بعد أقل من عام على توليه المنصب..

دبلوماسيون غربيون: استقالة كوبيش قبل أسابيع من الانتخابات الليبية

مبعوث الأمم المتحدة الخاص إلى ليبيا يان كوبيش

واشنطن

يعتزم مبعوث الأمم المتحدة الخاص إلى ليبيا يان كوبيش تقديم استقالته من منصبه، في قرار مفاجئ وفي توقيت شديدة الحساسية في الساحة الليبية التي تفصلها أسابيع قليلة عن أول انتخابات رئاسية تعددية بنهاية العام الحالي وأخرى تشريعية بعد شهر من إعلان اسم المرشح الفائز في الرئاسية.

وقال دبلوماسيون غربيون إن كوبيش سوف يتنحى بعد أقل من عام على توليه المنصب، لكنهم لم يكشفوا عن سبب الاستقالة المفاجئة وما إذا كانت بسبب طارئ صحي كما فعل سلفه غسان سلامة أم تعود لتعقيدات الوضع الليبي.

وتأتي هذه الأنباء بينما أغلقت المفوضية العليا للانتخابات في ليبيا باب الترشحات للرئاسة وسط تزاحم عشرات المترشحين للمنصب في سباق لا يبدو أنه سيمر بشكل سلس مع احتمال استبعاد أسماء وازنة مثل المشير خليفة حفتر الذي يقود قوة عسكرية ضخمة ويسيطر على شرق البلاد وسيف الإسلام القذافي نجل الزعيم الليبي الراحل معمر القذافي والذي يحظى بدعم قبلي كبير، في حين أنهما (حفتر وسيف الإسلام) من أكثر الشخصيات المثيرة للجدل.

ومن بين المرشحين في اللحظات الأخيرة رئيس حكومة الوحدة الوطنية عبدالحميد الدبيبة وكذلك رئيس مجلس النواب عقيلة صالح وأيضا وزير الداخلية السابق في حكومة الوفاق السابقة فتحي باشاغا إلى جانب رئيس الوزراء الأسبق علي زيدان.

وستجري الانتخابات الرئاسية بينما تخيم على ليبيا أجواء من الخوف من احتمال رفض شخصيات نافذة وأمراء الحرب وميليشيات مدججة بالسلاح لنتائج الانتخابات المرتقبة.

و يان كوبيش وقف على هذه الحقيقة في الأشهر الأخيرة وسط سجالات وتجاذبات بين الفرقاء الليبيين وبات أكثر قناعة بوضع شديد التعقيد وبمشهد منفتح على كل الاحتمالات بما فيها عودة الصراع المسلح.

ويرجح أن سبب استقالته المفاجئة التي لم يعلن عنها رسميا بعد يعود لحقيقة أن المسار الانتقالي بخواتمه (الانتخابات العامة) لن يجري كما تعتقد بعض الأطراف الدولية.

وكان واضحا من خلال خارطة الطريق الأممية التي رسمت ملامح المرحلة الانتقالية ووضعت سقفا زمنيا غير منطقي لهذا المسار: 10 أشهر فقط لتسوية تراكمات 10 سنوات من الفوضى، حيث أنه لا يمكن حل كل المشاكل والخلافات العالقة وتوحيد مؤسسات الدولة ونزع سلاح الميليشيات وسحب القوات الأجنبية وآلاف المرتزقة في غرب وشرق ليبيا ومن ثمة تهيئة الظروف لانتخابات عامة، أنه كان هناك استعجال لانجاز سياسي بغض النظر عما قد يترتب عليه من تجدد النزاع المسلح.  

ودعا منتدى سياسي عقدته الأمم المتحدة في العام الماضي إلى إجراء انتخابات برلمانية ورئاسية في 24 ديسمبر/كانون الأول، في إطار خارطة طريق لإنهاء الحرب الأهلية، غير أن خلافات حول الانتخابات المزمعة تهدد بتقويض عملية السلام التي تدعمها الأمم المتحدة.

ومن المقرر إجراء جولة أولى من الانتخابات الرئاسية في 24 ديسمبر كانون الأول، وأُرجئت الانتخابات البرلمانية إلى يناير كانون الثاني أو فبراير شباط. لكن لم يتم الاتفاق على قواعد الانتخابات حتى الآن.

وكان مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة قد وافق على تعيينه مبعوثا خاصا إلى ليبيا في يناير/كانون الثاني، ليخلف غسان سلامة الذي استقال من المنصب في مارس/آذار من العام الماضي بسبب الإجهاد.

ويان كوبيتش الذي يعتزم الاستقالة من منصبه كمبعوث أممي خاص إلى ليبيا، سياسي ودبلوماسي سلوفاكي كان قد شغل منصب ممثل الأمم المتحدة في لبنان منذ العام 2019 قبل أن يكون الممثل الخاص للبعثة الأممية لمساعدة العراق (يونامي) منذ  فبراير 2015 حتى 2018.

 وقد سبق له أيضا أن شغل المنصب ذاته رئيسا لبعثة الأمم المتحدة لمساعدة أفغانستان (يوناما)، كما شغل منصب الأمين التنفيذي للجنة الأمم المتحدة الاقتصادية لأوروبا ووزير خارجية سلوفاكيا والممثل الخاص للاتحاد الأوروبي في آسيا الوسطى.