"اليوم الثامن" تقدم دراسة تحليلية..

الإعلام الوطني الجنوبي.. دوره في إدارة الأزمات ومواجهة الإعلام المضاد

السيد عيدروس الزبيدي خلال ترأسه اجتماعا للهئية الوطنية للإعلام الجنوبي المدشنة حديثاً - أرشيف

القسم السياسي

 المقدمة : يعد الإعلام وسيلة هامة وشديدة التأثير في صناعة الرأي العام وفقا لنظريات سياسية وثقافية محددة، وذلك بما له من فاعلية حاسمة في توفير المعلومة التي تصنع القناعات عند الجماهير سيما وان وسائل الإعلام تقوم بالدور الأهم في صياغة الصورة وتعديلها بما يخدم وجهة النظر التي تسعى لنشرها، كما أن للإعلام أيضا دورا أساسيا في بلورة السياسات وصياغة القرار السياسي، عبر الأخبار والمعلومات التي يروجها الإعلام في هذا الحدث أو ذاك خاصة في ظل التحولات والتطورات التكنولوجية المتطورة في الاتصالات حيث الأقمار الصناعية واستخداماتها الايجابية وكذلك السلبية التي تقوم على خلق تشوهات وإفراز إشكالات خطيرة تؤثر في وعي الجماهير ومواقفها السياسية من الأحداث.

ومن هنا لا بد لنا وان نتوقف عند كيفية استخدام القوى المعادية لقضية شعبنا وهويتنا العربية الاصيلة وعقيدتنا السمحاء للإعلام وعند قدرتها وعراقتها في التضليل الإعلامي بهدف تحقيق غاياتها ومشاريعها السياسية للنيل من مشروعنا التحرري وكذلك عرقلة مشروعنا العربي المناهض للسياسة الايرانية والتركية في المنطقة العربية ذاك عبر ترويج الإشاعات وفبركة الأخبار التي تصب في هذا الهدف.

لقد لعبت وسائل إعلام العدو - المناهض لقضية شعب الجنوب والتحالف العربي - دورا لا يستهان به في تكوين الاتجاهات والأفكار والتطرف فهي تؤثر بما تقدمه من برامج وأفلام وأخبار عن الأشخاص والأحداث. وتنمي بعض وسائل الإعلام مشاعر الكراهية والعدوانية لاسيما تلك القنوات التي تملكها تلك الجماعات السياسية والتنظيمات الاخوانية وقد مثلت قنوات الجزيرة وإيران وقنوات الإخوان المسلين (قطر اليمن) أولى تلك القنوات المحرضة ضد أهداف شعبنا الجنوبي العظيم ودول التحالف العربي وفي مقدمتهم الامارات العربية المتحدة.

 ومن جانب آخر، لقد ساعدت شبكة المعلومات العالمية (الإنترنت) كوسيلة إعلامية عالمية في نشر الأفكار الأيديولوجيات المتطرفة والمنحرفة من خلال بروز فقه جديد عبر هذه الشبكة وهو ما يسمى فقه الإنترنت بما يحتويه من فتاوى فردية مشحونة بالانفعال والكراهية والتحريض على العنف، حتى انه وصل إلى حد تجنيد الشباب صغار السن والتغرير بهم بدون علم أهلهم وبطرق كثيرة.

وتتأتى خطورة المرجعيات الدينية والنخبوية المختلفة في اليمن بوسائلها الإعلامية من أنها تستهدف الثقافة الجنوبية؛ بإلغاء الخصوصيات الثقافية وجعلها تابعة لثقافة اليمني الشمالي، وبث وتسيد مفاهيم اجتماعية تفيد بتعبية الجنوب للشمال وتهشيم قاعدة المُقَدَّس بإحلال مفهوم الحاد الجنوب في دينهم، وهتك القيم؛ ومن ثم خلق الذهنية القابلة لتطور القيم وكسر الأمور المحرمة التي تحمي ثبات هذه القيم؛ باعتبارها النواة الصلبة والثابتة التي تتمحور حولها مفردات الهوية الجنوبية وعلى رأسها العقيدة.

