إزاحة معين عبدالملك مستبعدة..

تقرير: "بيان الرباعية".. "هادي" خارج المعادلة السياسية المستقبلية

الرئيس اليمني المؤقت عبدربه منصور هادي يصافح نائب مدير مكتبه التاجر أحمد صالح العيسي - أرشيف

نصر محسن
كاتب صحافي متعاون مع صحيفة اليوم الثامن

أكد بيان مشترك صادر عن الدول الرباعية "السعودية والإمارات وأمريكا وبريطانيا"، دعمه لرئيس حكومة المناصفة معين عبدالملك الصبري، الأمر الذي أصبح الحديث عن إزاحته من رئاسة الحكومة مستبعداً على الأقل خلال الأشهر القادمة ان لم يحدث أي طارئ.

وأعلن بيان سعودي - إماراتي - أمريكي – بريطاني استعداد الدول الرباعية للعمل مع رئيس الوزراء اليمني وحكومته لاستقرار الاقتصاد".

وهذه هي المرة الأولى التي يتم فيها تجاهل بشكل متعمد الحديث عن "الشرعية اليمنية"، الأمر الذي يؤكد ان هادي أصبح خارج المعادلة السياسية المستقبلية، خاصة في ظل الفشل المتواصل للحلفاء المحليين في تحقيق أي مكاسب ميدانية تجبر الحوثيين على التوصل الى تسوية سياسية تنهي الحرب.

أكدت دول الرباعية التزامها نحو حل سياسي شامل للصراع في اليمن، وعبّرت عن دعمها الكامل لمبعوث الأمم المتحدة، هانس غرونبرغ.

والحل الشامل يعني ان الحوثيين أصبحوا قوة حقيقية على الأرض في شمال اليمن ويستحيل ازاحتهم، لكن يبدو ان الاذرع الإيرانية لا تريد الجلوس على أي طاولة للتفاوض قبل السيطرة على مأرب، في حين ان هادي لا يمتلك قدرة الدفاع عن المدينة الأخير لحلفائه في شمال اليمن.

والتقى السفراء المعتمدون لدى اليمن لكل من المملكة العربية السعودية، والإمارات العربية المتحدة، والمملكة المتحدة، والقائم بالأعمال للولايات المتحدة بتاريخ 14 ديسمبر 2021، حيث عبّروا عن قلقهم بشأن الوضع الإنساني الخطير الذي يواجهه الشعب اليمني، مشددين على العلاقة الوطيدة لهذا الوضع بالتصعيد العسكري المستمر، ورفض الحوثيين لوقف إطلاق النار وبالوضع الاقتصادي للبلاد، كما أكدوا أن الجهود المبذولة لتحقيق الاستقرار الاقتصادي تُعدُّ أساسية في تقليص الاحتياجات الإنسانية.

وفي هذا المجال، رحّب سفراء الدول الرباعية بتعيين محافظ للبنك المركزي اليمني، ونائب للمحافظ، وأعضاء إضافيين لمجلس الإدارة، وتكليف جهاز الرقابة والمحاسبة لمراجعة وتقييم أعمال البنك المركزي منذ بدء عمله في العاصة المؤقتة عدن.

ونظرَا لأهمية الاقتصاد للوضع في اليمن، فقد أُخذ بعين الاعتبار أن القيادة القوية للبنك المركزي والمؤسسات المالية هي في غاية الأهمية، وفي هذا المجال، لوحظ أن تعيين هذه الكوادر المؤهلة يمثل خطوة إيجابية إلى الأمام.

كما رحب سفراء الرباعية أيضاً بنجاح تعريف العملية الجديدة لمزاد بيع العملة الأجنبية.

وعبر السفراء عن استعدادهم لمواصلة العمل عن كثب مع دولة رئيس الوزراء اليمني وحكومته، والمحافظ الجديد للبنك المركزي وفريقه، وذلك دعماً للإجراءات الخاصة بتحقيق المزيد من الاستقرار للاقتصاد اليمني، بما في ذلك الالتزام بمواصلة تقديم الدعم الفني، وتدارُس الخيارات المتاحة لزيادة فرص اليمن في الحصول على العملات الصعبة وتسهيل التجارة.

ودعا سفراء الرباعية، الحكومة إلى استمرار عملية الإصلاحات مؤكدين أهمية الشفافية والمسؤولية في استخدام العائدات المحلية وإدارة التمويل الخارجي، كما رحب سفراء الرباعية بالمساهمات الكبرى التي قدمتها المملكة العربية السعودية لدعم الاقتصاد اليمني، وخاصة منحة الوقود.

ورحّب السفراء بالجهود التي بُذلت مؤخراً لإعادة إحياء تنفيذ اتفاقية الرياض، كما رحبوا بإسهام المملكة والإمارات في هذا المجال، وأكدوا حاجة كافة الأطراف السياسية إلى العمل معاً لدعم الحكومة اليمنية الشرعية، وخطة رئيس الوزراء للتعافي والإصلاح.

وعبّروا عن قلقهم العميق بشأن الهجوم الحوثي المستمر على مأرب، مؤكدين الحاجة إلى وقف فوري لإطلاق النار، وخاصة في ضوء الأعداد الهائلة من اليمنيين النازحين نتيجة للاقتتال، كما أدان السفراء الهجمات الحوثية العابرة للحدود إلى المملكة العربية السعودية واستهدافها للمدنيين والبنى التحتية الاقتصادية.