"اليوم الثامن" تبحث في مستقبل مؤتمر الرياض الثاني..

تحليل: السعودية ومؤتمر الرياض.. سيناريوهات ممكنة وأخرى مستحيلة

على مدى سبع سنوات منذ تعيين الأحمر نائبا للرئيس، لم تحقق القوات أي نتائج عسكرية ضد الحوثيين، بل على العكس سلمت سبعة ألوية في فرضة نهم ومثلها في الجوف، أسلحتها للحوثيين على اثر ما وصفته وزارة الدفاع في مأرب بـ"الانسحاب التكتيكي"

بين المؤتمر الأول والثاني هادي يتخلى عن تحالفه مع الجنوب بالتحالف مع الاخوان

القسم السياسي
عدن

إزاحة علي محسن الأحمر خيار وحيد لقتال الحوثيين بجدية

 جهود إماراتية تضع الحوثيين على قوائم الإرهاب العالمية ودعوة الحوار خطوة لتخفيف العقوبات عليهم

الحوثيون يشترطون ان يكون مقر "مؤتمر الرياض" في قطر او سلطنة عمان

مؤشرات توحي بأن السعودية تسعى للخروج من ازمة اليمن بالحث عن خيارات بديلة لهزيمة الاذرع الإيرانية

لماذا لم تمارس الرياض ضغوطا على إدارة هادي لتحريك جبهات القتال

جبهات الحرب متوقفة منذ تنصب الأحمر نائباً للرئيس الذي لا يرغب في قتال الحوثيين

كيف يمكن فهم الدعوة السعودية الحوثيين للحوار وتحركات الامارات لتصنيفهم على قوائم الإرهاب

بين المؤتمر الأول والثاني هادي يتخلى عن تحالفه مع الجنوب بالتحالف مع الاخوان

 

 

المقدمة

 

تدخل ازمة الصراع اليمني في الـ26 من (مارس آذار) الجاري، عامها الثامن، دون أي تقدم في ملف المفاوضات الإيرانية السعودية (غير المعلنة) والتي احتضنتها العراق خلال العامين الماضيين، في حين ان المشهد العسكري في داخل البلد يكتنفه الهدوء والغموض، فحكومة الرئيس اليمني المؤقت عبدربه منصور هادي، لا تخوض أي قتالا حقيقيا ضد الاذرع الإيرانية وتكتفي فقط بالدفاع عن مركز محافظة مأرب، التي توجد فيها اهم موارد اليمن من النفط والغاز، لكن بقية الجبهات متوقفة تماماً منذ العام 2016م، حين تم تصعيد علي محسن الأحمر الجنرال العسكري الاخواني الى منصب نائب الرئيس، وهو الرجل القادم من الهضبة الزيدية، التي تنتمي اليها جماعة الحوثيين.

ويمكن فهم أسباب جمود الجبهات والانتكاسات التي منيت بها قوات هادي في محيط مأرب، الى رغبة علي محسن الأحمر في عدم قتال الحوثيين الذين ينتمون الى الطائفية الزيدية، فالحوثيون ليسوا بتلك القوة العسكرية التي تمكنهم من التفوق في القتال على قوات تتلقى دعما سعوديا كبيرا "من العتاد والأموال".

فهذه الجماعات المسلحة التي تعتمد في قتالها على حروب العصابات والصفقات العسكرية، انهزمت أكثر من مرة على يد القوات المسلحة الجنوبية المدعومة من الإمارات، وأخرها تلك المكاسب ما تحقق في شبوة الغنية بالثروات النفطية في (يناير كانون الثاني) الماضي، حين نجحت قوات العمالقة الجنوبية من تطهير ثلاث بلدات ريفية سلمها تنظيم الإخوان (الحاكم) للحوثيين، لمحاولة عرقلة عزل حاكم شبوة الاخواني محمد صالح بن عديو.

