًا شيطانيًّا بين الحوثيين وجماعة الإخوان؛ للحصول على مأرب والنفط المتواجد فيها، خاصة أن المواطنين في المحافظة يدركون خيانة الإخوان.

وأكد في تصريح لـ«المرجع»، أن العديد من الجبهات العسكرية في مأرب وشبوة ضعفت بسبب دعم الإخوان للحوثيين، لكن هناك ترتيبات قوية من قبل الجيش اليمني والتحالف العربي لدعم الشرعية وأبناء القبائل للرد وردع تلك الاعتداءات.