فيلم قديم..

"فيلم قديم" لم يعد صالحاً للعرض

قصة الفيلم لا تبدو تقليدية

نادر الرنتيسي

تصرُّ على مشاهدة "الفيلم" كلّما عرضته القناة الرسميّة وقنوات الأقمار المجاورة. تفرضُ على أبنائكَ الصمت القهري، وتحرمهم من مشاهدة مباراة عالمية مجهولة نتيجتها، حتى زوجتك تتجنّبُ أنْ تتذمّر كما اعتادت من ضيق مساحة البيت وقنّ الدجاج على الشرفة، وتزهد المسكينة بمشاهدة الحلقة التي تُفكُّ فيها عقدة مسلسل عن حبٍّ حرام وجريمة مغلقة. تستمع أنتَ إلى "الفيلم" وتشاهده بحاستين وتعطل الثلاث الأخرى، مشدود الأعصاب تكون ..كأنّه العرض الأول.

لا يمكن إحصاء عدد المرات التي شاهدتَ فيها "الفيلم". أنتَ تحفظه غيباً، ولو أُعيدَ تمثيله وأسند إليك أحد أدواره الرئيسية ستردِّدُ الحوارات بلا إعادة. لكنّكَ رغم ذلك تنتظر عودة عرضه، كأنكَ تعتقد أن مشاهد جديدة قد أضيفت إلى الفيلم، أو أنّ حواراً محذوفاً منعته الرقابة، وسمحت بإعادته، بل إنك تطارد "الفيلم" في الصحف، حين يُعاد عرضه، وتقرأ كلّ ما يكتب فيه من مديح بالمجّان أو نقد غالي الثمن.

تنزل إلى المقهى تشارك بصوت عال في الجدل حول "الفيلم"، وتخفض صوتكَ إنْ اعتقدتَ أنّك قلتَ نقداً يتجاوز بنصف متر الخط الأحمر الذي وضعته أنتَ. تعيدُ تفعيل حسابك المحدود على فيسبوك، تضع "إعجابات" بسخاء على المنشورات الساخطة، وتكتب تعليقات لاذعة على المنشورات التي تعتقد أن "الفيلم" حداثي وإنْ كانت موسيقاه كلاسيكية. تذهبُ إلى يوتيوب لتشاهد "الفيلم" على أجزاء ومشاهد منفصلة، فربّما، كما تعتقد، يتغير "الإخراج" وتبدو القصة أشوَقْ.

نبذة عن الفيلم
يقول موقع ويكيبيديا إن الروايات حول سنة إنتاج "الفيلم" ما تزال متضاربة. لكنّ كلّ الأرقام تقترب من حاجز سبعة عقود، ما يجعله أول فيلم محلي. ويذكر الموقع أن "الفيلم" قد عُرض قبل سنوات طويلة بعدة نسخ، لكنه استقرّ على النسخة الأخيرة التي لا تعرف أربعة أجيال غيرها. وينوه إلى أن تصوير "الفيلم" توقف عدة سنوات، وواجهته صعوبات في التمويل، وهذا ما يفسّر رداءة الصوت، لكن الموقع يشيد بأداء الممثلين، الأحياء والأموات.

قصة الفيلم
لا تبدو تقليدية إلا أنّها أصبحت كذلك، فهي تعتمد على التكرار المشوِّق الذي يوحي بأن ثمة مفاجأة ستحدث، لكن المفاجأة تكون بغيابها!

الأبطال
ليسوا وسيمين، وأعمارهم عادة ما تكون كبيرة، لكنهم كثيراً ما تعرّضوا للنقد والتجريح. لم يفز أي منهم بجائزة التحكيم، رغم أن أداءهم التمثيلي لم يكن سيئاً، بحسب النقاد، إنّما طبيعة الأدوار المكررة لم تضف شيئاً لتاريخهم الفنيّ.

الإيرادات
سُحب الفيلم من دور العرض لضعف الإقبال، واكتفى المنتج ببيعه للتلفزيون المحلي، وبعد انتشار الأقمار الصناعية اشترته محطات كثيرة لملء فراغ البث.

هامش ضروري
"المحتوى الذي يخص هذا الفيلم ينقصه الاستشهاد بمصادر لم تعد متوفرة. يرجى إيراد مصادر موثوق بها. أي معلومات غير موثقة يمكن التشكيك بها وإزالتها".

تقييم موقع "الطماطم الفاسدة"
لم يعد "الفيلم" صالحاً للعرض.