"سفراء في مهمة الدفاع عن الانقلاب"..

تقرير: محمد جميح.. حين تعمل دبلوماسية اليمن على تضليل السعودية

قيادات حوثية وإخوانية خلال لقاء سياسي عقد في العاصمة اليمنية صنعاء - وسائل اعلام يمنية

نصر محسن
كاتب صحافي متعاون مع صحيفة اليوم الثامن

لم يكن اليمنيين في حاجة إلى صورة ليتأكدوا من وجود تحالفات استراتيجية بين تنظيم الإخوان (الذراع القطرية في اليمن)، وجماعة الحوثي (الذراع الإيرانية في صنعاء)، فالتنظيم والجماعة سبق لهم وأبرموا اتفاقية سلام منتصف العام 2014م في صعدة (مقر زعيم المتمردين اليمنيين)، وهو الاتفاق الذي حيد الإخوان على اثره 40 الفاً من المقاتلين الميلشاويين، وقوات الفرقة الأولى مدرع التي يقودها الجنرال الهجوز علي محسن الأحمر، لتصبح اليمن في قبضة الحوثيين دون أي مقاومة حقيقية.

"الحوثيون والإخوان" تحالف العنف والإرهاب – كما يصفه يمنيون -كان السبب الرئيس في تفجير ازمة دبلوماسية بين الدول الخليجية والعربية من جانب ودولة قطر من جانب أخر، وذلك في اعقاب تورط الأخيرة في تمويل الاذرع الإيرانية بالأموال والأسلحة، من خلال مشروع إعادة اعمار صعدة، ناهيك عن الدعم الإعلامي الكبير والمتواصل.

 محمد جميح صحافي في جريدة القدس العربي القطرية السابق، وديبلوماسي وسفير حاليا، كشف عن ان سفراء حكومة الرئيس اليمني المؤقت عبدربه منصور هادي، تقتصر فقط على دعم الانقلابيين، وقد ساهمت الدبلوماسية اليمنية في رفع اسم الحوثيين من قوائم الإرهاب الامريكية، حيث لم يقم هادي على مدى ثمان سنوات من احداث تغيير في السلك الدبلوماسي، من خلال تعيين موالين له.

وتقول مصادر يمنية ان مقربا من "جميح"، ساعد الحوثيين في السيطرة على بلدة حريب اليمنية دون أي قتال يذكر، ولكن الدبلوماسي اليمني عرف بمواقفه العدائية تجاه الجنوب، خرج الخميس في تصريحات صحافية يقلل من أهمية لقاء سياسي عقد في صنعاء وضم قيادات إخوانية وأخرى حوثية، الأمر الذي اعتبرته مصادر سياسية مقربة من حكومة هادي بانها محاولات لتضليل التحالف العربي بقيادة السعودية، ومحاولة نفي وجود تحالفات عسكرية وسياسية بين الاذرع القطرية والإيرانية، بالإشارة الى تغول الحوثيين في شبوة ومارب واستحواذهم على الأسلحة الضخمة التي قدمها التحالف العربي لقتال الانقلابيين.

وقال جميع إن من وصفهم بالناشطين الحوثيين نشروا صورة جمعت قياديين إصلاحيين (إخوان)، هما الدكتور فتحي العزب وعلي جباري، والقيادي في حزب القوى الشعبية محمد النعيمي والقيادي في المؤتمر حسين حازب مع قياديين من الحوثة هما علي القحوم وصبري الدرواني، مبرر ان العزب لم يخرج من صنعاء وظل في منزله فيها، كغيره من ملايين اليمنيين الذين صبروا على ظروف الحياة تحت سلطة الانقلاب السلالي"، لكن تجاهل الحديث عن حضور القيادي الإخواني علي جباري.

وعلى الرغم من ان مراسل الجزيرة القطرية في اليمن، هو أول من نشر الصور وضمنه التعليق انه أول لقاء علني يجمع الإخوان بالحوثيين لمناقشة تطورات الأوضاع في شبوة.

ونفى جميح ان يكون اللقاء دليل على ان "هناك حواراً سياسياً يجري في صنعاء بين تلك المكونات وأن الإصلاح يتحاور معهم"... زاعما ان اللقاء "لم يكن لقاء حوار بين مكونات وإنما مشاركة في ورشة تدريبية في صنعاء، نظمها منتدى التنمية السياسية الذي يديره علي سيف حسن".

وقال جميح - الذي يعد من ابرز الدبلوماسيين اليمنيين المقربين من سفير السعودية محمد آل جابر-، "إن الحوثي يشعر بغربة مجتمعية نتيجة لفكره السلالي الذي يرفضه اليمنيون، ويشعر رغم إمساكه بالسلطة في صنعاء أنه لا قبول له عند الناس، ولذا يلجأ لأي مناسبة، يلتقط فيها صورة ثم يوظفها توظيفاً رخيصاً، لكي يقول للناس هأنذا".

وترفض الدبلوماسية اليمنية الحديث عن أسباب الانتكاسات للقوات الموالية لحكومة هادي في نهم وصرواح والجوف والبيضاء وتعز، ناهيك عن كشف الأسباب التي جعلت كل مدن اليمن الشمالي في قبضة الحوثيين باستثناء مركز محافظتي تعز ومأرب فقط.