هزيمة الحوثيين في شبوة، دفعت إيران الى القيام بردة فعل من خلال قصف مدن السعودية والامارات، وهو الأمر الذي دفع الأخيرة الى التحرك دبلوماسياً لمواجهة أذرع طهران في اليمن، وقد أدت هذه التحركات الى وضع الحوثيين على قوائم الإرهاب لدى مجلس الأمن الدولي، وأدرج الاتحاد الأوروبي في الـ16 من (مارس آذار) الجاري، جماعة الحوثي ضمن القائمة السوداء مع تجميد أرصدتها، وقد استند القرار إلى قيام الميليشيات الحوثية خلال الفترة الماضية بتنفيذ هجمات ضد المدنيين والبنية التحتية في اليمن، وعرقلتهم إيصال المساعدات الإنسانية، وتطبيقهم سياسة العنف الجنسي والقمع ضد النساء، ومشاركتهم في تجنيد الأطفال، إضافة إلى استخدام ألغام أرضية عشوائية، ومهاجمة سفن تجارية في البحر الأحمر.

 

مؤتمر الرياض الثاني لحل الازمة اليمنية

 

أعلنت أمانة مجلس التعاون الخليجي إرسال دعوات رسمية لجميع الأطراف اليمنية، لإجراء مشاورات يمنية - يمنية نهاية (مارس آذار) في العاصمة الرياض، معتبرا ان هذه الدعوة تأتي تنفيذاً لقرارات القمة الخليجية التي عقدت في ديسمبر (كانون الأول) الماضي.

ومن المتوقع ان تستضيف العاصمة السعودية مشاورات يمنية - يمنية لإنهاء الأزمة خلال الفترة بين 29 مارس (آذار) و7 أبريل (نيسان)، وهو ما أكد علي أمين عام مجلس التعاون الخليجي، الدكتور نايف الحجرف، خلال مؤتمر صحافي بالرياض، أن المجلس يبذل جهوداً مستمرة لإنهائها، وما نقدمه ليست مبادرة جديدة إنما تأكيد على أن الحل بأيدي اليمنيين».

وأعرب الحجرف عن أمله في استجابة جميع الأطراف اليمنية لمبادرة مجلس التعاون واغتنام هذه الفرصة لتحقيق السلام والاستقرار، حاثاً إياها على وقف إطلاق النار وبدء المحادثات، منوهاً إلى أن دعوات المشاورات اليمنية سترسَل إلى الجميع وستُعقد بمن يحضر.

ويقول مسؤولو مجلس التعاون الخليجي إن انعقاد المشاورات اليمنية - اليمنية في الرياض يأتي إنفاذاً لمقررات البيان الختامي للدورة الثانية والأربعين لمجلس التعاون لدول الخليج العربية، التي تهدف إلى توحيد كلمة اليمنيين كافة، وإنهاء الأزمة المستمرة منذ ثمان سنوات عبر الحوار بين جميع القوى والمكونات اليمنية، للوصول لحل سياسي شامل.

وتصف دعوة دول مجلس التعاون الخليجي للحوثيين بفرصة لتحكيم العقل ووقف الحرب الدموية وانقاذ الشعب اليمني عبر معالجة الوضع الانساني المتدهور، كما تعطيهم فرصة للاندماج ضمن الشعب اليمني ومكوناته وفي أن يكونوا شركاء في تحقيق الاستقرار والسلام ورفع مصالح اليمن فوق الحسابات الطائفية ومراجعة حالة التبعية للأجندة الإيرانية التخريبية".

دعوة الأمانة العامة لدول مجلس التعاون الخليجي وصفت بمثابة فرصة مهمة للحوثيين لمراجعة مواقفها المتصلبة ومراهنتها على الحرب والعنف، كما أن الدعوة تمنح الحوثيين فرصة للتصالح مع الشعب اليمني بكافة مكوناته ولفك تبعيتهم الكاملة للنظام الإيراني والتي لم تجلب لليمن سوى الدمار والخراب وأوقعت الحوثي في عزلة شعبية ووطنية وعربية.

 

 

مؤتمر الرياض (الأول)

 

في مايو (أيار) العام 2015م، أي بعد نحو شهرين من انطلاق عاصفة الحزم لردع الحوثيين، استضافت السعودية، ما اطلق عليه "مؤتمر الرياض لإنقاذ اليمن وبناء الدولة الاتحادية"، وقد خرج بتوصيات لعل من ابرزها محاسبة من تورطوا في التعاون مع الانقلاب الحوثي.