كما أن الموجة العدائية الحديثة للقوى اليمينة بكل اطيافها على الجنوب ليست كولونيالية عسكرية، كما أنها ليست غزواً ثقافياً بالمعنى التقليدي؛ إنما هي حملة استئصال ثقافي تستهدف عقيدة الجنوب؛ لأن العقيدة مصدر قوة الهوية للعرب والمسلمين.

 

 

  • أولا: وسائل العدو الإعلامية المضادة لقضية شعب الجنوب والتحالف العربي :

 

إن الأعلام المعادي يشن حرباً إعلامية شرسة ضد شعب الجنوب وهويته وثورته وكيانه السياسي ولم يكتف بذلك بل صعد الأمر ليشن حربا قذرة على دول التحالف العربي في مقدمتهم الامارات العربية المتحدة والمملكة العربية السعودية، وتمكن منذ الأيام الأولى من الحرب الانضمام للتحالف الايراني - الحوثي ويسعى إلى خلخلة الجبهة العربية ضد سقوط ركائز المد الفارسي في الوطن العربي.

ومن المؤسف أن ذلك التحالف الاعلامي استطاع امتلاك ناصية التأثير على قطاعات واسعة من ابناء شعبنا، وتغيير قناعاته باتجاه فرض ثقافة معادية لكل الانجازات التاريخية الجنوبية والعربية التي تحققت على جميع الأصعدة السياسية والعسكرية والاقتصادية والثقافية في معظم دول شبه الجزيرة العربية وفي مقدمتها جنوبنا العربي الحبيب.

وقد حقق العدو هدفه عبر أساليب علمية مدروسة، مستخدماً في ذلك أسلوب الخطاب المباشر وغير المباشر (الإيحاء)، يدعمه في جهده هذا خبراء مختصون وخبراء في المجال الإعلامي من خلالها استطاع صناعة الرأي العام وتمويل مالي ضخم قدمته عدد من دول الجوار.

وهكذا تمت ادارة الصراع الاعلامي من قبل ذوي الخبرة في التأليف والتمثيل والتلحين والانتاج والاخراج .... فأُنتجت المسلسلات والتمثيليات والاغاني والتحقيقات الاخبارية المفتعلة، التي تهدف الى التشكيك بهويتنا وثورتنا وتحالفنا العربي وخلق قناعة عامة رافضة ومنتقدة لها، وكان كل شيء سيئاً من وجهة نظر هذا الاعلام، ويمكن تحليل عناصر الخطاب الإعلامي المعادي ووسائله على النحو الآتي:

1ـ تحويل هزائمهم إلى انتصارات ومنجزات مزيفة:

استطاع اعلام القوى اليمنية المتحالفة إيران مع يحول الهزائم العسكرية إلى انتصارات، وكذلك توظيف انتصارات المجلس الانتقالي الجنوبي وقواته المسلحة لصالحهم عبر خطاب الاعلام المعادي اتخذ وضعاً معاكساً ولكنه يعتمد على ذات النهج، هو تحويل انتصارات الجنوبيين الكبرى الى هزائم مرة، ويتجسد ذلك من خلال الامثلة التالية:

أـ استخدام تعبير " سقوط وانهزام مليشيات الانتقالي " بدلاً من  المليشيات الحوثي.  .

ب ـ الزعم بأن مجلس الانتقالي الجنوبي مليشيات مسلحة مدعومة من الامارات (مليشيات الامارات) ان هذا الزعم المراوغ لا يستند الى تزييف معاني المصلحات وجوهرها، فهذا الخطاب يزعم ان تكون دولة الامارات العربية دولة مليشاوية وعدوان واحتلال وهذا الخطاب يتماهى مع خطاب المليشيات الايرانية.

ج ـ الزعم أن المجلس الانتقالي الجنوبي غير شرعية في حين ان ذات الاعلام المعادي اعتبر اتفاقية الرياض والحكومة اليمنية حكومة شرعية التي تمت في ظل الاجماع العربي والدولي وفاز بها المفاوض الجنوبي لكون انجازاً تاريخياً وخطوة كبرى نحو استعادة الهوية والدولة.

