بعد انتهاء مباراة فريقهم المفضل بالدوري الإيراني..

هتافات جريئة في ملاعب ومدارس تزعج نظام إيران

احتجاج داخل ملعب لكرة القدم في إيران

طهران

شهدت إيران على مدى الأيام الأخيرة أشكال احتجاجات وهتافات مختلفة ضد سياسات النظام الثيوقراطي إلى حد أزعج مسؤولين إيرانيين ونوابا برلمانيين موالين لتيار المرشد الإيراني علي خامنئي.

البداية من ملاعب كرة القدم، حيث ردد مناصرون لنادٍ محلي يدعى "استقلال" شعارات سياسية مناهضة لنظام ولاية الفقيه، نهاية الأسبوع الماضي، بعد انتهاء مباراة فريقهم المفضل بالدوري الإيراني لكرة القدم.

وهتف المشجعون لدى خروجهم من أحد الملاعب الرياضية في إيران قائلين "رضا شاه.. لتسعد روحك"، و"أيها الشاه.. تعال ثانية لتحكم إيران" في إشارة إلى "رضا شاه" الحاكم الإيراني السابق الذي قلّص صلاحيات واسعة لرجال الدين في أربعينيات القرن الماضي.

يشار إلى أن هذا الأمر تحول إلى ظاهرة في بعض ملاعب كرة القدم الإيرانية مؤخرا، بسبب رفض شرائح اجتماعية عديدة القمع السياسي والأمني تحت ستار الدين من قِبل نظام ولاية الفقيه.

وتكررت هتافات مماثلة مرارا داخل إيران على مدى الأشهر الأخيرة على خلفية اندلاع احتجاجات شعبية مطلع 2018 إثر تدهور الأوضاع الاقتصادية والمعيشية على حد سواء.

ويبدو أن الشعارات السياسية الحادة التي تستهدف "أسس نظام ولاية الفقيه"، حسبما ينظر إليها مسؤولوه، لم تعد موضع صبر من قِبل أجهزة أمنية إيرانية، بعد أن هدد وزير الداخلية الإيراني عبدالرضا رحماني فضلي بحظر دخول جماهير إلى الملاعب الرياضية حال عجز السلطات عن السيطرة عليها، وفق قوله.

وطالب علي رضا إبراهيمي (نائب برلماني أصولي) بضرورة الكشف عن هوية قادة روابط المشجعين الرياضيين في بلاده، بدعوى السيطرة على فضاء الملاعب الرياضية داخل إيران.

وفي أعقاب انتهاء بطولة الدوري الإيراني لكرة القدم قبل يومين بفوز فريق برسبوليس (أحد قطبي ديربي العاصمة طهران)، خرج مناصرو الفريق إلى عدد من الشوارع مرددين هتافات لافتة من قبيل "الموت للديكتاتور" في إشارة إلى خامنئي.

وارتفعت مخاوف نظام طهران من تزايد شعارات سياسية تعبيرا عن الغضب الشعبي إزاء تدهور أوضاع البلاد، خاصة بعد تداول مقاطع مصورة يتراقص بها طلاب على أنغام أغنية لمطرب إيراني يقيم بالخارج رغما عن 40 عاما من سياسات الترهيب والقمع، والدعاية الأيدولوجية.

الجامعيون كانوا ضمن أبرز الشرائح التي تعالت أصواتها خلال الآونة الأخيرة بوجه سلطات إيران، حيث نظم طلاب جامعة طهران (أقدم الجامعات الإيرانية) احتجاجات حاشدة قبل عدة أيام بسبب محاذير على الأنشطة الطلابية والتدخل الأمني بها، إلى جانب تقييد حرية الملبس.

ووقعت مصادمات بين الطلاب المحتجين وعناصر من مليشيا الباسيج في حرم جامعة طهران الرئيسي، خاصة بعد أن ردد الطلاب المتظاهرون هتافات مناهضة للنظام الديني المسيطر على حكم إيران منذ عام 1979.

وتخشى السلطات الإيرانية اندلاع موجة احتجاجات جديدة أشد وطأة من مظاهرات شعبية بدأت أواخر عام 2017 قبل أن تستمر حتى مطلع العام الماضي، وسط يأس عام من فشل قدرة النظام الحاكم على الخروج من الأزمات الاقتصادية والاجتماعية والسياسية الراهنة.