الجنوبيون يُفجعون بموت العلّامة..

تقرير: "اللحيدان".. عُقودٍ من الدعوة إلى الوسطية ومحاربة الإرهاب

الملك السعودي سلمان بن عبدالعزيز والشيخ الجليل العلامة الفقيه صالح بن محمد اللحيدان

محمد بن فيصل
مدون يمني على مواقع التواصل الاجتماعي يقيم في المملكة العربية السعودية ويكتب في موقع قناة اخبار الان الأمريكية

فُجعت الأمة العربية والأمة والإسلامية عامةً ، وفي الجنوب العربي خاصةً ، بوفاة أحد أكبرِ علماءِ الأمة -عضو هيئة كبار العلماء بالسعودية- الشيخ الجليل العلامة الفقيه صالح بن محمد اللحيدان والذي توفي بعد معاناة مع المرض عن عمر يناهز التسعين عامًا.

اتصف الشيخ صالح اللحيدان بالتواضعِ والرفقِ واللين والعطاء واللطف، كان حليمًا كريمًا سخيًا محسنًا، وكان رقيق القلب، فكان ذلك العالم والداعية المُصلح والقدوة الحسنة ، فقد كان رحمه الله مبتسم المحيا دائمًا

وقد برز الشيخُ بمحاربةِ الإرهاب، والتطرف؛ فكان من أوائل العلماء الذين حذوا من تنظيم الإخوان المسلمين، وما تفرع عنهُ من جماعات وفصائل متطرفة إرهابية.

وكان له الموقف الأبرز في نصرةِ الجنوبيين، ودفع الظلم عنهم، فقد كان أحد أبرز أعضاء هيئة كبار العلماء والتي صدر عنها بيان في رد وابطال فتاوى التكفير التي أطلقها الإخوان المسلمين على شعب الجنوب في حرب صيف 1994م.

، وهكذا في عام 2015م عند غزو الحوثي ومليشيا عفاش للجنوب كان للشيخ كذلك موقفًا بارزًا في نصرة الجنوبيين، فقد حثّهم على الدفاع عن أرضهم، وصد هذا العدوان، والإحتلال الغاشم، كما نصح بعدمِ تسليم السلطة للإخوان، ولا للحوثيين.

وفي الوقت الذي يُظلم فيه شعب الجنوب وتُسرق انتصاراته يصدح الشبخ اللحيدان- طيب اللّه ثراه- قائلاً: " لولا أهل الجنوب لكان الحوثي قد احتل عدن والمكلا، وكل مدن الجنوب".  

وقد نعى المجلس الانتقالي الجنوبي وفاة الشيخ صالح اللحيدان ، وأبز ما جاء في نص البيان : إننا وفي هذه اللحظة الأليمة، التي تفتقد الأمة واحدا من علمائها الأجلاء ممن يمثلون الوسطية والاعتدال في مختلف المنعطفات والظروف، نتذكر اليوم ما قدمه للأمة من علمه الغزير من المؤلفات والأبحاث والإفتاء، التي تجمع لا تفرق وحرصه الدائم على قول كلمة الحق والوقوف الى جانب المظلوم ورد الظلمة والطغاة.

إن مشاعر الأسى التي عمت وتعم الشارع الجنوبي اليوم برحيل العالم الجليل، الشيخ صالح اللحيدان، ومشاركته لأشقائه شعب المملكة العربية السعودية والأمتين العربية والإسلامية أحزانهم بهذا المصاب، إنما تمثل تعبيراً وتأكيداً عن عمق روابط الإخوة التي تربط شعبينا الشقيقين منذ عقود طويلة، وتعبيراً عن المكانة التي يحظى بها علماء الوسطية والاعتدال ممن ساروا على نهج النبوة والصالحين .

إن رحيل الشيخ اللحيدان مثّل خسارة كبيرة للأمتين العربية والإسلامية وهيئة كبار العلماء في المملكة العربية السعودية، ولكل العالم المؤمن بقيم الدين الإسلامي الحنيف وشريعته الوسطية السمحاء، لارتباطه بعديد من القيم النبيلة التي حملها وكانت منهجه أثناء تقلده العديد من المناصب في المملكة العربية السعودية وأهلته لأن يكون عالماً من علماء الأمة البارزين الذين ساهموا بمسيرة علمية طويلة امتدت لأعوام.

كما صدحت الكثير من منابر عدن والجنوب في خطبة الجمعة، بذكر فضل الشيخ ومسيرته العلمية والدعوية، سائلين الله عز علاه، أن تتغمّد روحه الرحمة والمغفرة..

رحل الشيخ اللحيدان وبقيَ ذكرهُ الطيب، وعلمهُ، ومسيرتهُ الدعوية، فرحمَ الله الشيخ اللحيدان وغفر له واسكنه فسيح جناته وجزاه الله خيرًا عن الأمة الإسلامية والعربية والشعب الجنوبي الذي لن ينسى موقفه ما بقيّ ..