وأعلن المؤتمر التزامه بـ"إقامة الدولة المدنية الاتحادية والحفاظ على أمن واستقرار اليمن، ومعالجة القضية الجنوبية خلال المرحلة الانتقالية".

ولم تحاسب حكومة هادي من تورطوا في التعاون مع الانقلاب الحوثي، فالرئيس المؤقت الذي فر من عدن الى الرياض قبيل انطلاق عمليات عاصفة الحزم-، أصدر قرارا بتعيين احمد عبيد بن دغر، رئيس للحكومة واقالة نائب الرئيس ورئيس الحكومة خالد محفوظ بحاح، وتعيين الجنرال علي محسن الأحمر، نائبا للرئيس وللقائد الأعلى للقوات المسلحة اليمنية.

ولم يتحقق من اتفاق الرياض (الأول) أي شيء، بل على العكس حصلت العديد من الانتكاسات العسكرية، فالجنوب كان قد تحرر في منتصف العام 2015م، لكن مدن اليمن الشمالي لم يحصل فيها أي تحرير باستثناء مأرب التي قاتلت قوات التحالف العربي الحوثيين على الأرض.

وفسر قرار عزل بحاح من منصبي نائب الرئيس ورئيس الحكومة، إلى تصريح ادلى به على هامش مؤتمر الرياض الأول والذي أكد فيه على ضرورة الجلوس على طاولة الحوار، لبحث حلول لقضية الجنوب ومن ضمن الحلول المطروحة فصل الجنوب".

ويمكن تفسير الفشل في قتال الحوثيين بجدية الى هيمنة اخوان اليمن على القرار الرئاسي، لكن الذي لا يمكن تفسيره هو الموقف السعودي المتماهي مع الاخوان الذين سبق لهم ووقعوا اتفاقية مع الحوثيين في أغسطس (اب) 2014م، في صعدة، وهي الاتفاقية التي أبقت على الاخوان في صنعاء وفرضت حماية على مصالح أولاد الأحمر في صنعاء.

وفضلت السعودية الإبقاء على تحالف استراتيجي مع الاخوان في اليمن، ومولت علي محسن الأحمر لبناء جيش يمني كبير لمواجهة الحوثيين، غير ان هذا الجيش تبين انه لم يكن الا عبارة عن كشوفات وهمية لكن على أرض الواقع ليس له أي وجود ولا يقاتل، فمن يقاتل في مأرب هي قبائل يمنية ترفض وجود أي شكل من اشكال الاحتلال لمنابع النفط.

ويدلي مسؤولون يمنيون بمعلومات تشير الى وجود فساد وتجارة أسلحة، ومنها بيع أسلحة تقدمها السعودية للحوثيين، وهو ما أكد عليه الوزير السابق في الحكومة عثمان مجلي، والذي قال انه تم عرض أسلحة على السعودية بهدف تمويل شراء تلك الأسلحة ليتبين ان الأسلحة المعروضة للبيع هي من أسلحة الجيش السعودي، المقدم للجيش الوطني في مأرب.

 

أين ذهب التزام هادي بحل قضية الجنوب؟

 

 

مؤتمر الرياض الأول، أعلن الرئيس اليمني المؤقت التزامه بحل قضية الجنوب، الحل الذي يرتضوه، وقد جاءت تصريحات هادي من باب محاولة كسب الجنوبيين الذين يقاتلون دون غيرهم للدفاع عن الشرعية، مع ان قتال الجنوبيين كان لأهداف أخرى ربما شرحتها بشكل أوضح الاعلام الوطنية الجنوبية التي كانت ترفع على العربات والدبابات وهي تقاتل الحوثيين في عدن.

لكن لم تمض سوى شهور قليلة على التزام هادي للجنوبيين، حتى انقلب على هذا التحالف، بالدفع بالعدو الأول للجنوب وهو الجنرال العجوز علي محسن الأحمر، ويمكن ان يسأل هادي نفسه، ماذا تحقق منذ الانقلاب على الجنوب، او بصيغة أخرى ماذا تحقق منذ ان تم الدفع بالجنرال العجوز إلى منصب نائب الرئيس في قرار  تحدثت عنه مصادر خليجية لصحيفة اليوم الثامن بعد سبع سنوات من صدوره، بان هادي لم يتشاور مع السعودية بشأن قرار تعيين الأحمر، مع ان الأخير يعد الحليف الأبرز للسعودية ويأتي في المرتبة الأولى قبل هادي في ثقة السعوديين.