هـ ـ لفت الانتباه الى امور ثانوية مثل الحديث عن الجزر والشواطئ الجنوبية .

وفي اطار حرف مسار المواجهة مع الحوثيين يسعى الاعلام المعادي، وفي اطار محاولته لإفشال هذا المنجز التاريخي، الى تشويه صورته في اذهان الناس من خلال لفت الانتباه الى امور ثانونية كالحديث المفرط عن شجرة دم الاخوين وسمك الديرك في البحر العربي متناسيين أن صنعاء العاصمة تحت سيطرة الحوثيين. والمثير للعجب أن أكثر من فضائية تابعة لهم طرحت مثل هذا السؤال مما يشير الى وجود خطة مشتركة فيما بينها..

 

2 ـ استثمار الثقافة الدينية لأغراض سياسية وعسكرية

 

 أصبح وسائل الإعـــلام المختلفة مساحة مفتوحة الاسلامية المتطرفة وفي مقدمتهم جماعتي الاخوان والحوثيين (قطر اليمن) مستغلين ثقافة الإعجاب بالرأي التي تجعل بعض الشباب يؤمنون بأفكار ليس عليها دليل، ويدافعون عنها دون مناقشة منطقية أو حجج وبراهين قاطعة حتى تصبح عقائد راسخة يصعب تغييرها، يدفعهم بذلك الغرور بالنفس والإعجاب بالرأي حتى لو تبين لهم الحق.

ويبدأ التضليل والتغرير بالشباب واستغلالهم من قبل بعض الجماعات المنحرفة لتحويلهم إلى أدوات تستخدم ضد المجتمع مستغلين الاوضاع الاقتصادية والامنية والعسكرية والاجتماعية.

مما يدفع معظم الشباب للتورط في العمليات المنحرفة والإرهابية، وفي تلك المرحلة يكـون الفرد قد تشبع فكرياً واجتماعياً وتوحد كلياً مع تلك الجماعة التي أصبـح يعتمد عليها اعتماداً كلياً في حياته النفسية والاجتماعية، بحيث يصعب عليـه أن يرفض أي طلب يطلب منه، وهؤلاء بالفعل يمثلون الأدوات الحقيقية للإرهاب ويعملون دائماً تحت إمرة قيادتهم حين أذن تسود عدد من المظاهر هي: . 

  • سـيادة العـــنف : وهو من أنواع السلوك المنحرف ويُعرف بالسلوك المضاد، أو المدمر للمجتمع، يمكن وصفه بأنه أي فعل يصدر ضد فرد آخر أو مجموعة أفراد آخرين أو ضد المجتمع لأغراض سياسية أو غير سياسية عن طريق استعمال العنف بأشكاله المادية، أو غير المادية للتأثير على الأفراد أو الجماعات أو الحكومات وخلق مناخ من الاضطراب وعدم الأمن بغية تحقيق هدف معين.
  • شيوع الجريمة المنظمة: إن استخدام العقل في أعمال الشر والضرر للآخرين يُعد انحرافا فكريا عن طريق الخير والعدل والحق، وفيه أضرار خطيرة على أمن الإنسان والمجتمع، فمثلا يستخدم بعض الأفراد الخداع والغش والكذب والكيد لتحقيق أغراضهم والحصول على منفعة عن طريق تشويه الحقائق وتحريفها، مثل جرائم النصب والاحتيال والتزوير واستخدام ثغرات القانون.
  • انتهاك الحقوق: ويتمثل هذا الانتهاك لحقوق الغير بالاعتداء على ممتلكاتهم، أو حرياتهم، أو ذواتهم بدون سبب قانوني، وقد يكون التعدي على الغير باسم القانون والذي قد يخضع يتأثر بدوره لأفكار ومعتقدات المطبق له.

