مراقبون يشككون في إمكانيات نجاح المبعوث الأممي..

تقرير: الحوثيون.. استغلال الهدنة الأممية لإعادة ترتيب الأوراق الميدانية

الحوثيون يريدون استغلال الهدنة لإعادة ترتيب أوراقهم الميدانية وحصد بعض المكاسب.

صحيفة العرب

يشكك مراقبون في إمكانية نجاح المبعوث الأممي الخاص إلى اليمن هانس غروندبرغ في تحويل الهدنة المعلنة منذ مطلع أبريل الماضي إلى وقف دائم لإطلاق النار، في ظل مماطلة المتمردين الحوثيين في الاستجابة لشروط الهدنة، والخروقات التي تجري في أكثر من جبهة.

ويشير هؤلاء إلى أن الحوثيين يريدون استغلال هذه الهدنة لإعادة ترتيب أوراقهم الميدانية وحصد بعض المكاسب من قبيل رفع الحصار الذي يفرضه التحالف العربي الداعم للشرعية في اليمن على موانئ الحديدة واستئناف الرحلات الجوية من وإلى مطار صنعاء.

ويقول المراقبون إن الأصداء القادمة من بعض الجبهات في تعز ومأرب وغيرهما من المحافظات لا تبشر بإمكانية صمود الهدنة، التي يراهن عليها المجتمع الدولي لإطلاق مفاوضات سلام تنهي الصراع المتفجر منذ ثماني سنوات والذي تسبب في إحدى أسوأ الأزمات الإنسانية.

ويلفتون إلى أن السلطة اليمنية والتحالف العربي الداعم لها أبديا حتى الآن حرصا على إنجاح التهدئة، سواء من خلال رفع القيود عن موانئ الحديدة أو عبر تقديم مقترحات واقعية بشأن سبل استئناف الرحلات في مطار صنعاء، لكن ذلك لا يقابل بأي تقدم من جانب المتمردين الذين يحرصون في كل مرة على إضافة شرط جديد، وآخر الشروط دفع رواتب الموظفين في مناطق سيطرتهم.

وقال المجلس الرئاسي في اليمن إنه يدعم تثبيت الهدنة السارية مع الحوثيين كخطوة نحو وقف شامل لإطلاق النار.

وأوضح نائب رئيس مجلس القيادة الرئاسي طارق صالح في تصريحات أدلى بها مساء الثلاثاء لوكالة الأنباء اليمنية الرسمية (سبأ) “ندعم الجهود التي تبذلها الدول الشقيقة والصديقة لإنجاح وتثبيت الهدنة كخطوة نحو وقف شامل لإطلاق النار، رغم عدم تقديم الميليشيات الحوثية أي تنازل”.

وحذر نائب الرئيس في مجلس القيادة من أن “ميليشيا الحوثي تستغل الهدنة للتحشيد وتحريك العربات والأسلحة الثقيلة لجبهات جنوبي مأرب (وسط)، واستمرارها في فرض الحصار الغاشم على تعز (جنوب غرب)”.

وأكد صالح أن “مجلس القيادة الرئاسي حريص على إحلال السلام رغم أن التجارب السابقة تؤكد أن ميليشيات الحوثي لا يمكن أن تجنح للسلام إلا بالقوة”.

وتشكل الهدنة فرصة نادرة لإحلال السلام في هذا البلد، لكن مجريات الأوضاع على الأرض لا توحي برغبة المتمردين في استغلالها، وسط تحذيرات من أن انهيار الهدنة قد يقود إلى منعرج خطير في الصراع، لاسيما بعد الترتيبات الأخيرة للسلطة الشرعية.

 وأعلن المبعوث الأممي إلى اليمن في الأول من أبريل الماضي عن موافقة أطراف الصراع على هدنة لمدة شهرين قابلة للتمديد، بدأت في اليوم التالي، مع ترحيب سابق من التحالف العربي الذي تقوده السعودية، والقوات الحكومية والحوثيين الموالين لإيران.

ومنذ ثماني سنوات يشهد اليمن حربا مستمرة بين القوات الموالية للحكومة الشرعية، مدعومة بتحالف عسكري عربي تقوده الجارة السعودية، والحوثيين المدعومين من إيران والمسيطرين على محافظات، من بينها العاصمة صنعاء منذ سبتمبر 2014.