وعلى الرغم من ان الفشل رافق مسيرة الأحمر منذ العام 2016م، الا ان السؤال الذي يطرح اليوم، كم هي السنوات التي تريدها السعودية لتستغني عن خدمات رجل كهل فشل في تأمين مأرب المعقل الأخير للإخوان.

لكن ما هو مستقبل الأحمر اليوم في ظل وجود مؤتمر ثانٍ ربما يزيح الأحمر كما تم إزاحة بن دغر.

 

 إزاحة علي محسن الأحمر والجدية في قتال الحوثيين

 

على مدى سبع سنوات منذ تعيين الأحمر نائبا للرئيس، لم تحقق القوات أي نتائج عسكرية ضد الحوثيين، بل على العكس سلمت سبعة ألوية في فرضة نهم ومثلها في الجوف، أسلحتها للحوثيين على اثر ما وصفته وزارة الدفاع في مأرب بـ"الانسحاب التكتيكي"، وهو ما مكن الحوثين من ترسانة أسلحة كبيرة وضخمة، قبل ان يخرج المتحدث باسم الجيش الوطني الإخواني العميد محسن خصروف الى الحديث عن ان أسباب الهزيمة في فرضة نهم تعود الى عدم امتلاك الجيش أسلحة فتاكة من ابرزها مقاتلات ومدافع يصل مداها الى صنعاء.

معلومات - حصلت عليها صحيفة اليوم الثامن – تشير الى ان هناك رغبة سعودية في تجاوز حقبة علي محسن الأحمر، الجنرال العجوز وتشكيل مجلس رئاسي يضم شخصيات من اليمن والجنوب، غير ان هذه المعلومات لم يتم تأكيدها بشكل رسمي، ولا تزال تندرج في إطار التكهنات، الا ان ما يمن تأكيده هو الرغبة السعودية في إزاحة الجنرال العجوز علي محسن الأحمر، الذي شنت صحيفته "اخبار اليوم"، هجوما حادا على الرياض، واتهمتها بالسعي لتقسيم اليمن، وهي الاتهامات التي لم توجهها ذات الصحيفة لإيران التي تمول الانقلاب الحوثي الرامي الى السيطرة على اليمن وازاحة كل القوى اليمنية.

إزاحة الأحمر، والاتيان بشخصية يمنية بديلة له، وربما شخصية محسوبة على تيار العميد طارق صالح، قد يكون الخيار الأفضل لقتال الحوثيين بجدية، مع التأكيد على منح الجنوبيين ضمانات، في سبيل مشاركة القوات الجنوبية في قتال الحوثيين بمدن اليمن الشمالية، فالمؤتمر الذي قد لا يشارك فيه الحوثيون، يفترض ان يؤسس لمرحلة جديدة من التحالفات الحقيقية لقتال الحوثيين وهزيمة المشروع الإيراني.

وتحدثت صحيفة اليوم الثامن مع مصادر في المجلس الانتقالي الجنوبي، بشأن مشاركة وفد جنوبي في المفاوضات، الأمر الذي أكدت المصادر على مشاركة المجلس الانتقالي الجنوبي بوفد تفاوضي، مع التأكيد ان الشخصيات المدعوة للمؤتمر تصل الى 400 شخصية، فالسعودية ومجلس التعاون الخليجي وجهت دعوات إلى مكونات جنوبية أخرى مناهضة للمجلس الانتقالي الجنوبي، على أمل طرح مشاريع لا تتفق وتطلعات الجنوبيين في إقامة دولة مستقلة ذات سيادة، كما هو موضح في برنامج واهداف المجلس الانتقالي الجنوبي.