4 ـ اشاعة فكرة واحدية الثورة والهوية:

إن قسماً كبيراً من الصراع والمحاجّة الفكرية الدائرين الآن على الساحة الإعلامية من قنوات فضائية، ومحطات إذاعية، ومواقع الكترونية، وصحافة مطبوعة، ووسائل التواصل الاجتماعي يدور حول محور القضية التي نحن بصددها(الهوية)؛ حيث تتخذ التيارات المضادة للجنوب سلاحاً تحارب به الهوية والذاتية الجنوبية؛ وأصبح من المألوف الآن أن يسمع المرء صيحات من نوعية (عرب أو يمنيون) تشن الدوائر الإعلامية اليمنية هجمة شرسة على هوية الجنوب، وتزعم الدعوات لنفسها أنها: هي الأصل الذي يسبق الجنوب في الزمان والمكان والثقافة، والذي يتسع لجوانب شاملة من الخبرة الإنسانية والتي تضيق عنها في الجنوب، وبجانب مزاعم الأسبقية في الأصل والسعة في الانطباق، توجد مزاعم بأن الهوية اليمنية هوية شمالية، ويرون هوية الجنوب هوية طفيلية مفروضة على هوية أصلية، وأنها على أفضل الأحوال لا تعدو أن تكون هوية ثانوية هامشية لها مجال محدود جدّاً تنطبق فيه، وهو مجال لا يتعدى ما يسمى بعلاقة الجنوب باليمن، أو بما يسموه الابن الضال أو عودة الفرع إلى الأصل.

لكن الجديد في الأمر في الفترة القريبة هو نفي قضية الهوية الجنوبية عندما تطرح من الوجهة الجنوبية، والحجة التي تتكرر كثيراً في كتابات من يطلق عليهم الآن ممثلو النخبة الثقافية والفكرية اليمنية هي: أن قضية الهوية والذاتية والانتماء الجنوبي قد أصبحت جزءاً من ماضٍ بائد، وأن التمسك بهذه المفاهيم والتأكيد عليها لا محل ولا معنى له في عالم تسيطر عليه مفاهيم الشمالية، ويرون أن الحضارة اليمنية هي حضارة الشمال وهويته، وهم بذلك لم يصبوا كبد الحقيقة؛ لان اليمن أوسع وأكبر من الشمال والجنوب، فحضارة اليمن هي حضارة للجنوب، كما أن اليمن يمن جنوبي وشمالي.

وفي تشخيص الحالة الراهنة يلمس المراقب أن الموجة الاعلامية الشمالية الغازية التي تستهدف الجنوب تتحرك بوتائر طاغية؛ لأنها تعتمد في انتشارها الأفقي على السياسات والأهداف التحالفات الشمالية، معتمدة على الخطاب الإنشائي القديم، وتتوغل أفقياً عبر وسائط الاتصال الفائقة السرعة التي أنتجتها ثورة المعلومات.

5 ـ المكائد والمؤامرات واشاعة الاخبار المزيفة :

وقد مارست تلك القوى ذلك عن طريق افتعال الخبر‘ فقد سربوا مثلاً خبراً عبر العديد من الفضائيات مفاده سقوط عدن ناشرين تحركات مشبوهة يتضمن توجيهات لما بعد سقوطه، والواقع انه كان عملية مفبركة تتضمن توجيهات وضعت بعد سقوط عدن في يدي الشرعية اليمنية بهذا الأسلوب المخادع، الذي ساهمت فيه العديد من وسائل الاعلام الأخرى دون ان تدرك كنهه بحسن نية او بدونها. فضلاً عن افتعال الحدث والخبر كما في حال المرأة التي ادعت انها اغتصبت من قبل افراد الامن وكذلك السجون السرية واخبار الانتهاكات ....وغيرها .

وكذلك تمثلت أعمالهم الدنيئة في نشر اخبار كاذبة عن عمد وبعد ان تترسخ في عقول الناس ويتصرفون وفقاً لها ، يتم الاعتذار عن عدم صحة الخبر بزعم تسريبه من مصادر غير موثوقة. ومن ذلك نشر صور فلم فديو مفبرك عن قيام الاحزمة الامنية الجنوبية بتنفيذ عمليات اعتقال في الشوارع العامة، واعتداءات وانتهاكات ضد مواطنين شماليين بينما تلك الصور كانت من أيام النظام السابق ضد المقاومين السلميين الجنوبيين في مدينة عدن.

