الجنوبيون بين خيارين..

كيف تواجه حكومة اليمن المؤقتة قضية "استقلال الجنوب"

قوات عسكرية موالية للرئيس اليمني الانتقالي عبدربه منصور هادي

جلال عمر
محرر ومعد تقارير صحافية متعاون مع صحيفة اليوم الثامن

على الرغم من تأكيدها الحوار مع الحوثيين الشيعة الموالين لإيران، تواصل حكومة اليمن الانتقالي رفض كل اشكال الحوار مع الجنوبيين، مجددة تمسكها بخيار تقسيم الجنوب الى اقليمين، غير ان مسؤولا ومستشارا في حكومة الرئيس اليمني المؤقت عبدربه هادي كشف عن تحذيرات قال انها قد ربما تؤسس الى تقسيم الجنوب الى كونتونات سياسية وجغرافية ومناطقية.

وهدد مستشار الرئيس اليمني ياسين مكاوي الجنوبيين بانه سوف يتم تقسيم الجنوب الى كنتونات سياسية ومناطقية وجغرافية، فيما اذا اصروا على المضي في خيار الاستقلال، معتبرا ان ذلك يخالف مشروع الرئيس الانتقالي عبدربه منصور هادي الذي اقر تقسيم اليمن والجنوب الى ستة أقاليم.

 

وقالت وسائل إعلام يمنية إن مستشار الرئيس عبدربه منصور هادي، ياسين مكاوي، حذر من تقسيم الجنوب إلى كونتونات سياسية وأخرى جغرافية ومناطقية؛ في تصريح يحمل في طياته تهديدا واضحا للجنوبيين بأن لا خيار أخر غير مشروع الرئيس اليمني عبدربه منصور هادي القاضي الى تقسيم اليمن الى ستة أقاليم اثنين منها في الجنوب.

وزعم مكاوي الذي نصبه هادي رئيسا لفصيل جنوبي موالي لهادي إن «الجنوب بحسب التوقعات ورؤية بعض الخبراء الأوروبين  سيتقسم إلى مسارات متعددة التقسيم والتي يمكن أن تقسم الجنوب إلى كونتونات سياسية جغرافية مناطقية قبلية وقروية بمشيخات وامارات وسلطنات بثوب جديد».

ولفت مكاوي الى مطامع مأرب في السيطرة على وادي حضرموت قائلا إن «حضرموت في الحد الأدنى ستقسم إلى الساحل والوادي والصحراء في أحسن الأحوال إذا لم تتجه الأمور خارج سيطرة المخرج القاصر إلى انعاش طموحات الجماعة الارهابية المسلحة أو أي جماعة طامحة بالسلطة متمنطقة بقوة السلاح».

وأضاف أن «شبوة جاهزة إلى  استدعاء مظالم الماضي حاضرة فالواحدي يتحضر والعولقي يستعيد وبني هلال يتزحزح والاشراف تتمحور مع العلم انها مناطق الثروة والمساحة فما بالكم بالمناطق محدودة الدخل فامرهم سيكون مجهول المصير»، مشيراً إلى أن «عدن تشهد تدرجاً متصاعداً في رفض مايجري فيها من قتل وفوضى وبلطجة وتبييض أموال ونهب للأراضي وفيد ومخدرات ومظاهر مسلحة متعددة لغياب المؤسسة الواحدة، وفي ذات الوقت برزت قوى عسكرية وأمنية مناطقية بلون واحد قادمة من خارجها تفيدت كل ما فيها وأسهمت في حماية الفاسدين المتنفذين وسماسرتهم المتمترسين بقرويتهم».

وقال مصدر مسؤول في الرياض لـ(اليوم الثامن) "إن تصريحات مكاوي الهدف منها تحذير الجنوبيين من مغبة التمسك بخيار الاستقلال.. مبينا انه جلس مع مكاوي عقب الاطلاع على ما كتبه، وبين له ان محاولة مواجهة الجنوب بمشاريع الماضي لن يجلب الا مزيدا من المشاكل وعدم الاستقرار، الا ان مكاوي رد عليه قائلا "انه لا خيار امامنا الا مشروع واحد هو التقسيم الى اقليمين او أكثر ان رفض الجنوبيون الموافقة على مشروع الدولة الاتحادية.

وبشأن الخبراء الذين ذكرهم مكاوي في مقالته، قال المصدر "الحديث عن ان خبراء أعطوا معلومات عن مستقبل اليمن واستقلال الجنوب عارية من الصحة".. مشيرا الى ان مثل هذه التصريحات تؤسس للمزيد من العنف والإرهاب، وهي تشبه الى حد بعيد وسائل الابتزاز التي يمارسها البعض".

ولفت الى ان مكاوي يسعى للحصول على منصب محافظ عدن، او رئيس إقليم عدن كما وعده هادي، وانه تأخر في ذلك لاسباب دفعته الى التواصل مع الرئيس هادي الذي ابلغه باستيعابه في اقرب فرصة في أي منصب.

 

وأكد المصدر ان الرئيس هادي كان يعتزم تعيين مكاوي محافظا لعدن، لولا اعتراض نائب مدير مكتب الرئيس احمد صالح العيسي الذي رفض قرار تعيين مكاوي وأصر على ان يتم تعيين أحمد سالمين محافظا للعاصمة، ومع ذلك لا يزال هناك حالة من الجدل، وسط القرب ان اتفاق يقضي بعودة سالمين الى منصبه السابق في حين ان مكاوي ربما يكون محافظا جديدا لعدن.