واختيار المجلس لشخصيات لتمثيله دون اخذ في الاعتبار التمثيل الوطني بين مختلف مدن الجنوب، سيكون محل انتقاد خاصة في وجود بعض المواقف التي تؤكد وجود حالة من الاقصاء والتهميش لبعض الكوادر والقيادات الجنوبية الموالية للمجلس الانتقالي الجنوبي، وحرمانها من تمثيل المجلس.

مع الاخذ بالاعتبار ان السعودية لديها أفكار قد تطرحها وقد لا تتوافق وتطلعات المجلس الانتقالي الجنوبي، الامر الذي يتطلب من الأخير ترشيح شخصيات من خارج المجلس لطرح القضية الجنوبية في اطارها الحقيقي بعيدا عن المشكلة اليمنية المستعصية على الحل.

وحكومة هادي ليست معنية بالرفض او الموافقة على المشاركة في المؤتمر، فالرئيس ونائبه في ضيافة السعودية منذ نحو ثمانية أعوام، وقد يشاركوا في المؤتمر الذي يتخوف منه الاخوان والذين يرون ان الازاحة الأحمر قد تعني إزاحة الاخوان، لذلك سيضغطون نحو البقاء على نائب الرئيس ولو كلف ذلك هزيمة السعودية في اليمن.

 

الحوثيون واشتراط اختيار قطر وسلطنة عمان

اشترط الحوثيون الموالون لإيران، اختيار دولة خليجية محايدة لحضور مؤتمر مجلس التعاون الخليجي، حيث تشير معلومات الى ان حكومة صنعاء – غير المعترف بها – اخبرت السعوديين انها ترغب بالمشاركة في مؤتمر مجلس التعاون الخليجي، شريطة ان تكون اعمال المؤتمر في مسقط او الدوحة، وهو على ما يبدو قد ترفضه السعودية.

قطر وسلطنة عمان، الدولتان الخليجيتان اللتان تدعمان الحوثيين في اليمن، فالأول مولت المشروع الإيراني منذ وقت مبكر باسم مشروع إعادة اعمار صعدة، ومشكلة السعودية مع الحوثيين لا تكمن في انهم شيعة يمنيون، بل لارتباطهم الوثيق بإيران.

اما سلطنة عمان، فالكثير من التقارير تشير الى انها باتت الممول الرئيس للحوثيين بالأسلحة والطائرات المسيرة والصواريخ بمختلف أنواعها، او ان مسقط باتت نقطة عبور للأسلحة الإيرانية.

 

مؤتمر الرياض الثاني والجهود الإماراتية

 

تقف دولة الإمارات العربية المتحدة بكل قوة مع السعودية في مواجهة المشاريع التي تستهدف مصالح الأخيرة، وقد كان لجهود الامارات الدبلوماسية الفضل في وضع الحوثيين على قوائم الإرهاب وحرمانهم من التسليح، لذلك تفسر دعوة الأذرع الإيرانية للحوار في السعودية فرصة للتخفيف من العقوبات المفروضة على الحوثيين، خاصة في ظل وجود رغبة أمريكية على انها الحرب.

 

ودائما ما تستعين الصحافة القطرية بتقارير الصحافة الأمريكية التي دائما ما تردد ان السعودية قد هٌزمت على يد الحوثيين، على الرغم من ان بعض المنصات الإعلامية الممولة سعوديا تشارك في الهجوم الفينة والأخرى على التحالف العربي.

لكن هذا لا يعني وجود مؤشرات بأن السعودية تسعى للخروج من ازمة اليمن بالحث عن خيارات بديلة لهزيمة الاذرع الإيرانية، التي باتت اليوم تصنف على قوائم الإرهاب، خاصة في ظل التحرك الدبلوماسي الإماراتي.

وامام دعوات السعودية للحوثيين المتكررة، يفتح الباب امام تساؤلات عدة أبرزها ما الذي يمكن ان يتحقق من مؤتمر الرياض الثاني.

هل يمكن ان يقبل الحوثيون بحلول قد تطرحها الرياض، وهي حلول جاهز، فالمؤتمر يرتكز بشكل أساسي على مدى قبول الحوثيين مع ان مجلس التعاون الخليجي انه سيعقد المؤتمر بمن سيحضر دون الانتظار لمشاركة الحوثيين من عدمها، وحتى إذا لم يشاركوا في المؤتمر سيخرج بحلول ربما لا ترتقي والمعالجة الحقيقية للازمة التي أدت الحرب.