6ـ اضفاء الشرعية على الأعمال الإرهابية المسلحة:

وذلك من خلال اطلاق صفة المقاومة الوطنية على جميع الموقوفين على ذمة الأعمال الإجرامية التي استهدفت مكونات الشعب الجنوبي وقوات التحالف العربي ولا يمكن من الناحية القانونية والواقعية اطلاق هذه الصفة على التنظيمات الإرهابية المسلحة التي باشرت عمليات القتل الأعمى والذبح العلني بحق أبناء الشعب الجنوبي، حيث عملت تلك التنظيمات بلا أية ضوابط او قواعد حتى تلك التي اشترطتها المواثيق الدولية واتفاقيات جنيف كحد أدنى للاعتراف بشرعية أية جماعة مسلحة. ومنها عدم جواز الاحتماء بالمدنيين وإتباع القواعد الدولية المنظمة لمعاملة الأسرى.

ومن مجمل مفردات الحملة الشمالية التي تتضمن زرع الخلايا الإرهابية في الجنوب، ومن ثم تأجيجها إعلاميا، وكذلك تصوير نخب وحركات التحرر الجنوبية بمفاهيم الردة والانفصال وغير ذلك، فكل مفردات هذه الحملة وغيرها من الأساليب القذرة تؤكد أن المكونات للهوية الجنوبية هي المستهدفة الأساسية.

 

ثانيا: الإعلام الوطني الجنوبي، الانجازات والتضحيات

 

إن النهج الإعلامي الذي يتسم بالخلل والتشويه والتحريض على العرب عامة وعلى جنوبنا العربي الاصيل يتطلب من كل مواطن عربي واع مدرك لأبعاد هذه الحرب الإعلامية وعي حقيقة أهدافها والقيام بتعرية هذا الإعلام الحاقد وكشف أهدافه المعادية للأمة، كما يتطلب من الجميع إدراك حقيقة هذا الإعلام والتوقف عندما ينشره ويبثه من إشاعات وتحريض للنيل من هذا قيادات شعب الجنوب المناضلة وشعبنا العربي ومقاومته المتمسكة بالثوابت الوطنية الجنوبية والعربية والمدافعة عن عقيدتها ومقدساتها هويتها.

إن الاعلام الوطني الجنوبي حقق عدد من الانجازات وقدم كثيرا من التضحيات نوجزها في الاتي: 

  • مرحلة الدفاع عن الهوية الوطنية الجنوبية :

لقد عملت وسائل الإعلام الوطني الجنوبي في المرحلة الأولى على صدّ ضربات الضخ الإعلامي والكثير من الأخبار المضللة، وكان الخيار بغضّ النظر عما يمكن أن نفعله: هل لدينا مقومات واستراتيجية إعلامية واضحة بهذا الاتجاه؟ هل لدينا أدوات لكي نقف في مواجهة مكنة إعلامية كبيرة والمواجهة بعقيدة ووطنية والدفاع عن الوطن؟

  • مرحلة الهجوم وكشف المستور:

 بدأت هذا المرحلة مع بداية تأسيس الكيان السياسي الجنوبي عام 2017م  حيث بدأ العمل بطريقة مختلفة حين انتقل الإعلام إلى مرحلة كشف التضليل الإعلامي والتقنيات التي استخدمت والردّ عليه، حيث أن الإعلام استمد قوته وعزيمته من القوات المسلحة والمقاومة الجنوبية بقيادة  والرئيس المناضل/ عيدروس قاسم الزبيدي، الذي كان يعبّر عن تقديره لكل إنجازات الإعلام، فقدّم الإعلاميون أرواحهم وهم يقومون بأداء واجبهم، وبات جميع الجنوبيين مذيعين ومحررين ومراسلين، حيث أصبح المواطن صانعاً للحدث وللرأي.

 أن الاعلاميين الجنوبيين بمختلف أطيافهم في الداخل والخارج لا أحد يشكّ بمقدراتهم ولكن كان ينقصهم في الانتقال من الدفاع إلى الهجوم الأدوات والبيئة الإعلامية المناسبة، وهذا يفرض على الإعلام اليوم أن تكون له آلياته الخاصة للوصول إلى طموحاته وتلبية ما يريده المواطن الجنوبي .

  • مرحلة تثبيت الوعي السياسي والاقتصادي :

أن مرحلة المشكلات الاقتصادي والخدمية في محافظات جنوبنا الحبيب والتي يصنعها العدو اليوم هي الأصعب بالنسبة لهم ولصنّاع القرار وللمواطنين الجنوبييين، ففي المرحلة الأولى والثانية كانت المعركة معركة وجود ودفاع عن الوطن، والجميع صمد من أجل ذلك، أما اليوم فرصد الشارع الجنوبي في ظل وضع معيشي صعب للغاية يتطلب برأيها وجود استراتيجيات واضحة المعالم وتوفير المعلومة للإعلاميين من قبل صنّاع القرار في المجلس وحكومة المناصفة؛ ليكونوا صلة وصل بينها وبين الشارع وسط الحصار الذي يدفع ثمنه المواطن، إن الإعلام اليوم لا يرقى إلى مستوى الهموم الكبيرة التي يعاني منها المواطن الذي يريد أن يرى حلولاً لمشكلاته وشفافية في تفسير الأمور، مع أننا مقصّرون في موضوع الصحافة الاستقصائية التي هي ضرورة في هذه المرحلة، ونجاحها يحتاج إلى دعم الإعلاميين بكل الإمكانيات.

 

 

المخاطر والتحديات الإعلامية التي شكلها الإعلام المضاد

 

 استطاع الاعلام المضاد أن يشوش في ذهن المتلقي الجنوبي من خلال شبكة اعلامية متخصصة تعمل ليل نهار بتزييف الوعي الجماهيري مستغلين صراعات فكرية وسياسية ترسخت عند بعض النفوس عبر الزمن لاسيما مفردات الحملات الاعلامية الموجهة ضد هوية شعب الجنوب السياسية والاجتماعية .

  • يمكن بكل سهولة استدارج المواطن الجنوبي ليتخذ موفقا معاديا لقيادة ثورته وكيانه السياسي دون أن يعلم أنه يعمل على تمزيق وطنه ويدمير هدف وطني تناظل من أجله أمته منذ سنين.
  • معظم المواقف السياسية والعسكرية تبنى على اساس العاطفة والشعارات الرنانة التي تخاطب الغرايز لا العقول وعلى هذا تمر المؤامرات المحاكة في اقبية المخابرات اليمينة المشتركة والمستندة على دراسات وبحوث نفسية وعلم الاجتماع بسهولة ومن دون عناء كبير حيث تجد أرض خصبة في نفوس من تم تهأتهم مسبقا لتمرير المؤامرات ضد شعبا وتنفذه تلك المكينة الاعلامية في الداخل والخارج.
  • يتبنى الاعلام المعادي استراتيجية اعلامية مضادة هي الفشكل في كل شي من خلال السياسات التي تصنعها قياداتها في الميدان وتنفذها وسائلهم الاعلامية في الاعلام المتعدد عبر اعلام يخاطب عقولهم وغرائزهم وفكرهم.
  • ومن ضمن التحديات انه استطاع الاعلام المعادي أن يركز على الشعور بخيبة الامل وانعدام الثقة رغم الانتصارات التي حققتها قيادات شعب الجنوب في كافة المجالات السياسية والدبلوماسية والعسكرية .
  • السعي الحيث للحديث عن فشل اتفاقية الرياض وما نتج عنها من حكومة مناصفة كان المفاوض الجنوبي قد حصد اعترافا دوليا بالشراكة في الهوية والثورة والثروة. وكذلك فشل الحكومة في تقديم الخدمات.

 

ثالثا:  الفرص والمعالجات الإعلامية لمواجهة الإعلام المضاد  

 

  • إنتاج برامج منتظمة تعتمد المعلومات سلاحاً في المواجهة.