للرياض موقف من استقلال الجنوب، لذلك قد تقبل بمشاركة يمنيين من الشمال للحديث عن الوحدة اليمنية الذي رفع في المعسكر.

ويمكن فهم تفسير الدعوة السعودية للحوثيين بانها خطوة قد تخفف من الإجراءات الدولية الرامية الى منع وصول الأسلحة والطائرات المسيرة للحوثيين، وقد تعرقل الجهود الإماراتية الرامية الى وضع الحوثيين على قوائم الإرهاب الإقليمية والدولية، على اعتبار انهم جماعة إرهابية يستهدفون المدنيين.

سيناريوهات ما بعد مؤتمر الرياض الثاني

مؤتمر الرياض الثاني قد يستمر على نفس الموال الذي سار عليه السابق، لا حلول ولا طرح موضوعي للقضايا، ناهيك انه قد يساهم في تقوية الحوثيين وإيقاف الجهود الدولية الرامية الى تصنيفهم على قوائم الإرهاب.

فالحكومة وأذرعها لا تمتلك قدرة قتال الحوثيين والحصول على مكاسب عسكرية ميدانية، والسبب يعود الى القائد العام علي محسن الأحمر الذي لم يخض أي حرب حقيقية ضد الانقلابيين، لذلك من السيناريوهات الممكنة إعادة هيكلة الحكومة الشرعية وعزل علي محسن الأحمر بالإضافة الى شخصيات أخرى.

فالسيناريوهات الممكنة "إعادة تقييم للملف العسكري طوال السنوات الماضية، ووضع معالجات جذرية من خلال عزل القيادات الاخوانية الموجودة في مأرب، والتي لم تقم باي عمل عسكري ضد الحوثيين، واشراك حزب المؤتمر الشعبي العام بقوة في المشهد العسكري والعمل على إطلاق عملية عسكرية لاستعادة ما احتله الحوثيون في مأرب والجوف وفرضة نهم والبيضاء.

اما السيناريوهات غير الممكنة فالرياض قد لا تقدم على عزل علي محسن الأحمر والإبقاء عليه، حتى لا تخسر قاعدة شعبية اخوانية في خاصة في الجنوب المهجر.

وخشية قاعدة جماهيرية، كبيرة تعمل على تصوير الاغنية اليمنية بان لها نوم واحدد، من الممكن هزيمة الحوثيين، إذا تم عزل الجنرال العجوز، فالخيارات التي لدى الرياض كثيرة، وابرزها اتفاقية الرياض التي تعود بالسلب على موقفها، فالاتفاقية تعثر بفعل الأحمر، وقواته الرابضة في مدن الجنوب، لذلك تحريك الجبهات أولوية، واي تمرد على التحالف العربي يفترض تكون هناك إجراءات مستمرة.

ودون عزل الأحمر قد يصعد الحوثيون من هجماتهم خاصة في ظل تعثر المشاورات بين طهران والرياض في بغداد، لذلك المرحلة القادمة ستكون صعبة على احد التحالف العربي، فأما هزيمة الحوثيين، وهذا ممكن جداً، ولكن في الأول عزل الأحمر، والمستحيل هو الإبقاء على الأحمر في منصبه دون تغيير ستكون أسلحة الحوثيين اشد قوة لأنه يشعرون انهم انتصروا على السعودية والتحالف.

لذلك التفكير جديا في مرحلة ما بعد مؤتمر الرياض، هل يتطلب الامر هزيمة الحوثيين او انهم جماعة طائفية قد تتعايش مع المجتمع اليمني ولا يمكن هزيمتها، مع التأكيد ان الخلاف مع الحوثيين هو في الأساس خلاف مع ايران ومتى ما توصلت الدولتين الى اتفاق فان الحوثيين قد يصبحوا السلطة الشرعية في الشمال، لكن هذا لا يعني ان الجنوبيين قد يقبلوا ان تكون بلدهم وطنا بديلا للمحتلين الجدد.

----------------------------------------
المصادر