إن خطر الحملة الاعلامية للقوى اليمينة المتحالفة ضد قضية شعب الجنوب والمشروع العربي ضد التدخلات الايرانية والتركية في اليمن لا يمكن أن يقف في وجهها الخطاب السياسي للنخب الجنوبية الذي يعتمد البلاغة اللغوية وإثارة العاطفة والحماس الثوري الذي عفي عنه الزمن في زمن التكنلوجيا الحديثة، إنما يلزم لمواجهتها إنتاج برامج منتظمة وفق مراكز معرفية تعتمد المعلومات سلاحاً في المواجهة واستثمار وسائط الاتصال المعاصرة وسيلة ناجعة في إيصال الرسالة المبتغاة. نحو:

  • برامج تعزيز الهوية الوطنية الجنوبية السياسية والاجتماعية والثقافية والاقتصادية.
  • برامج وطنية لكشف الدور القيادي السياسي والعسكري للقيادات والنخب الجنوبية الوطنية منذ بداية الثورة حتى اللحظة.
  • برامج وطنية تكشف الانتصارات والانجازات السياسية والعسكرية التي حققها شعبنا والتحالف العربي منذ بداية الحرب حتى اللحظة
  • برامج وطنية لكشف الدور الوطني الذي قدمته القوات المسلحة الجنوبية في معركة مكافحة الارهاب وتطهيره من معظم أراضي الجنوب.
  • برامج وطنية لتعزيز ثقافة التسامح والتصالح والتآخي الجنوبي الجنوبي بين كافة فئات الشعب الجنوبي.
  • تعزيز دور وسائل الإعلام الجنوبية - المقروءة والمرئية والمسموعة-

  في سبيل تنمية الوعي الوطني الجنوب وخلق وعيا فكريا وثقافيا وسياسيا لكل أفراد المجتمع يعمل على التي:

  • تعزيز الهوية الوطنية، منطلقة من إضاءة قيم الحرية والعدل والمساواة والسَّلام، ومبادئ حقوق الإنسان المتأصَّلة في نسيج الثقافة الوطنية الجنوبية، وتعزيز اندماجها وحضورها في الأنشطة الإنسانية جميعاً، وفي الإبداع الثقافي وتجليات السُّلوك.
  • الاستمرار في تعزيز حضور منظومات القيم الفكرية والثقافية والاجتماعية التي تكفل لنا الانتقال إلى المجتمع المدني الحرِّ الذي يمكن أنْ يحتضن عملية بناء الدولة الجنوبية الديمقراطية العصرية، ويجعلنا مطمئنين إلى إمكانية نشوء هذه الدولة.  
  • عمل حملات إعلامية لزيادة ونشر الوعي الوطني والاهتمام بتحليل القضايا المتعلقة بهوية شعب الجنوب .
  • الجلوس مع مدراء ورؤساء القنوات والصحف والمواقع والمجلات الجنوبية ونقل صورة إيجابية عن توجهات المجلس وانفتاحه على الجميع وتعزيز مبادئ التصالح والتسامح.
  • التخطيط الإعلامي الاستراتيجي :

والتخطيط الإعلامي كأي تخطيط آخر هو توظيف الإمكانيات البشرية والمادية المتاحة ، أو التي يمكن أن تتاح ، خلال سنوات الخطة من أجل تحقيق أهداف معينة مع الاستخدام الأمثل هذه الإمكانات التخطيط الإعلامي مرتبـــط بالتخطيط في المجالات الأخرى السياسية والاقتصاديــة والاجتماعية لأي مجتمع وليس منفصلاً عنها من أجل تحقيق التنمية المتكاملة المنشودة.

لقد أثبتت الكثير من الدراسات أن نجاح التخطيط الاستراتيجي الشامل يحتاج بشكل أساسي على مدى توفر سند إعلامي إستراتيجي، لذلك أصبح الإعلام الاستراتيجي أحد القوى التي تعتمد عليها الدول، لأنه يمثل قدرة الدولة على التواصل مع الجمهور وقدرتها في التأثير عليه، وان الضعف في ذلك يعني منح الفرصة لإعلام الغير للتواصل مع الجمهور وبالتالي تشكيله وفق رؤية أخرى قد تكو مناقضة كليا لمتطلبات الدولة، كما يعني الإعلام الاستراتيجي على المستوى الخارجي القدرة على التواصل مع الجمهور العالمي وتشكيل رأي عالمي، مما يعطي الفرصة لتمرير مصالح الدولة على الساحة الدولية والعكس صحيح من خلال الاتي:

  • امتلاك القوة الاستراتيجية من وسائل اتصال حديثة
  • تحقيق السيطرة الاعلامية في التواصل مع الناس
  • توفير السند المطلوب لتحقيق الرؤية والغاية والهدف المنشود
  • تحديد المشكلات المطلوبة مواجهتها اعلاميا ووضع خطط مسبقة للأداء:

إن لمواجهة أي مشكلة سياسية أو اجتماعية أو اقتصادية أو عسكرية أو ثقافية إعلاميا يتوجب دراستها وتحديد المداخل الاعلامية المناسبة: وهو يحتاج إلى جمع معلومات وبيانات مفصلة حو المشكلة والجمهور المستهدف بالخطاب، فوسائل وأساليب مخاطبة الشباب تختلف عن تلك المتعلقة بمخاطبة الكهول أو رجال الأعمال أو ضباط الجيش، فلكل منهم مدخل مناسب لمخاطبتهم، ويعرف ذلك من خلال تحليل المعطيات النفسية والفكرية والاجتماعية والسياسية وغيرها بما يمكن من معرفة

 المدخل المناسب للجمهور المناسب. فيما يتعلق بمضمون الرسالة الإعلامية ومجال التحرير ، والتخطيط المادي(المالي والإداري والتكنولوجي) يتولى التخطيط للأقسام المختلفة للمؤسسة الصحفية لتطويرها وتوسيع نطاق خدماتها وزيادة انتشارها.

  • التدريب والتأهيل لمواكبة متطلبات المرحلة:

إقامة دورات تدريبية وتأهيله لعدد كبير من الإعلاميين في مجال الإعلامي السياسي والحربي ومواجهة كل التحديات الإعلامية التي تشن ضد شعب الجنوب. في سبيل  شبكة إعلامية مركزية مختصة بالأعلام السياسي والحربي والثقافي والاقتصادي وتشكل فرو عها في كافة مديريات الجنوب 96 مديرية وكل مديرية ترتبط بحافظاتها ويتم من خلالها تبادل كل المهام الإعلامية السياسية والحربية

  • تشكيل لجنة اعلامية لقراءة تطورات الواقع الاعلامي:

العمل على تشكيل  لجنة إعلامية تسهم في الكشف عن دور القنوات والكتاب والمواقع المعادية لقضية شعبنا وهويته والرد على افتراءاتها وتزييفها، وتسعى لمتابعة كل التوجهات الإعلامية المحلية والإقليمية والدولية ومعرفة توجهاتها وسياساتها. في سبيل إعداد خطط المواجهة مع تلك التوجهات المتعددة.

دراسة| الإعلام الوطني الجنوبي ودوره في إدارات الازمات والإعلام المضاد - لتحميل الدراسة

 ------------------------------------------------------------------

 المراجع:

 1) الدعاية وسيلة من وسائل الحرب النفسية، حسين الشرعة، معهد اليرموك للدراسات، م9، ص9_ 32

2) تقنية الاقناع في الاعلام الجماهيري، فريال مهنا، طلاس للدراسات والترجمة والنشر،

3) الاسس العلمية لنظرية الاعلام، جيهان، دار الفكر العربي، القاهرة.1986م

4) الرأي العام وتأثره بالدعاية والإعلان، محمد حاتم، مكتبة لبنان، بيروت، 1989م

5) ظاهرة الهجرة من المناطقة الشمالية الى مدينة عدن ، البواعث والتحديات، د. صبري عفيف و.د عبدالحكيم العراشي، اصدارات مركز رؤى للدراسات والتدريب، عدن، 2019م